مخابراتُ كندا وتاريخُ بغداد

ثمان وعشرون عاما مَضت من عمري خسِرتُها في دولة ترعى حقوقَ الإنسان، وتكفلُ عيشَه، وتحميه من ظلم نظام بلده المستبد. كندا التي ترعى قوانينهُا (السِنجابَ) فتقاضي الذي دهسه على الطريق بخمسمئة دولار. وفيها مشافي وفنادق خاصة بالكلاب والقطط. هذه القوانين لا تشفع لكاتب عربي يريد نشر مقالة واحدة في جريدة ( تورنتو ستار) يتحدث فيها عن فلسطين المغتصبة، والتسلط الصهيوني البغيض ومظلومية الشعب وعن مشروعية النضال من أجل التحرير. ولا يستطيع أيضا الحديث عن محمد رسولٌ قد خلت من قبله الرُسل، وعن الإسلام المحمدي. هذا أمرٌ خطيرٌ عليهم ويستحيل على كاتبه. ومن المستحيلات في هذا البلد تسجيل أي شارع بإسم فلسطين بينما أكثر الشوارع الكندية أسمائها يهودية وصهيونية. نستخلص من هذه الفقرة أن الحرية المطلقة في كندا تعني تشويه شخصية الإنسان ومسخ هويته وليست نشر القيم وترسيخها في المجتمع.

ولو رفعت المؤسسات الحقوقية العالمية والمؤسسات الإسلامية حاجز الخوف والتغاضي المتعمد لتابعت ظروف السجون الكندية كيف أنها لا تتماشى وقوانين حقوق الإنسان المزعومة وقد تكون أدنى إنسانيا وأخلاقيا من نظام العصور الوسطى.

كذلك لو بحثنا في أسرار سلوكها ( الخفي والناعم ) سنجد أن حالات الإعدام ( القتل بصورة غامضة ) التي تقوم بها عناصر مأجورة من طلاب السجون والأشقياء يومية تقريبا، وارتكاب جرائم السرقة، وتفتيش البيوت وأماكن العمل أوالإعتدائات على الضحايا. أما متابعة عشرات آلاف هؤلاء الضحايا والتجسس عليهم يعتبر عملا أساسيا ومنهجيا في كل مدن كندا من خلال عناصرها المأجورين أو من توظفهم في وقتها بحسب ظرف وحركة الضحية. ومخابرات كندا تتابع الضحية حين سفره خارج البلاد وعلى ظهر طائراتها، وتعمل على التنسيق المسبق مع البلد الذي يصل اليه ولا تفارقه، خصوصا في بلاد أوباش العرب والدول الإسلامية.

ومن أخطر ما تملكه كندا من سلاح أيضا ترويج مسألة تعاطي المخدرات وتوزيعه بين قومية دون أخرى بواسطة شبكات تعمل بانتظام وتعتمد السرية والأسلوب الناعم لتدمير ضحاياها فهم من طبقات المهاجرين ما عدى الطبقات التي تشملهم الرحمة والرعاية.

سلوك ناعم بمئات الأوجه يصعب التندر باحتواءه لكن نتيجته هي إرباك حركة الضحية وتعطيل حياته وجعله مجرد جسد بلا روح أو رقما غير فاعل إطلاقا…لكن الذي يمتلك الموهبة من الضحايا يجعل وقوفه على هذه الأسرار تعمل لصالحه وفي تطوير معرفته ودروسا لتوظيفها للدفاع عن نفسه وأمته.

كندا تقول عن نفسها أنها بلد صهيوني وتتمسك بهذا الوصف وتعتبره هويتها الوطنية والسياسية. ولو شئنا التعرف على الصهيونية فقط من زاوية بعدها الإجتماعي سنجدها منظمة

عنصرية تدعو الى تدمير الشخصية الإنسانية وتشويه هويتها، كذلك مع الأسرة والمجتمع شريطة أن يسلم اليهود ( المؤمنين ) بها فهم شعب الله. أما الجانب السياسي في تفسير الصهيونية فهو مرتبط بما قبله، فعندما يتحقق تدمير الهوية الإنسانية فإنه من السهل جدا أن تتحقق السيطرة عليها وتدويرها وتوجيهها كيفما تشاء وترغب غرف السيطرة والقيادة.

لتحقيق ذاك الهدف فقد نمت وانتشرت فيها الحركة الصهيونية ونمت وانتشرت معها ظاهرة ( المثليين ) الوسخة بتخطيط محكم قامت به المؤسسات الرسمية الكندية. فتطورت وتصاعدت أكثر مما سبق وبقوة في منتصف ثمانينات القرن الماضي وقد شاهدت بنفسي احتفالاتِهم بعشرات الآلاف من المثليين يخرجون للشوارع في يوم معلوم من كل عام للمشاركة في إظهار مجتمعهم وقوتهم وهم يسيرون على شارع ( يونغ ) في قلب مدينة تورنتو التابعة الى إقليم أونتاريو برعاية وحماية الشرطة والأجهزة الأمنية السرية.

