وسيجدون في سقطة خلف عبرة حسنة لكل نفس أبية و شهمة و شامخة

بقلم مهدي قاسم

بحسب الأخبار الواردة في صحف ومواقع *وصفحات التواصل
الاجتماعي فقد أعفى رئيس الحكومة السيد مصطفى الكاظمي المتحدث الرسمي باسم القائد العام اللواءعبد الكريم خلف من منصبه و الذي كان مثار السخرية والاستهجان بلغ لحد الاحتقار من قبل غالبية الشارع العراقي لموقفه السلبي من التظاهرات و إنكاره الدائم لسقوط مئات من
القتلى من بين صفوف المتظاهرين ، فضلا عن عنجهيته ونبرته السلطوية الوقحة و المستفزة للوسط الإعلامي ، حيث جعلته هذا “المنصب البائس ” شخصا آخر تماما ، حتى خرج من جلده السابق ليصبح مخلوقا انتهازيا و حاقدا على المتظاهرين و بوقا هزيلا لأفسد سلطة فاشلة و إجرامية
في العالم ، ومن سوء حظه أن ناشطين قد نشروا روابط فيديو قديمة تحتوي على تصريحات له تؤيد وتدعم التظاهرات في ذلك الحين قبل أن يصبح ناطقا رسميا للقائد العام للقوات المسلحة للجنرال البري و الأدميرال البحري عادل عبد المهدي !! .

ولم تستغرق فترة توظيفه و بقائه في منصبه الأخير إلا
لفترة قصيرة نوعا ما ، وإذا به الآن يجد نفسه مجردا من وظيفته ومركولا من ذلك ” المنصب ” البراق ، تحيطه أطنان من خزي وعار و ازدراء و سخريات ، ليصبح في وضع لا يحسده عليه أحد ، في سقطة مدوية لن تُغفر له أبدا لكونه انحاز وبشكل وقح و صفيق إلى جانب القتلة الملثمين
و ” المجهولين المعروفين ” ضد الضحايا المتظاهرين من أجل العمل و الخبز والخدمات ، فاقدا اعتباره السابق ـــ كمتصدي ــ إعلاميا ــ للأعمال الإرهابية ومؤيديها ــ و منصبه الحالي في آن واحد ، أي انتهى به المطاف إلى حال السيدة التي قيل عنها :

ــ لاحظت برجيلهة ولا أخذت سيد علي !..

ولكن ينبغي التأكيد هنا على أنه ليس قصدنا هو تسليط
الضوء على هذا الجانب المظلم من سيرة عبد الكريم خلف ، إنما التركيز ـ بالدرجة الأولى ــ على أن سقطته السياسية والإعلامية يجب أن تكون عبرة لنفوس أبية و شامخة التي لا تغريها مناصب براقة ولا أموال سحت حرام طائلة ، لتبقى أكثر شموخا و إخلاصا لمبادئها وقيمها الأصيلة
، مهما كانت الظروف و الأحوال والأوضاع الاستثنائية والإغراءات المالية والوظيفية ..

هامش ذات صلة :

*( القائد العام يعفي عبد الكريم خلف
أعفى رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي، عبد الكريم خلف من منصب المتحدث
الرسمي باسم القائد العام وكلف العميد يحيى رسول بدلًا عنه، ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here