ما سرّ بقاء هنية خارج غزة في هذا الظرف الحسّاس ؟

نصف سنة أو أكثر منذ إعلان حركة حماس عن جولة إسماعيل هنيّة خارج قطاع غزّة ونيته التوجه إلى الدول المجاورة والصديقة التي تربطها بها مصالح مشتركة. وقد انطلقت جولة هنية من مصر فقطر الحليف الأكبر لحماس في المنطقة، ولم يتخلف هنيّة عن زيارة تركيا وإيران لما بين حماس وهاتين الدولتين من علاقات قوية ومتشابكة.

الآن، وقد أصبحت الكورونا تهدّد حياة الفلسطينيّين، برزت أصوات قوية وأسئلة كثيرة عن حقيقة غياب هذا القائد السياسي البارز في حماس عن غزّة بالأخصّ وأنّ

القطاع يواجه أزمة خانقة محتملة ظهرت بوادرها نتيجة انحسار الدعم المالي من الحلفاء التاريخيّين لحماس.

تحدّثت قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس سابقا عن دوافع هنية في ما يقوم به خارج غزة، وأكدت على أنّ هذه الجولة تأتي في إطار حلّ بعض الملفات العالقة بالخارج وتوسيع دائرة علاقات حماس بهذه الدول وإقناعها بتعزيز دعمها لحركته ولقطاع غزة. في المقابل تحدّث محلّلون سياسيون عن نيّة هنية استغلال شبكة علاقات الحركة التي ينتمي إليها من أجل تدعيم شبكة علاقاته الذاتية وتعزيز مكانته كمرشّح بارز لزعامة حركة حماس.

في الآونة الأخيرة، وردت بعض الأخبار التي سرّبها بعض المقرّبين من هنيّة والتي تحدثت عن عزمه الرجوع إلى غزّة من أجل معاينة الوضع الصحي والاقتصادي وإمساكه بزمام الأمور من جديد، ويُتوقّع أن يعود إسماعيل من جولته بدعم مادّي ضخم نجح في جمعه أثناء الأشهر التي قضّاها خارج القطاع.

هناك حديث عن انجازات دبلوماسية حققها هنية عبر زياراته المتعددة والتي قد تعود بالنّفع على سكّان قطاع غزّة إلّا أنّ تململا فلسطينيا بدا واضحا مع شبه إجماع على ضرورة رجوعه لوطنه عاجلا وتحمل المسؤولية التاريخية فيما يحدث تزامنا مع تسجيل عشرات المصابين بالفيروس، فهل تصدق الأخبار عن عودة هنية قريبا إلى القطاع أم يواصل هذا الأخير جولته غير عابئ بشعبه في غزة ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here