أثناء مراسيم الإحتفال شاهدتُ مئاتِ الرجال تعانق بعضَها، والمرأة تعانق المرأة، يتبادلون القبل والضم، منهم الصبية والشباب، أو متوسطو الأعمار وحتى العجائز.( أحتفظ بنسخ فديو وصور للكثير منها )

في مدينة تورونتو مثلا على تقاطع شارعي ( جيرج غربا – ويليزلي جنوبا…فوق بناية بنك تي دي) هناك مكتب يسمى ( المثلي والمثلية Gay and Lesbian). في هذا المكتب توجد الملفات لكافة اسماء وتفاصيل المثليين. ومنه تصدر هوية خاصة لكل ( مثلي) ، وتمنح رواتب دعم، ومكافئات مالية قدرها 25 ألف دولار لكل رجل يقطع عضوه الذكري بعمليات مجانية في مستشفيات خاصة. في هذه المؤسسة أيضا ماكنة إعلامية قوية تصدر عنها كافة الإغراءات. مثلا … تدعو أعضائها لمن يرغب بالسياحة الى الشرق الأوسط وأفريقيا إقامة الحفلات والعلاقات مع المجتمع المعني بغرض الترويج لكل أشكال الإنحطاط، على أن تكون قيمة تذكرة السفر برا أو بحرا أو جوا وحتى المبيت في الفنادق بنصف القيمة لأن النصف المتبقي ستدفعه تلك المؤسسة.

( أشير هنا الى أسفي لمشهد صادفني حين كنت مع زوجتي قبل أشهر في أحد الأسواق في دولة عربية راقية في كرامتها ومعالجتها لهذه الظاهرة رأيت مضلة – شمسية – عبارة عن علم المثليين بألوانه – قوس قزح – جاءت نتيجة غفلة المستورد وخبث المُصدِّر.)

( في ذات السياق فإن المخابرات الكندية توظف هذه الظاهرة لضرب ضحاياها من العرب والمسلمين لأنها تعرف جيدا أنها مرفوضة بتاتا عند المسلمين، فهي توظف العنصر الناجح من فصيلة الضحية وبذات اللون الديني والقومي. هذا لون من ألوان الحرب الناعمة الخطيرة يسهل العمل بها بتوفر العملاء من كل الجاليات، وجهاء كانوا أم حُثالى).

هذه الصورة نمودجا عن كندا التي انبهر بها الجاهلون وعن إرثها اللاإنساني في قتل أقوام خلى عهدُها على الأرض الكندية، أو في سلوك مخابراتها البغيض، ونشر الرذيلة بين الناس وفي مدارس الأطفال والشباب. أما لو ذهبنا الى العراق ونزلنا في بغداد سنجدها مهبطا للعلوم

الإنسانية ومدينة الحضارة والقيم ومكارم الأخلاق وقد رفرف على سمائها الى جانب الكرخ منها لأكثر من ألف عام علما الإمامين الجوادين وعلمُ الإمام ابو حنيفة النعمان، وفي جانب الرصافة في القشلة حيث قبر عثمان بن سعيد العمري وقبر أبي القاسم حسين بن روح على شارع الرشيد في الحيدرخانة والشيخ عمر بن محمد السهروردي على شارع الكفاح وقبر الشيخ عبد القادر الكيلاني على شارع الجمهورية وغيرهم من الأئمة والأولياء. هذه بغداد وهذا تاريخها الذي تحلت به تاجا مشرفا لقرون خلت منذ عصر المنصور والنعمان والشافعي والإمام موسى الكاظم الذي رعى واهتم بنشر علوم أبيه الأمام جعفر الصادق رغم كل الظروف المظلمة التي مرّت على تاريخها. لكن الإنتكاسة الكبرى التي واجهت بغداد ابتدأت منذ عام 1968 بعد تسلط الدكتاتورية عليها، ثم لحقتها الإنتكاسة الأكبر وهبطت بها الى الحضيض حين تسلطت عليها الجهلة والفاسدون عام 2003.

في خضم هذا الواقع الهش والمتردي الذي أشرنا اليه امتدت يدُ المخابرات الأوروبية والكندية على بغداد لتدمير صرحها الأخلاقي والحضاري كخطوة أولى برفع علم المخنثين المثليين على مؤسساتها في بغداد، تستوحي منها عدَّت أهداف…

الهدف الأول هو عملية إختبار للواقع العراقي السياسي والديني المتردي بانتظار ردود الفعل لقياس درجة الحياة والموت في هذه الأمة.

