تقرير صحفي : بدعم اميركي فرنسي .. القوى الكوردية السورية تتفق على 5 مبادئ سياسية

جولة ثانية من الاجتماعات نهاية الشهر

افاد تقرير صحفي ، اليوم الاحد ، بأن القوى الكوردية السورية في غرب كوردستان ( شمال شرقي سوريا) نجحت بدعم أميركي وفرنسي ، في التوصل إلى رؤية سياسية تضمنت 5 نقاط ، بينها أن «سوريا دولة ذات سيادة ، يكون نظام حكمها اتحادي فيديرالي يضمن حقوق جميع المكونات»، واعتبار «الكورد قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في حل قضيتهم القومية».

صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية ، قالت في تقرير لها ، طالعته (باسنيوز) ان الاتفاقات تضمن المطالبة بـ«الإقرار الدستوري بالحقوق القومية المشروعة ، وفق العهود والمواثيق الدولية»، و«تشكيل مرجعية كوردية تمثل جميع الأحزاب والتيارات السياسية وممثلي المجتمع الكردي بسوريا».

وعقد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، ويليام روباك، 4 جولات من المباحثات المباشرة، 3 منها الشهر الماضي، ورابعة كانت بداية الشهر الحالي في قاعدة أميركية بالحسكة ضمت قادة «حزب الاتحاد الديمقراطيPYD» السوري من جهة، ورئاسة «المجلس الوطني الكوردي ENKS» المعارض من جهة ثانية، بمشاركة مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية». كما عقد اجتماعات منفصلة مع ممثلي «التحالف الوطني» الكوردي وأحزاب الإدارة الذاتية و«الحزب التقدمي» الكوردي.

ودخلت فرنسا على خط المحادثات ، وعقد وفد دبلوماسي من خارجيتها على مدار 3 أيام متتالية اجتماعات مكثفة مع جميع الأطراف المعنية بين الخامس والثامن من الشهر الحالي بقاعدة عسكرية للتحالف الدولي في بلدة رميلان النفطية ، وتوصلوا إلى تفاهمات سياسية مشتركة ، على أن تبدأ جولة ثانية من الاجتماعات نهاية هذا الشهر، ومناقشة باقي القضايا الخلافية، على أن تفضي إلى تشكيل وفد كوردي موحد للمشاركة في المحافل الدولية الخاصة بالأزمة السورية، واتخاذ موقف واحد من النظام والمعارضة.

بدورها، استقبلت الخارجية التركية في أنقرة، بالعاشر من الشهر الحالي، وفداً من «المجلس الوطني الكوردي  ENKS » المعارض، واستمعوا من ممثليه إلى المحادثات التي عقدت مع «حزب الاتحادPYD» الذي يسيطر على شرق الفرات ، وتتهمه أنقرة بوجود صلات له مع «حزب العمال الكوردستاني PKK » المحظور لديها، حيث نقلوا للجانب التركي مساعي الولايات المتحدة وفرنسا لتوحيد صفوف الحركة السياسية الكوردية، وعدوا أن القضية مسألة داخلية سورية، وأنهم ماضون في هذه اللقاءات بضمانة دولية. وأوضحوا أن مسؤولي الخارجية لم يعلقوا عليها، أو قاموا برفضها، ثم عقدوا اجتماعاً رسمياً مع قادة «الائتلاف السوري» المعارض، والمجلس ينضوي تحت صفوفه، وشرحوا أهمية المحادثات على أنها استحقاق كوردي داخلي.

وبحسب قيادي رفيع المستوى من «المجلس الكوردي»، تتمحور النقاط الخلافية حول 3 قضايا رئيسية، أولها تبعية «حزب الاتحاد» السوري لـ«حزب العمال الكوردستاني» التركي، وضرورة فك ارتباطه من أجنداته الخارجية. أما الثانية فتتمحور حول وجود قوتين عسكريتين كورديتين، وهي قوات «بيشمركة روج أفا» التابعة للمجلس الموجودة في إقليم كوردستان، بينما تعد «وحدات حماية الشعب YPG » الكوردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد المسيطرة على المنطقة.

