إلى دعاة الأمة الإسلامية

إلى دعاة الأمة الإسلامية
عبد الله ضراب الجزائري

تعمل الدّوائر الصّهيونية بكلّ قواها من اجل محاصرة الإسلام وكبح انتشاره لأنّها تراه المهدّد الحقيقي لمصالحها المبنية أساسا على الاستغلال والاستكبار والفساد، والإسلام يقف ضد ذلك جملة وتفصيلا، ولتحقيق مشروعها بسرعة وفعالية فهي تركز على مايلي:
1/ بث الشّبهات لتوهين العقيدة في قلوب المسلمين وصرف النّاس الآخرين عنها
2/ تزيين الرّذائل والشّهوات لتغفيل المسلمين عن جلائل الأمور في الحياة وتلهيتهم عن رسالة نشر الإسلام والتّمكين له، وشغلهم بالتّوافه والتّرهات
3/ بثّ الفرقة والصّراعات بين المسلمين لإضعافهم، وذلك بإذكاء الخلافات المذهبية والنّعرات العرقية.
وارى
أنّ إيقاف هذا المشروع الصّهيوني التّدميري للأمة والدّين لا يكون الا بمقاومة فعلية، تعاكسه في الاتجاه، وتزيد عليه في القوة والفعالية، فأرى أن من واجب الدّعاة والكتّاب والمربين في الأمة الإسلامية ان يركّزوا تركيزا شديدا على مايلي:
1/ بعث العقيدة وإحياء الإيمان اليقيني الفعّال في الأمة وذلك بإبراز أدلّتها ومحاربة الشّبهات وتفنيد ما يقوم عليه الكفر بكلّ صوره من ظنون وجهالات فإيمان الأمة الآن في الغالب إيمان وراثي، باهت،
بارد، لا يحي همّة ولا يزيل غمّة ولايؤدي إلى تغيير ايجابي.
2/ العمل على إحياء القيم والأخلاق الإسلامية ومحاربة الرّذائل والمفاسد بقوة ومثابرة وصبر
3/ بعث الإخوة الإيمانية والوحدة الإسلامية ومحاصرة أسباب الخلاف والشّقاق والفرقة انطلاقا من حقيقة الإيمان ومقتضى العقيدة والشريعة
فالوقت وقت جدّ، يجب فيه التّرشيد للمجهود الدّعوي إلى أقصى حد، وحصره فيما ليس منه بد، حتّى تعود الأمة إلى رشدها من اقرب طريق واقل جهد، أما تسويد صحائف الكاتبين، وشغل أوقات الواعظين والمربين بالتّرف الفكري والفرعيات والخلافيات فيجب على امتنا أن تتوب منه توبة نصوحا، خاصة في هذه الأيام العجاف، إذا أرادت المحافظة على كيانها.
وهذه القصيدة نداء للدّعاة والكتّاب كي يلتزموا بميزان الأولويات في زمن الشّتات وطغيان الشّهوات واستفحال الشّبهات.

واليكم القصيدة :
يا كاتبَ السَّجعِ والتَّنميق في الصُّحفِ … إنَّ المقالة قادتنا إلى الأسفِ
الكفرُ يملأ أرجاء البلاد خنا … ونحن نعبث في التَّزويق والتَّرفِ
هلا َّنسجتَ بليغاً من دليلِ هُدَى … يدعو الشباب إلى الإيمان والشَّرفِ
فجِّرْ يقينك واركبْ في غواربهِ … الوعدُ حقٌّ فلا تيأسْ ولا تخَفِ
انظرْ فحولك آثامٌ مُكدَّسة ٌ… بالاحتساب ذُرى الآثامِ تنجرِفِ
فأْمرْ بِعُرْفٍ وصُدِّ الجيلَ عن سفَهٍ … قد عمَّه أسفاً بالسُّخْفِ والسَّرفِ
اكتبْ لتحدُوَهُ نحو الهدى أملا … في أن يُحرَّرَ من جهلٍ ومن صَلَفِ
اكتبْ لتنقذَه من ردَّةٍ ظهرتْ … إنَّ الجهالةَ تردي النَّاس في الحُتُفِ
اكتبْ لتسقيَ هذا الجيل من حُجج ٍ… بها تمكَّن حبُّ الدِّين في السَّلفِ
اكتبْ ونزِّهْ يراع َالحقِّ عن عِللٍ … صارت تصيبُ نفوس النَّاسِ بالقَرفِ
اكتبْ وعلِّمْ وخلِّلْ في النياَّمِ ولا … تخشَ النَّتانة في الأموات والجِيَفِ
أبْعدْ قشوراً غزتْ ميدان دعوتنا … كنْ خيرَ هادٍ إلى الإسلام في الخَلفِ
عِشتمْ طويلاً لإغراضٍ مبعثرةٍ … عيشوا البقيَّةَ للجناَّتِ والغُرَفِ
الدِّينُ عزَّتنا في الدَّهرِ فانتفضُوا … لا تُسلموهُ إلى الأوباشِ والحَشَفِ
كفرٌ وزورٌ وظلم ٌفي البلاد طغى … أما تغارون للتَّوحيدِ والنَّصفِ ؟؟؟
فالملحدون على دين الهدى حنَقوا … يُصوِّبون سهام الشكِّ للهدفِ
أتقبلون عُلُوَّ الكفرِ مُدعيًّا … نصرَ الحقيقة في زَهْوٍ وفي صَلَفِ
إذا سكتمْ تغطِّي الحقَّ شُبهتهم ْ… أتتركون عُرى الإسلام للتَّلفِ ؟؟؟
قوموا لنصرةِ دين الله بالحُججِ … هبُّوا لحربٍ على الإلحاد في الصُّحفِ
الحقُّ يُبهِرُ لكن بات مُحتبساً … تلك البراهينُ قد ضاعت على الرُّفُفِ
استخرجوها وصبُّوها على الدَّنسِ … أهلِ الأكاذيبِ والبهتان والرُّجَفِ
شدُّوا القلوبَ إلى ربِّ الورى رَغَبا ً… أم ترهبون دوابَ الجنسِ والعلَفِ ؟؟؟
أم أنَّكمْ فُتَّ في أرواحكم وهَنٌ … حبُّ المظاهرِ من مالٍ ومن شُرفِ ؟؟؟
فداهنوهم ، فمن يدهنْ يهُنْ أبدا … من يعبدِ الحظَّ والأهواء كيف يَفِي ؟؟؟
القلبُ يعمى عن الأنوار مُنحرفاً … إذا تطاولَ للتَّنعيمِ والرَّهَفِ
الخلقُ يصرخُ إنَّ الله خالقُنا … كيف التَّقولُ بالأغيارِ والصُّدف ِ؟؟؟
الكونُ يَلهجُ بالتَّسبيحِ في سُننهْ … لِمَ السُّكوتُ عن التَّهويمِ والخَرَفِ ؟؟؟
بالحقِّ تلقى كرامَ الغربِ قد شُغِفوا … فأين فينا حنينُ الشَّوقِ والشَّغفِ ؟؟؟
فالعالِمونَ لدينِ الله قد عَشقوا … يُعانقون هدى الاسلامِ في لَهَفِ
وا حسرتاهُ على دينِ الهدى دُفِنتْ … أنواره بقلالِ الطِّينِ والخَزَفِ
وا حسرتاهُ فقد غُمَّتْ دلائلُهُ … في طَمْسِ نَهْجٍ وفي تسويدِ مُنحرفِ
تلكم نصيحةُ تلميذٍ لحضرتكمْ … بقِلَّةِ العلمِ والتَّقصيرِ يَعترفِ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here