الى الشعب المقهور في امريكا

الى الشعب المقهور في امريكا
عبد الله ضراب الجزائري
لقد ذرفت ابيات هذه القصيدة متأثرا بشريط شاهدته يظهر كيف ان الجشع والاستهتار بالقيم الانسانية والدينية والخلقية بلغ بالرجل الابيض في

امريكا المتحضرة ، المتباهية بحقوق الانسان والديمقراطية ، ان ينبش قبور الهنود الحمر الذين قتلهم اجدادهم ظلما وعدوانا ، ويعرض هياكلهم العظمية في متحف في متحف خاص يدرُّ عليه المال القذر ، وقد اثَّر في نفسي مشهد الرِّجال والنِّساء من الهنود الحمر وهم يبكون شعورا منهم بالظلم والإهانة ، ووفاء للآباء والأجداد ، وشعرت بالمعرَّة كمسلم لمسؤوليتنا عمّا حدث ويحدث في الأرض من ظلم بسبب تخلِّي المسلمين
عن تبليغ رسالة الله للناس- الاسلام- رسالة الرّحمة والأخوّة الإنسانية وكل القيم السّامية قال الله تعالى : وما أرسلنا كَ إلاّ رحمة ً للعالمينَ
***
ألا من يُبلغِ الهنديَّ عن عُذري … فقد أضحى جحيماً في جوى صدري
ألامن يُسمع المقهور أنَّاتي … فقد باتت نشيدا من ضَنَا قَدْرِي
خذلناكم أيا هندي فاعْذرنا … إذا هبَّت رياحُ العدلِ والثّأر
خذلناكم فرغم البعد لا نسلمْ … من التَّأنيب والتَّقريع والوِزِ
خذلناكم لأنَّا لم نكن حقًّا … دُعاة الحقِّ للإسلام والخيرِ
خذلناكم لأنَّا قد تخلَّفنا … وأسلمنا زِمامَ الارض للشّرِّ
خذلناكم لأنَّا قد تقهقرنا … وغالتنا طباعُا الجبن والفَرِّ
لقد كنَّا شعوبا تعبد اللهَ … تُكيلُ السَّيفَ للطُّغيان والبَطْرِ
وتَرعى الحقَّ في الآفاق عن وَعْيٍ … وتحمي العدل بين الخلقِ بالكَرِّ
تُنادي طُغمة َ الطُّغيان يا … متى نلتم حقوقَ الرِّقِّ للحُرِّ ؟؟؟؟
دَسَسْنا الحقَّ في أهوائِنا جَهلاً… ووارينا شعاعَ الشَّمس والبدرِ
تعلَّقنا بِقَشِّ العيشِ فانبتَّتْ … بنا الأهواءُ في الإسفافِ والجورِ
خُلقنا لاحْتضان الحقِّ فانْسقنا … وراء اللَّهوِ والأطماع والبَعْرِ
وعلَّمنا الوحوشَ البيضَ فانسابتْ … بعيدا عن ظلام الجهل في الجُحرِ
وجاءتكم تسوقُ الشرَّ طوفاناً … فغالَتْكُمْ بناب الحقدِ والغدْر
أبادوا قومكم غدْرا وداسوهمْ … عِظاما ساكناتٍ في جَوَى القبرِ
أيا هنديَّ أمريكا أحيِّيكمْ … أيا شعبا سليلَ النُّبْلِ والطُّهْرِ
رَعَيتَ العهدَ للأجداد من نُبْلٍ … برغم البطشِ والتَّشويه والقهرِ
ألا أبشرْ معاني دينكم أسمى … من التَّثليت رأسَ الجهل ِوالكفرِ*
لَكُمْ دينٌ يُشعُّ النُّبْلَ والطُّهْرَ … يوالي الحقَّ كالإسلام هل تدري ؟
تعايشتم بسلمٍ في بواديكم … مع الجاموس والأشجار والطَّيرِ
وقدَّرتمْ هِبات الخالقِ الأكرمْ … وذا ندعوه في الإسلام بالشُّكرِ
ووحَّدتم بفهمٍ ربَّنا الأعلى … وجانبتم سبيلَ العُهرِ والسُّكْرِ
ألا عُذرا لآنَّا قد تخلَّيْنا … عن الدَّوْرِ الذي نلناه في الدَّهرِ
ولم نوصلْ إليكم دينَنا الأسمى … حَبَسنا النُّورَ دينَ الحقِّ أن يسري
فعُوقبنا بأن نُجتاحَ أشتاتا … ليُردى عرضُنا المكلومُ في جَهْرِ
وجاؤونا جيَّاعاً مثلما جاؤوا … بواديَكم بطبعِ الخَتْلِ والمكرِ
لعلَّ الأصفرَ المعبودَ قد ولَّى … أبادوه وعَنَّ اليوم في وَكْري
فذَا جنسٌ بغيضٌ سافلٌ جَشِعٌ … غَوِيٌّ ساقه الشيطانُ للضر
وُحوشٌ طوَّرتْ أنيابَ بَلواها … فكم فاقتْ وحوشَ النَّابِ والظِّفْرِ
لقد هبُّوا لمحوِ الحقِّ عن قصْدٍ … وتلكم غلطة ُ الطُّغيانِ في العُمْرِ
فمن يسعى لحربِ الله لا يبقى … فكم أفنى بني الطُّغيان والكِبْرِ
سلِ التَّاريخ عن أمثالهم ، وَلُّوا … فما تلقى سوى الآثارَ في الغَمْرِ
أيا هنديَّ أمريكا أحيِّيكمْ … أيا جنساً كريمَ الطَّبعِ والسِّرِّ
ألا فاصمدْ وفياًّ طاهراً حرًّا … ولا تركع لجنس الكبرِ والعُهْرِ
فها قد حان عهد الحقِّ فلتحيَ … وعانق نجمة الإكرام والبِشْرِ
تولَّينا قرونَ الوحشِ فلتغرزْ … نِبالَ الثَّأرِ والإنصافِ في الظَّهرِ
***
* دينهم الذي كانوا يدينون به قبل وصول الاوربيين اليهم فلما وصلوا فرضوا عليهم بالقوة خلطه بالتثليث فصار عجبا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here