ورحلت ثالث نقطة خلافية للجولة الثانية، بحسب المسؤول من «المجلس»، التي تركزت حول مصير الإدارة الذاتية المُعلنة منذ سنة 2014 من طرف واحد، فالمجلس يتمسك بتأسيس إدارة جديدة بجميع سلاسلها الخدمية والأمنية والاقتصادية، برعاية دولية، يكونون شركاء حقيقيين فيها، في حين يرى «حزب الاتحاد» أنها مكسب كوردي، وهناك إمكانية توسيع مشاركتها، على أن تشمل الأطر الكوردية كافة، والحفاظ عليها وتطويرها.

وأشار المسؤول بالمجلس إلى أن ملف المعتقلين السياسيين لم يكشف عن مصيرهم. ونقل مفاوض بارز من «حزب الاتحاد» أن «المجلس مطلوب منه اتخاذ موقف واضح من الاحتلال التركي لمناطق كوردية شمال سوريا»، في إشارة إلى مدينة عفرين وسري كانيه (رأس العين). وأضاف المسؤول أنهم طالبوا بإشراك جميع الأحزاب الكوردية في سوريا، لا سيما أحزاب «الإدارة الذاتية»، الأمر الذي يتحفظ عليه قادة المجلس بهذه المرحلة، ويطالبون بإبقاء المحادثات المباشرة بين الطرفين المختلفين.

بالصدد قال مصدر مسؤول في المجلس الوطني الكوردي في سوريا ENKS، امس السبت ، إن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD يحاول أن يضم أحزاباً ومنظمات تابعة له للمفاوضات بين الطرفين، شكلها ( تلك الاحزاب) سابقا لإضفاء الشرعية وخلق تعددية سياسية زائفة في غربي كوردستان (كوردستان سوريا).

المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته ، قال لـ (باسنيوز): «ليس للمجلس أي مانع أن يضم PYD أحزاباً منضوية في أطر تابعة له في وفده المشارك بالمفاوضات الجارية بين الطرفين، لكن ليس من المنطق قبول تعدد المنصات أوالأطراف».

وأضاف أن «الهدف من سعي PYD هذا، هو استغلال ورقة تلك المجموعات والأحزاب المنضوية في أطر PYD وكسب الأصوات والالتفاف على المفاوضات الحالية، وتمرير مشروعه الحالي دون أي تغييرات».

أما «الحزب التقدمي» الكوردي فناشد جميع الأطراف الكوردية المختلفة توفير «مركزية القرار الكوردي في سوريا، وتغليب مصالح الشعب على المصالح الحزبية وتحالفاتها الكوردستانية». وأوضح مسؤول بارز من «الحزب التقدمي» الكوردي أن المحادثات التي تعقد بين الأطراف الكوردية قد تستغرق بعض الوقت قبل الوصول إلى اتفاق شامل.

من جهتها، أكدت تركيا أنها لن تسمح بمحاولات كل من روسيا والولايات المتحدة لإضفاء الشرعية على «وحدات حماية الشعب» الكوردية أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عبر السعي لدمجها في مسار الحل السياسي للأزمة السورية.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن روسيا والولايات المتحدة تحاولان دمج «الوحدات» في المسار السياسي السوري تحت اسم «قسد» أو السوريين الكورد ، مشيرا إلى أن روسيا كانت مصرة وحاولت جاهدة السير في هذا الطريق ، قبل دخول الوحدات الكوردية تحت سيطرة الولايات المتحدة بشكل كامل . وأضاف داود أوغلو، في مقابلة تلفزيونية ليل الجمعة – السبت: «بدورنا كنا نخبرهم في كل مرة بأن هؤلاء لا فرق بينهم وبين حزب العمال الكوردستاني (المصنف كمنظمة إرهابية)»، مشيرا إلى أن تركيا ليست ضد الكورد بل ضد التنظيمات الإرهابية. وتابع: «بعد أن فشل إنشاء دويلة في المنطقة ، تعمل الولايات المتحدة هذه المرة على خطة الدمج في النظام السياسي، وبخاصة أنهم يحاولون دمج المجلس الوطني الكوردي مع وحدات حماية الشعب الكوردية».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here