الرئيس ترمب وعام الزمات الحاسمة

بقلم: د. حسين الديك

ستانفورد -كاليفورنيا

تفجرت في العام2020م العديد من الازمات الداخلية في الولايات المتحدة الامريكية ، والتي عصفت بالاقتصاد والسياسية وحياة المواطن الامريكي بكافة جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وبناء على ذك تعالت في الاونة الاخيرة الكثير من الاصوات في واشنطن منتقدة الرئيس ترامب وسياساته الفاشلة ، ومثلت هذه المطالبات نوع من التمنيات داخل اوساط الحزب الديمقراطي وخاصة فئة الشباب في الحزب ، وتمثل ذلك في مطالبات واسعة من اعضاء مجلس النواب الامريكي من الحزب الديمقراطي بالتصريحات المستمرة بالمطالبة بعزل الرئيس ترمب ، واستثمر الديمقراطيون تلك المطالبات والازمات كمادة انتخابية دسمة لمواجهة ترامب والجمهوريين في انتخابات 3/11/2020 .

ان الضغوطات والمطالبات داخل الولايات المتحدة الامريكية بعزل الرئيس ترمب قد ظهرت مع ظهور تحقيقات المححق روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الامريكية في العام 2016 ، ولكن هذه المطالبات ما لبثت ان تلاشت مع مرور الوقت وخاصة بعد الانتهاء من التحقيقات والتي لم تشر صراحة الى تورط الرئيس ترمب في التخابر مع دول معادية مثل روسيا ، ولكن هذه الاصوات عادت من جديد للمطالبة بعزل الرئيس ترمب بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد المصفي للكونغرس الامريكي في العام 2018 اذ احصل الديمقراطيون على 2035 مقعد من اصل 435 مقعد في مجلس النواب ، ولكن على صعيد اخر احتفظ الجمهوريون باغلبية في مجلس الشيوخ باغلبية 51 مقد مقابل 47 مقد للديمقراطين واثنين من المستقلين، واستمر الوضع لصالح الرئيس ترمب والحزب الجمهوري حتى نهاية العام 2019م اذ كانت كافة استطلاعات الراي ترجح فوز الرئيس ترمب على اي مرشح ديمقراطي في انتخابات 3/11/2020م .

ولكن تفجر الازمات الداخلية في الولايات المتحدة الامريكية مع بداية العام 2020 قد غير كافة المؤشرات والتوقعات واثر بشكل كبير على مزاج الناخب الامريكي والراي العام الامريكي في تراجع شعبية الحزب الجمهوري وشعبية الرئيس ترامب ، وقد اصطلح على تسمة العام 2020 عام الازمات الحاسمة بالنسبة للرئيس ترامب وحزبه.

فقد كانت جائحة كورونا القشة التي قسمت ظهر البعير واثبتت عجز وفشل وتخبط الرئيس ترمب وادارته لهذه الازمة ، وتجلى هذا الفشل الكبير مع تصاعد اعداد الضحايا في كافة الولايات الامريكية اذ اصبحت الولايات المتحدة الامريكية الدولة الاولى عالميا في اعداد الوفيات واعداد الاصابات ، حاول الرئيس ترمب وفريقه التخلص من تلك الضغوطات من خلال تحميل الصين المسؤولية عن هذا الوباء و وقف تمويل منظمة الصحة العالمية ، ولكن كل هذه المحاولت باءت بالفشل وتراجعت شعبية ترمب والحزب الجمهوري الى ادنى مستوياتها منذ العام 2016.

وخلال هذه الازمة تم تحريك عدد من الملفات في الكونغرس ضد الرئيس ترمب وادارته ، وعادت من جديد معركة الرئيس ترمب مع وسائل الاعلام ، ولكن هذه المرة بشكل مختلف اذ كانت مع وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك وتويتر الامر الذ فجر ازمة كبيرة في المجتمع الامريكي مما دفع ترمب الى اصدار امر تنفيذي للرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي .

وجاءت الازمة الاخطر داخل الولايات المتحدة الامريكية في اعتداء الشرطة الامريكية على مواطن امركي من ذوي البشرة السوداء وقتله مما شكل حالة كبيرة من السخط والاحتجاج ومظاهرات حاشدة ضد ادارة الرئيس ترمب وتعاملها مع الاحتجاجات مما دفع المتظاهرين الى احراق عدد كبير من مراكز الشرطة في عدة ولايات امريكية مما افقد الرئيس ترمب جزء كبير من مناصريه وخاصة من الاقليات .

وتمثلت ازمة مدينة نيويوك الوبائية والاقتصادية قمة ازمات الرئيس ترامب اذا تعتبر نيويورك مركز الاقتصاد الامريكي وكان لتاثير جائحة كورونا ضربة كبيرة في اقتصاد الولاية المركزية ، اضف الى ذلك انتشار وباء كورونا في ولايات حزام الصدا في منطقة البحيرات العظمى والتي صوتت في العام 2016 لصالح الرئيس ترمب في انتخابات الرئاسة كان له اثر كبير في عزوف الناس عن دعم الرئيس ترمب وادارته التي فشلت في مواجهة وباء كورونا.

ان ارتفاع البطالة بمعدلات قياسية واغلاق الاف من المصانع والشركات ودخول الملايين من المواطنين الامريكيين الى صفوف البطالة كان ازمة لم تشهدها الولايات المتحدة الامريكية من قبل ، مما جعل تلك الازمات مجتمعة مع بعضها البعض تشكل ضربة قاسية للرئيس ترمب وحزبه وتاتي بردود فعل سلبية على شعبية هذا الرئيس الذي سيدفع ثمن ذلك هو وحزبه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 3/11/2020 وبكل وضوح يمكن تسمية هذا العام علم الازمات الحاسمة للرئيس ترمب وحزبه.

Image preview

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here