مخاوف تسلل الدواعش من سوريا تغير بوصلة العمليات العسكرية

على الرغم من تراجع الهجمات المسلحة التي ينفذها داعش، إلا ان التنظيم قد يظهر مجدداً في أي لحظة. معنيون بالشأن الامني، يعتبرون ان استمرار تدفق المسلحين من الحدود، وبقاء فلول التنظيم في بعض المناطق الوعرة، سيبقيان يمثلان تهديداً إلا إذا ما عولجا بشكل دقيق.

من تبقى من مسلحي داعش، عادوا بعد الاطاحة بـ”الدولة الاسلامية” المزعومة نهاية 2017، الى حياة ما قبل 2014 (لحظة ظهورهم العلني).

وبدأ التنظيم (بعد انعزاله) بعمليات غير مهمة للتأكيد على وجوده، ثم تطورت الى استهداف المخاتير والقوات الامنية.

بعد اعادة هيكلة التنظيم، عقب استلام ابو ابراهيم القرشي، خليفة البغدادي الذي قتل في غارة امريكية العام الماضي في سوريا، صعد داعش من هجماته.

وقالت مصادر امنية في شمال بغداد قريبا من قيادات العمليات هناك لـ(المدى) ان “الهجمات المتكررة على المضافات في الصحراء والمناطق الجبلية تكشف عن وجود بنية تحتية للتنظيم تمكن افراده المختبئين من البقاء لفترة طويلة”.

هروب المعتقلين

ولا يعرف بالتحديد عدد مقاتلي داعش المتواجدين في العراق، لكن المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، اكد ان التنظيم مازال يمثل خطرا لعدة اسباب، منها “وجود آلاف على الحدود مع سوريا”.

وحذر المفتش العام لوزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون”، من “هروب جماعي” لآلاف العناصر في تنظيم داعش من سجون قوات سورية موالية لواشنطن.

وغير هذا التقرير بوصلة العمليات الامنية ضد داعش. واضافت المصادر الامنية التي تحدثت لـ(المدى) ان “داعش ما زال يتسلل من سوريا الى العراق كما زاد الضغط على التنظيم في الدول المجاورة”، مؤكدة ان اغلب المتسللين يلجأون الى “منطقة الجزيرة الواقعة بين محافظات كركوك، صلاح الدين، الانبار، والموصل”.

بدورها قالت خلية الاعلام الامني في بيان تلقته (المدى) أمس، إن “قوة من فوج مغاوير الفرقة الاولى تمكنت من تدمير عدة أوكار واستولت على اسلحة ومتفجرات جاهزة للتفخيخ في صحراء الرطبة”.

وأضافت أن “هذه العملية جاءت بإسناد من الابطال في طيران الجيش الذين نفذوا عملية استطلاع بتشكيل متكون مِن طائرتين وقد رصدوا ثلاث عجلات إرهابية مسلحة، حيث جرى معالجتها، وكانت احدى عجلات الارهابيين تحمل سلاح احادية عيار ١٤.٥ ملم واطلقت النار باتجاه احد الطائرات مما ادى الى اصابة الطائرة إصابة خفيفة”، مشيرة الى أن “التشكيل عاد الى قاعدته بسلام بعد تنفيذ الواجب”.

وكانت قوات مشتركة من الجيش والحشد الشعبي، نفذا عملية أمنية لتعقب خلايا فلول داعش في صحراء قضاء القائم غربي الانبار، مع انباء تسليم قوات التحالف لمواقع عسكرية جديدة الى العراق.

وذكرت بيانات عسكرية إن “قوة مشتركة من سرية إسناد فوج الفرات الأول والثاني والقائم الأول وحشد الغربية نفذت، وبالاشتراك مع اللواء ٣٢ الفرقة الثامنة بالجيش العراقي عملية بحث وتفتيش المناطق الصحراوية جنوب مدينة القائم لتعقب خلايا فلول داعش”.

وأضافت البيانات، أن “العملية شملت مناطق: جباب وعكلة جباب وقرية ذينتين و(تي وان)”.

عمليات استباقية

وفي التقرير الاخير لمفتش عام “البنتاغون” إن “قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش وفرقة العزم الصلب سلمت خمس قواعد عسكرية للقوات العراقية، والتي تضم مطاراً بالموصل ومركزاً ستراتيجياً عسكرياً بالقرب من الحدود العراقية – السورية”.

المصادر الامنية تؤكد على اهمية “تعزيز الجانب الاستخباري والعمليات الاستباقية الى جانب الحملات التفتيشية الاسبوعية او النصف شهرية”، لافتة الى ان المناطق الواسعة مازالت بحاجة الى طيران التحالف والتقنيات التي تملكها الولايات المتحدة.

وكانت بغداد قد اربكت اوراق داعش، حين القت القبض على احد اكبر القيادات في التنظيم، والمعروف بـ”عبد الناصر قرداش”، واعتبرت ضربة للهيكلة الجديدة للمسلحين التي بدأت في آذار الماضي.

وامس أعلنت قيادة العمليات المشتركة تحقيق عمليات أسود الجزيرة أهدافها التي انطلقت قبل ايام، فيما أشارت إلى اعتقال بنك معلومات عصابات داعش.

وقال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، للوكالة الرسمية إن “القوات الأمنية وعلى رأسها جهاز المخابرات حصل على معلومات استخبارية دقيقة أسفرت عن القبض على عتاة المجرمين الذين يمثلون محورا رئيسا لداعش على المستوى الدولي وليس المحلي فقط، ومن بينهم من يعد بنكا من المعلومات عن خلايا داعش”.

وبيّن الخفاجي أن “عناصر داعش الذين كانوا مختبئين في أماكن يعتبرونها آمنة، تم استهدافها والآن تطاردهم القوات الأمنية وليس أمامهم سوى الاستسلام أو القتل”.

وفي سياق آخر، فأن تنظيم داعش الإرهابي، انتهى ولن يعود مثلما كان سابقا أبدا، وما تبقى منه سوى خلايا وحواضن تتم ملاحقتها.

وأضاف، قائلا: إن قواتنا أصبحت تلاحق خلايا التنظيم وبقاياه في الصحراء، والجبال، والسهول، والجزر، وتذهب إليه… وقتلنا من قتلنا، وأسرنا من أسرنا، لذلك التنظيم الإرهابي لم يعد لديه ملاذ آمن، ما أجبره على الخروج نحو المدن”.

وأكمل الخفاجي أن داعش أصدر مؤخراً، إصدارا هدد فيه باستهداف الاقتصاد العراقي، من خلال إحراق المحاصيل الزراعية، واستهداف البنى التحتية، والطاقة حتى يكون ورقة ضغط على الحكومة.

وتابع، أساسا إن داعش من غير الممكن أن يعود مثلما كان سابقا، لأنه عبارة عن خلايا تتوزع من 6 إلى 7 أشخاص يقومون، أما بإحراق المحاصيل الزراعية، والهرب، أو قنص القوات الأمنية من مكان بعيد والهرب أيضاً.

من جهته أكد قائممقام قضاء القائم الحدودي، أحمد جديان، أن وجود تنظيم داعش انتهى في البلاد، وهو يسعى من خلال استهدافه للمواطنين والأجهزة الأمنية في المناطق المحررة أن يثبت أنه مازال متواجدا، أما في الحقيقة فهو زائل ومتقهقر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here