من منكم بلا فساد فليخرج ضدهم

من منكم بلا فساد فليخرج ضدهم

عباس العزاوي

نبني قناعاتنا بعشرات السنين طالما نمتلك القرار بالاخذ والرد وتهشمها الماكنة الاعلامية بعشر دقائق وتتحول ثوابتنا الى اعجاز نخل خاويه اذا ما عرضت علينا الصورة مقلوبة في تلفاز ابن العاص الذي ياخذ اجزاء من الحقيقه ويشيد فوقها ملايين الديكورات الكاذبة, وبذلك يتحول اي بطل اسطوري الى دمية جوفاء صنعتها ايادي مشلوله لايستحق الاشارة وشخصيات تافهة تتحول الى عمالقة في الشجاعة والقوة وهي لاتمتلك حتى شجاعة الفار في سرقة الجبن.

السلوك الذي تبنته الجهات الاسلامية المتطرفة كداعش مثلا هي من اسقطت مشروعهم ودولتهم المزعومه والا كان على الدولة العراقية ان تواجه جيوش من المدنيين”المهمشين” فيما لو انها قدمت الحد الادنى من المطالب المفترضة، بصرف النظرعن واقعية أسباب صراعهم مع الدولة.

وبذلك تكون بديل لامع مقارنة بدولة يعمها الفساد واللامركزية ,فلو انهم عملوا بوسطيه وقدموا انفسهم بطريقه أقل عنفا وبطشا لكل مخالف لكان من الصعوبة بمكان استعادة “تحرير” كل المناطق التي استحوذوا عليها ومع هذا استطاع الاعلام الاموي الاشتراكي بتخفيف كثافة الدماء التي لطخت وجه الوطن لتنقل المتابع البسيط الى زاوية مغايره للمشهد, لوحشية الحشد وتفوقه الدموي قياسا باليات الدواعش واساليبهم الناعمة وبذلك انقلبت الصورة تماما.

كذلك المدني المتلطخ بقذارة الانحلال الأخلاقي وهروبه الساذج حد اليسار في صراعه مع دعاة الاسلام السياسي بصرف النظر عن قناعتنا بهم وبطريقة إدارتهم للدولة, اقول لو انه طرح البدائل الوسطية والمنطقية بدل الاسفاف والكذب وتجريد المجتمع من شرقيته وديانته وعشائريته لكان هناك تعاطف كبير وشامل وسط المجتمعات العراقية حتى من الإسلاميين انفسهم من غير المحسوبين على النظام .

علاوه على ذلك , الواقع الذي يصرخ بخواء ضمائر هذه الاطراف المناوءة للحكومة عندما يهتف هؤلاء من على منصات ومقرات تعود لاشد الساسة فسادا ودكتاتورية ممن يحاربونهم , بل ويغضون الطرف عنهم وبذلك لايقلون سوءا عن خصومهم ولاتعدو ان تكون القضية مجرد صراع من اجل السلطة ليس للشعب فيها ناقة ولاجمل.

الخلاصة : لايمكن لك ان تشتم اصحاب القصور من قصور اخرى , كما لايمكن لك ان تتقمص دور ابو ذر الغفاري وانت نديم معاوية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here