كورونا تزحف على مركز القلب في الناصرية وتعزل سوق الشيوخ

ذي قار / حسين العامل

أعلنت دائرة صحة ذي قار يوم أمس السبت ( 30 أيار 2020 ) عن اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية في مركز الناصرية للقلب بعد تسجيل 5 إصابات بين منتسبي المركز المذكور ،

وفيما أكدت ارتفاع عدد الإصابات بالمحافظة إثر تسجيل 24 إصابة في قضاء سوق الشيوخ خلال اليومين المنصرمين وهو ما استدعى عزل القضاء عن بقية الوحدات الإدارية بالمحافظة ، حمّل الأطباء المقيمين والأقدمين في ذي قار الحكومة المحلية تبعات الفشل في تطبيق حظر التجوال محذرين من تجاهل الإجراءات الوقائية.

وفي حديث للمدى عن الموقف الوبائي للإصابات بالكورونا في محافظة ذي قار قال مدير عام دائرة صحة المحافظة الدكتور عبد الحسين الجابري إن “حصيلة ما تم تسجيله من إصابات بفايروس الكورونا بمحافظة ذي قار خلال اليومين الأخيرين بلغ 31 إصابة تتوزع بواقع 27 إصابة يوم الجمعة وأربع إصابات يوم الخميس وبهذا يبلغ إجمالي عدد الإصابات 131 حالة منذ تسجيل أول إصابة بالفايروس وحتى الآن “، وأضاف أن ” عدد المصابين الذين اكتسبوا الشفاء التام بلغ 75 شخصاً فيما لا يزال 52 مصاباً قيد العلاج في ردهات العزل ، أما حالات الوفاة فقد بلغت 4 حالات فقط “.

وأشار الجابري الى إرسال 213 عينة أخرى يوم السبت الى مختبرات بغداد لحالات يشتبه إصابتها بفايروس كورونا.

وعن أسباب ارتفاع عدد الإصابات خلال الأيام الأخيرة أوضح مدير عام دائرة صحة ذي قار أن “عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية يعد من أهم الأسباب التي أدت الى ارتفاع عدد الإصابات ولاسيما عدم التقيد بحظر التجوال وزحام الأسواق وعدم ارتداء الكمامات ” ، مبيناً أن ” الزحام ما زال على أشده في الأسواق والمولات وإن المطاعم والمقاهي والكافيهات مازالت مفتوحة ولم تتقيد بإجراءات الحظر”.

وأوضح الجابري” إنْ كان هناك شخص واحد مصاب فبإمكانه أن ينقل عدوى المرض الى أكثر من 20 شخصاً آخر في ظل هذه الأوضاع والزحامات وهذا ما حصل وأكدته الإصابات الأخيرة في قضاء سوق الشيوخ ( 29 كم جنوب الناصرية ) حيث تم تسجيل 24 إصابة مؤخراً “، مبيناً أن ” الإصابات في سوق الشيوخ جاءت عبر شخص واحد يعمل في دائرة الكهرباء ونقل العدوى الى أفراد عائلته وعدد من الملامسين وهو ما رفع عدد الإصابات في القضاء خلال اليومين المنصرمين”.

وعن أسباب زحف الإصابات بالكورونا الى مركز القلب بالناصرية قال الجابري إن ” الاصابات المسجلة بين منتسبي مركز القلب بلغت حتى الان خمس إصابات معظمهم من الإداريين وموظفي الاستعلامات “، مبيناً أن ” أحد موظفي الاستعلامات في المركز كان من الملامسين لطبيبة مصابة بالفايروس كانت تعمل في مستشفى الحسين التعليمي ومن خلاله تم انتقال المرض لمنتسبي المركز الذين التقاهم خلال العيد”.

وأشار مدير عام دائرة الصحة الى أن ” الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها في مركز القلب تمثلت بتقليص دوام الكوادر الطبية والتمريضية بواقع 25 بالمئة واستقبال الحالات الطارئة فقط ومنح إجازات إجبارية للملامسين وسحب عينات منهم لغرض الفحص والتأكد من سلامتهم من المرض “.

وفي الختام دعا مدير عام صحة ذي قار المواطنين الى عدم الاستهانة بالمرض والتقيد بالتعليمات التي تصدرها وزارة الصحة في مجال الوقاية من المرض، مشدداً على أهمية تشديد اجراءات حظر التجوال ومنع التجمعات .

