لا تفسدوا هذا المنجز التقني الرائع !

لا تفسدوا هذا المنجز التقني الرائع !

بقلم مهدي قاسم

أحيانا أسأل نفسي أنه :

ــ ما السبب أو الدافع الذي يدفع البعض إلى نشر أخبار
أو روابط فيديو على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها بدون دعمها بمصدر موثوق أو ــ على الأقل ــ التأكد من مصدرها المؤكد قبل الإقدام على نشرها أو أخضاعها ــ كأضعف الإيمان ــ لمنطق سليم لمعرفة نسبة الصحة والمصداقية .. بينما كثيرين يأخذونها بجدية واهتمام ترويجا
وتعليقا و على نطاق واسع ، ليتضح أخيرا أن هذا الخير أو ذاك خال من صحة ، وعار من مصداقية ، لكونه مختلق من الأساس .. إنما دافعه تسقيط سياسي فحسب ، ولكن بدلا أن تجري عملية تسقيط الخصم بخبر ملفق من هذا القبيل فأن عملية تسقيط تصب في النهاية لصالحه ، لأنه يستثمرها
إعلاميا و سياسيا لأهدافه السياسية. لذا فأنا اعتقد أن من يقدم على نشر خبر ملفق ومزيف ــ حتى ولو بدوافع نوايا حسنة انطلاقا من أن النوايا الحميدة تعّبد الطريق إلى الجحيم !ــ إنما يساهم ــ بشكل وبآخر ــ في جعل الفيس مصدر شك وريبة وغير موثوق به في أغلب الأحيان
، بحيث أن المتلقي أخذ يشك حتى بخبر مدعوم بمصدر موثوق وبالتالي يتردد في تصديقه أو أخذه بعين الاعتبار ..

كل هذه الأفكار خطرت على بالي وأنا أقرأ خبرا أشعل
صفحات التواصل الاجتماعي طوال الأيام الماضية عن طرد إحدى النائبات السابقات و السليطات ــ أترفع عن ذكر اسمها ــ من منصبها ليتضح في النهاية أن الخبر غير صحيح وقد استغلت هي هذا الخبر لتسخر وتستهجن من مروجي الخبر ومن ثم توظفه لصالحها ، متظلمه ، وشاكية ، و كم هي
مسكينة !! ، من كونها مستهدفة على طول الخط والحال وهي النزيهة والمستقيمة دون أن تسرق فلسا واحدا من المال العام !!..

بينما أفضل وسيلة ــ حسب اعتقادي ــ لجعلها عصبية
ومتوترة ومتهيجة هي إهمالها الكامل و نسيانها المطلق إعلاميا ، حيث من هذا الإهمال سيبدأ أو سيكون انقراضها السياسي الكامل وهي و غيرها من عصابة النطقة الغبراء النهّابين ، وخاصة ، هي تعشق الأضواء الإعلامية من حيث لا عندها أي شيء آخر لتبرز من خلاله إلا لسانها السليط
فحسب ..

لاختم سؤالي بسؤالآخر ومشروع :

ــ متى سيكون الفيس مصدرا لخبر صادق ودقيق وأمين موثوق
بحيث نستطيع التعامل معه بثقة واطمئنان حتى يمكن أخذه مصدرا لكتابة مقالة أو تعليقا ؟ ,,

جوابي: ربما .. أبدا .. وهذا أمرمؤسف جدا ..لأن الفيس
يوّفر لكل واحد منا صفحة بل قلّ جريدة خاصة به ، ليعّبر عن رأيه بحرية كاملة ، بدون أي رقيب أو خفير ، بعدما كان محروما من ذلك قبلا ودائما .

فلماذا إصرار البعض على إفساد هذا المنجز التقني العظيم
والاستخفاف به بهذه الصورة المشوّهة ؟..

مع العلم أن بعض العرب قد أثبتوا بأنهم بمجرد أن يقتربوا
من أي منجز فكري أوتقني أوروبي جديد و متقدم حتى يدب فيه الفساد والانحطاط !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here