تقرير: العراقيون يواجهون “وصمة” مجتمعهم بعد تعافيهم من كورونا

أمضى مهند العنزي قرابة شهر في جناح للعزل في مستشفى بمدينة الموصل لتلقي العلاج من فيروس كورونا، لكن الآن، وقد تعافى، يقول إنه يواجه نظرات الارتياب من بعض السكان المحليين الذين يخشون منه لاعتقادهم أنه سينشر المرض.

وبحسب وكالة رويترز، أُصيب العنزي بعد عودته إلى العراق قادما من السعودية حيث أدى مناسك العمرة، وقد حصل مؤخرا على شهادة صحية من مستشفى السلام الذي عالجه تؤكد تعافيه.

وأكد الرجل البالغ من العمر 35 عاما أن الأشخاص الذين تعافوا من الفيروس يعانون من “وصمة اجتماعية”، مشيراً إلى أن بعض الأشخاص يتجنبوه في الشارع، وتذكر حادثة مسيئة وقعت في الآونة الأخيرة حين تبعه رجل أثناء ذهابه للتسوق وقال لصاحب المتجر: “هذا مهند الذي أصيب بفيروس كورونا!”، ليرد عليه رد صاحب المتجر بالقول: “ماذا يعني ذلك، أليس ببشر مثلنا؟”

وأوضح العنزي أن ردود الفعل السلبية كانت الاستثناء وليست القاعدة، مضيفا أن معظم الأقارب والأصدقاء كانوا داعمين له ويتواصلون معه بانتظام منذ خروجه من المستشفى الشهر الماضي.

وزار العنزي في الآونة الأخيرة المستشفى التي عالجته والعديد من أفراد أسرته، الذين أصيبوا أيضا بالمرض، ومنهم والده المسن.

وقال: “أصعب شيء كان أهلي والناس الذين كنت على اتصال بهم”، متذكرا شعورا بالذنب كان يراوده أثناء خضوعه للعلاج.

وألمح إلى أنه كان يفكر فيهم كثيرا وربما أنه نقل إليهم المرض، وقال: “كنت أخشى أنني قد نقلت العدوى لهم، عندما تكون بمفردك، يختلف الأمر عن كونك جزءًا من عائلة مكونة من خمسة أفراد، شعرت بأنني حملت عبئاً ثقيلاً”.

يذكر أن عددا من التقارير الإعلامية كانت قد تحدثت عن معاناة دفن موتى فيروس كورونا حتى بات الحصول على قبر أكبر أحلام العراقيين، بسبب رفض المدافن الرسمية والسكان استقبال جثث الضحايا، لاعتقادهم بأنهما من مصادر العدوى، مما أدى إلى تكدس الجثث في ثلاجات الموتى.

وحتى 10 آيار الجاري، بلغ عدد المصابين بالفيروس في العراق نحو 2767 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات نحو 109 حالة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here