وفي ذات السياق أصدر الأطباء المقيمون والأقدمون وطلبة الدراسات في محافظة ذي قار بياناً تابعته المدى حول الوضع المقلق والمتدهور لجائحة فايروس الكورونا في المحافظة حملوا فيه الحكومة المحلية تبعات الفشل في تطبيق الحظر الحقيقي وأوضحوا أن ” المقاهي مفتوحة والحظر شعار بدون تطبيق “، مؤكدين أن ” عدم اتخاذ الاجراءات الصحيحة للحظر يجعل التوصيات والتعليمات حبراً على ورق”.

ودعا البيان الى ” تهيئة مستشفى خاص للعزل التام والى قاعات لحجر الحالات المصابة أو الملامسة التي لم تظهر عليها أعراض المرض ، وذلك للحيلولة دون انتشار المرض”، مشدداً على ضرورة ” استحداث وحدة في مصرف الدم وبشكل طارئ لجمع عينات من بلازما الحالات المصابة سابقاً والتي تماثلت للشفاء وحفظ هذه العينات لاستخدامها عند الحاجة كعلاج لأي حالة من حالات الكورونا المتقدمة أو المتدهورة “.

كما دعا بيان الأطباء المقيمين والأقدمين الى ” ضغط جداول الكوادر الطبية والتمريضية لتقليل التماس مع الحالات المصابة وتقليل الإصابات في الكادر الطبي”، مبيناً أن ” كل إصابة في كوادرنا هي خسارة مقاتل في معركة حياة أو موت”.

وكان نقيب الأطباء في ذي قار الدكتور عبد الحسن النيازي ذكر يوم السبت ( 18 نيسان 2020 ) أن أطباء المحافظة ما زالوا يعملون في ظل ظروف استثنائية لمواجهة الكورونا لا تتوفر فيها المستلزمات الكافية لحماية الأطباء والممرضين من انتقال المرض ، وفيما أكد تفاقم مشكلة الزحام والنقص الحاد في الغطاء السريري في المستشفيات بعد تخصيص مستشفى الحسين التعليمي لمرضى الكورونا ، أشار الى استخدام المنصات الالكترونية لغرض التواصل مع المرضى بعد فرض الإجراءات الوقائية على العيادات الخاصة وفرض حظر التجوال من قبل خلية الأزمة.

وكانت دائرة صحة ذي قار كشفت يوم الثلاثاء ( 31 آذار 2020 ) أن مستوى الالتزام بحظر التجوال المفروض لتفادي انتشار الإصابة بمرض الكورونا يشكّل 80 بالمئة في المحافظة المذكورة التي تصنف ضمن المحافظات العراقية الأقل إصابات بالكورونا.

وكانت دائرة صحة ذي قار أعلنت يوم الاثنين (9 آذار 2020) عن اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية لمنع انتشار مرض كورونا، وذلك بعد تسجيل أول حالة إصابة بالمرض لرجل ستيني عائد من إيران قبل 20 يوماً، وفيما أكدت تخصيص ثلاثة مواقع للحجر والعزل الصحي، قررت منع دخول الأجانب الى المحافظة المذكورة.

وكانت دائرة صحة ذي قار أعلنت يوم الاربعاء ( 29 نيسان 2020 ) تعافي أكثر من ثلثي المصابين بفايروس الكورونا ومغادرتهم المشفى ، وفيما أكدت تعافي 47 مصاباً من أصل 63 حالة إصابة سجلتها المحافظة منذ ظهور الوباء حتى الآن ، أشارت الى انخفاض عدد الإصابات المسجلة بين سكان المحافظة وإن معظم ما تم تسجيله مؤخراً هو لمواطنين وافدين من مصر .

والكورونا أو (فيروس كورونا ووهان) وباء مهلك حُدد مبدئيًا في منتصف كانون الأول 2019 في مدينة ووهان وسط الصين ، وتفشت الإصابة به مطلع العام الحالي 2020 ما أدى الى هلاك أكثر من ثلاثمائة ألف مصاب بالمرض حتى الآن ، وذلك بعد أن انتقل الى العديد من البلدان رغم التحوطات والتدابير الوقائية.

و فيروسات كورونا بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية هي زمرة واسعة من الفيروسات تشمل فيروسات يمكن أن تتسبب في مجموعة من الاعتلالات في البشر، تتراوح ما بين نزلة البرد العادية وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة.

كما أن الفيروسات من هذه الزمرة تتسبب في عدد من الأمراض الحيوانية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here