الهدف الثاني هو رفع معنويات الطبقة الشاذة المتخفية في المجتمع العراقي وتحفيزهم وتأليبهم على الظهور بمزيد من الإندفاع في إقامة الفعاليات الشاذة وتجسيدها واقعا مفروضا ولو بخطوات مبتدأة بسيطة وغير مكلفة ينتج عنها تفكيك بنية المجتمع العراقي ومسخ هويته والسيطرة عليه وصولا للأبعاد السياسية الأكثر تعقيدا ومنفعة على مستوى العراق وبعض دول الجوار.

عندما نستقرأ هذه الظاهرة سنجد كندا هي الأكثر حماسا في إشاعة المثلية في المجتمعات ودعمها كظاهرة طبيعية لها مؤسساتٍ مستقلة تتبناها مؤسساتُ الدولة وتحميها وتجعل لها خصوصية وقدسية في ظروف الحرية والمدنية. وقد نجحت مخابراتها من قبل بنشر الأيدز في عموم أفريقيا فسبقت قريناتها بإنجاز هذا العمل بواسطة طيّار كندي.

اليوم لأول مرة في حياتي الإعلامية أشير الى معلومة استخبارية ( ناااااعمة ) ليس من الصحيح طرحها ولكن ظروف التحدي دفعتني لارتكابها فهي امتحان أو جرس تنبيه لمؤسساتنا التابعة لوزارة الداخلية والمخابرات وعمالقة الخبراء والمحللين السياسيين العراقيين…هذه المعلومة أضيف عليها ملاحظة هي الأهم أن على كل المعنيين أولهم معالي وزير الداخلية أن يتلقاها ويتصرف من خلال إلمامه الواسع والعميق بقواعد وفقه وأدبيات العمل الإستخباري الذي تنتهجه مؤسسات المخابرات الدولية وكندا على الخصوص ….

هذه المعلومة هي متابعة أسماء كل الأشخاص العراقيين المغتربين في كندا ودول أوروبا وأمريكا الذين حضروا الى بغداد قبل رفع علم المثليين بخمسة أيام تقريبا وخرجوا منها

تباعا…وبقية الحديث سأكون ملزما بتوضيحه في ظرف مناسب يحدده المعنيون. ( كنت أتمنى لو أنقل نصيحتي الى الأخوة اللبنانيين عن ظروف بعض التظاهرات ).

إن الديمقراطية وحقوق الإنسان في كندا والغرب وأمريكا هي عبارة عن كذبة تروج لها الأبواق الإعلامية الصهيونية والمأجورة وعند الجاهلين من المغتربين ممن تقطعت بهم سبل العيش أو ضنك الحرية السياسية في بلادهم الذين لا يلتفتون لأمر لا يعنيهم مادام الخبز يأتيهم بيسر دون عناء. فقيم المعرفة تصبح عندهم رخيصة ولا يُسأل عنها.

طيلة الأسبوع المنصرم كنت أتابع ردود فعل مؤسسات الدينية والسياسية والإعلامية في العراق فلم أجد ما هو مناسبا لردع هذا العمل المشين الذي اقترفته سفارة كندا ودول الإتحاد الأوروبي إطلاقا، وبعبارة أخرى ما كان بلسما على الجرح ما عدى مقالة كتبها الدكتور حسن الياسري أشار فيها الى المخالفات القانونية الدولية التي ارتكبتها الجهات المعنية برفعها علم المثليين في بغداد. فكانت رائعة في طرحها وصحيحة لكنهاغير مؤثرة ولا رادعة إطلاقا بينما مخابرات هذه الدول ستبرد حرارتها وتغفو عينها تحت الرماد تنتظر الساعة القادمة لتكرار هذا الفعل ويزيد. أتمنى تهيأة الظرف المناسب لأضع خبرتي في مواجهة هذه الجريمة التي ارتكبتها المؤسسات الصهيونية في بغداد وبتدبير من حكوماتهم وأن أعمل على مكافحة هذه الظاهرة في بلدي بأسلم الطرق وأنجعها.

أما عن وضعي الشخصي فأنا لا أؤمن بشيء إسمه الحرية الفكرية أو الإعلامية في كندا غير أني أحمل حكومة بلدي الثاني مسؤولية الإنتقام مني بألف وسيلة ناعمة حتى لو على ظهر الخطوط الجوية الكندية ( لكل كلمة في مقالنا رواية ) ولهم حسن التصرف في تحجيم حياتي وقطع قوت عيشي بالوسيلة الناعمة، فهذا ما تعودتُ عليه وهو كل ما عندي في كندا من موروثٍ لا أفخرُ به سوى سلامتي وسلامة أطفالي الثلاثة أرجوان مكارم جمانه.

قاسم محمد الكفائي/ كندا

للتواصل/ Twitter…….……..Qasim4canada

Email…[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here