الوفد العراقي فـي السعودية يبحث سوق النفط وملف والاستثمار

أعلن وزير المالية علي عبد الأمير علاوي، امس السبت، عن أول اتفاق مع وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، خلال زيارته السعودية.

وقال علاوي في تغريدة على موقع (تويتر): “خلال لقائي الأمير عبد العزيز بن سلمان تم الاتفاق على تفعيل الربط الكهربائي بين العراق والسعودية، وتطوير سوق الطاقة بالاضافة الى الاستثمار والمشاركة في تمويل مشروعات توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية (المتجددة والتقليدية) في العراق”.

بدوره، قال مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس الحكومة العراقية معلقا على اسباب زيارة وزير المالية: “الهدف من الزيارة للاقتراض والتمويل من السعودية لسد العجز في الموازنة التشغيلية”. ورجح خلال حديث مع (المدى) “إعادة المجلس الاقتصادي المشترك بين العراق والسعودية”.

وكان وزير المالية وزير النفط وكالة قد زار الرياض مبعوثا من رئيس الوزراء، واتفق مع الجانب السعودي على فتح معبر عرعر بين البلدين.

وفي وقت سابق أكد علاوي أن “لدى العراق خطة للتوجه نحو تحقيق التوازن الاقتصادي والمالي مع دول الجوار، وأن تكون السوق العراقية مفتوحة للجميع بعيدًا عن الإضرار بطرف معين”، مبينًا أن “الحكومة تسعى لحث الشركات السعودية على المساهمة في إعادة إعمار البلد”، مشددًا على أن “العراق بحاجة إلى دعم مالي فوري حتى تستطيع الحكومة الوفاء بتعهداتها تجاه الموظفين”.

بدوره، قال النائب مثنى أمين، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، إن المملكة العربية السعودية دولة ذات ثقل وأهمية في المنطقة وهي دولة كبيرة وغنية تستطيع أن تقدم الكثير للعراق.

أوضح أن زيارة وزير المالية علي علاوي للمملكة العربية السعودية جزء من ملف تقوية علاقات العراق مع دول الجوار.

وتابع أمين: “هناك العديد من الأزمات التي يمر بها العراق على كافة الأصعدة، كالأزمة الاقتصادية وأزمة النفط ووباء كورونا، إضافة إلى تجدد هجمات بعض خلايا داعش الإرهابية، ناهيك عن الأزمات السياسية التي عصفت بالبلد وجعلته في فراغ إداري”، مبينا أن “الحكومة بدأت تتعافى شيئا فشيئا، ويعتبر ملف تقوية العلاقات مع جيران العراق هو أمر مهم وضروري في هذه المرحلة”.

وأضاف أمين، أن “السعودية لها صلة مباشرة بقضية انخفاض أسعار النفط عالميا، بالتالي فإن التحرك عليها لمناقشة ملف النفط هو شيء ضروري”، لافتا إلى أن “هناك ملفات أخرى عديدة ومهمة ولا نعلم هل سيتم طرحها أم لا، خلال زيارة وزير المالية إلى السعودية، كقضية إمدادات الغاز والكهرباء كبديل عن الإمدادات القادمة من إيران نتيجة للضغوط الأمريكية ومن الممكن أن تقدم لنا أسعارا أفضل في قضية استيراد الغاز والكهرباء”.

الى ذلك قال الخبير الاقتصادي همام الشماع إن “السعودية هي الأخرى تعاني من أزمة اقتصادية حالها حال بقية دول العالم، ناهيك عن الالتزامات الكبيرة التي تقع على عاتقها، لذا ليس من المتوقع أن تستطيع تقديم الدعم المنشود للعراق في هذه الظروف.”

وتابع الشماع بالقول، “يجب أن يتفق العراق مع المملكة في بعض الجوانب، في ظل الضغط الذي يتعرض له العراق داخليا من قبل المجاميع التي توالي إيران، لذا من مصلحة السعودية مساعدة العراق، خصوصا في موضوع عدم المساس بحصة العراق التسويقية من النفط في شرق آسيا.”

وأضاف الشماع قائلًا، “إن نجاح الحكومة التي يترأسها الكاظمي يعتمد بشكل كبير على مدى قدرتها في توفير المستلزمات التي يحتاجها الشعب العراقي، ومن مصلحة المملكة تقديم الدعم للعراق وأن لا تنافسه، وإلا سينصب ذلك في مصلحة إيران”.

كذلك قال الكاتب والمحلل السياسي باسم أبو طبيخ، إن العلاقة بين العراق والسعودية تاريخية ومتذبذبة.

وأشار إلى أن العلاقات العراقية السعودية قد شابتها توترات، خاصة مع بداية العملية السياسية في العراق، ومنذ الاحتلال الأمريكي، في العام 2003 .

وأضاف أبو طبيخ أن بغداد تريد جذب الاستثمارات السعودية للعراق، كونها تعاني من أزمة اقتصادية، وبأن الرياض لم تنفتح على العراق بشكل كامل بعد.

في غضون ذلك، قررت السعودية عودة سفيرها إلى العراق لمزاولة عمله في أقرب وقت، بهدف ترجمة رغبة المملكة في تعزيز العلاقات بين البلدين.

وأفادت صحيفة (عكاظ) السعودية، بأن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية ووزير النفط بالوكالة، علي عبد الأمير علاوي، حمل رسالة الى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لبحث العلاقات الأخوية والاقتصادية بين الجانبين.

واجتمع علاوي مع وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، حيث ناقش الجانبان استقرار السوق البترولية، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين في مجالات الطاقة.

وعبر الجانبان عن ارتياحهما لتحسن العوامل الأساسية في السوق البترولية، مع بداية سريان اتفاقية “أوبك +”، واتفقا على ضرورة مواصلة العمل مع جميع المنتجين لتسريع استعادة التوازن للأسواق، مؤكدين بذلك التزام بلديهما الراسخ بتطبيق اتفاقية “أوبك+”.

وأشارت الصحيفة إلى أن علاوي قد التقى بوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، حيث هنأه بتشكيل الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي ونيلها الثقة من البرلمان العراقي، وأكد حرص الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، وحكومة المملكة على وحدة الشعب العراقي الشقيق، وأهمية التعاون مع الحكومة العراقية الجديدة لتحقيق المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين بما يصب في تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here