توجيهات ٌفي عُمْقِ الحضارة

توجيهات ٌفي عُمْقِ الحضارة
عبد الله ضراب الجزائري
الى الغارقين في أقذار الغرب التّائهين وراء سرابه المهلك
***
غَدَتِ البلايا كالوباء الهاطلِ … فخُذِ النَّصيحةَ من مُحِبٍّ واصلِ
فدَعِ الملاهيَ واجتهدْ في غايتكْ … لا تنحدرْ نحو الحُطام الزَّائلِ
البعثُ حقٌّ والحسابُ عقيدة ٌ … أم صرت تحيا في الورى كالذَّاهلِ؟
وقعُ الحوادث في الحياة مُذكِّرٌ … يُبدي الحقيقة والهدى للغافلِ
يُزجي العظاتَ لكلِّ من رام العمى … مُتنكِّباً ، أو عبرة ً للعاقلِ
انظرْ فتلك غيومُها قد أثقلتْ … غرقَ الورى في سيلها المتهاطلِ
ما آمنت نفسٌ تعاند ربَّها … بتسفُّلٍ وتنذُّلٍ وتحلُّلِ
وسلِ الورى عن قادمٍ يأتي غدا … كم سار في درب الرَّدى من راحلِ؟
هل ترتمي نحو العمى بغباوةٍ … أم تقتفي درب الشّقا كالجاهلِ ؟
انهض إلى دار الهنا لا تنخدعْ … في الدَّهر بالحظِّ الخسيس الآفلِ
أم قد ثنتكَ عن السُّموِّ مخاوفٌ … من أمَّة الصُّهيون أمِّ الباطلِ ؟
ام لليهود كما يروَّجُ سطوة ٌ … وذوائبٌ تذري الأسى في الدَّاخلِ ؟
لا بوش لا باراك يملك ضرَّنا … الضرُّ وصلٌ من حكيمٍ عادلِ
الضرُّ في أهل العقيدة منحة ٌ … تهدي القلوب الى اليقين الكاملِ
فلم التَّردُّدُ في الهدى حذَرَ الرَّدى ؟ … ما قدَّم الإقدامُ وقتَ الآجلِ
ولقد تحمَّلتَ الأمانة مؤمناً … قم للوفا لا تنقلب كالنَّاكلِ
الكونُ مُلكٌ للعزيز فهل ترى … ملك الرِّقاب مُخوَّلا لبدائلِ ؟
أم قد سبَتكَ حضارة ٌ وهميَّة ٌ … فجريت في سُبلِ العمى كالهاملِ ؟
ليس التَّفوُّقُ في الحضارة قوَّة ً… وتسلُّطاً يذري الرَّدى بجحافلِ
الوحشُ وحشٌ سَلَّ ناباً ناهشاً … أو دكَّ شعبا آمنا بقنابلِ
إنَّ التَّحضُّرَ في الأنام سماحة ٌ … وطهارة ٌوحفاوة ٌ بفضائلِ
لَحضارة ٌ شدَّ اليهودُ زِمامَها … عين ُ التَّردِّي في الحضيض السَّافلِ
فيها التَّكبُّرُ والمفاسدُ والأذى … فيها التَّفاخرُ جهرة ً برذائلِ
فيها الأنانية ُالبغيضةُ ميزة ٌ… تدمي الورى بخديعة ٍوتحايلِ
فيها التَّألُّهُ للغريزة والهوى … ردَّتْ قلوب النَّاس مثل مزابلِ
يا من خُدعت بزيفها وبريقها … فرميتَ دينَك عامدا بتحاملِ
عد للحضارة فالحضارة ُ شِرعة ٌ … تبني العقيدة حيَّة ً بدلائلِ
تزكو بها نفسُ اللَّئيمِ تديُّنا … تحيي قلوباً مَيْتة ًكجنادلِ
تدعو العقولَ إلى العلوم وهمُّها … نفعُ الخلائق لا لنصرةِ باطلِ
وترى الأنام مع التَّباين لُحمة ً … بعد الهدى لا تُزدَرَى بتفاضلِ
وترى الفضائل والمكارم غاية ً … تسعى لها سعي الحثيث العاملِ
***
يا قادة العرب الألى كَسَفُوا النُّهى … بالغشِّ والرّأي السّفيه العاطلِ
ساقوا الشّعوب إلى الهوان بقسوة ٍ … وتزاحموا تحت العدى بتخاذلِ
إسلامُنا نبعُ الحضارة فارتعوا … في هديه المتواصلِ المتكاملِ
إسلامُنا نورُ البصائر فارجعوا … نحو الحقيقة في الكتاب المنْزل

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here