إحباط مخطط لداعش حاول نقل الهجمات إلى الجنوب

الاسبوع الاخير من شهر ايار – اكثر الاشهر عنفا في البلاد منذ اكثر من عامين- بدأت القوات الامنية بحملة “حصد” ما تبقى من داعش، مقابل “ضرب الاعناق” الذي اعلنه التنظيم قبل عدة اسابيع.

وفي الايام القليلة الماضية، تمكنت قيادات العمليات في قواطع متعددة، من قتل واعتقال اكثر من 20 مسلحا تابعا لداعش، بينهم رؤوس مهمة في التنظيم. وبحسب تقارير غربية، ان داعش اعلن مسؤوليته عن مئات الهجمات ‏في جميع أنحاء العراق، خلال شهر ايار الماضي، ما تسبب في مقتل وإصابة 426 شخصا.‏

إيقاظ الخلايا

مسؤول امني قريب من قيادات العمليات يقول لـ(المدى)، ان إعادة الهيكلة التي بدأت بعد مقتل البغدادي، تضمنت “ايقاظ الخلايا النائمة دفعة واحدة”، بعد ان ذابت الولايات المتعددة، بحسب تقسيمات التنظيم.

في اصدار “فضرب الاعناق” في ايار الذي انتهى توا – وهو التسجيل الاول للتنظيم بعد اعلان بغداد القضاء عليه نهاية 2017- كان قد اعلن الاخير فيه، تحول البلاد الى ولاية واحدة، وهي ولاية العراق. وفق الترتيب الجديد الذي وضعه ابو ابراهيم القرشي، خليفة زعيم داعش ابو بكر البغدادي، فانه، وبحسب المسؤول الامني، من المتوقع ان تحاول خلايا داعش في مناطق بعيدة عن المناطق التي كانت محتلة من التنظيم، ان “تستيقظ لاحداث ارباك” خاصة في مدن مهمة مثل البصرة.

التخطيط بدأ من البصرة

امس، قال رئيس خلية الصقور، وهي جهة استخبارية تابعة لوزارة الداخلية، أبو علي البصري، ان السلطات أحبطت مخططًا “خطيرًا” كان ينوي تنظيم داعش تنفيذه في البصرة وعدة محافظات أخرى. وفي صيف 2019، وجد عدد من سكان البصرة منشورات منسوبة لـ”داعش” تحت اسم “ولاية الجنوب”، ومرسوم عليها شعار التنظيم الاسود، فيما لم يعرف بعد ذلك كيف وصلت تلك الاوراق الى شوارع مهمة في المدينة. ويقول ابو علي البصري في بيان رسمي، ان المخطط الذي جرى الكشف عنه، جاء “بعد الإطاحة بخلية إرهابية نائمة في محافظة البصرة واعتقال إرهابيين اثنين من عناصرها المسؤولين عن إعادة الاتصال والتحرك على بقايا داعش المنقطعين والهاربين من المحافظات المحررة”. وأكد البصري أن عنصري داعش اللذين جرى القبض عليهما، سجلت ضدهما “قضايا إرهابية” لمشاركتهما في هجمات ضد القوات المسلحة والبيشمركة والحشد الشعبي، وكذلك نصب نقاط السيطرة وجمع الإتاوات واعتقال وتعذيب المواطنين خلال سيطرة داعش بالمناطق التي احتلها التنظيم عام 2014 في نينوى والرمادي وصلاح الدين.

وتجذب البصرة، المنفذ البحري الوحيد للعراق، الكثير من العاملين المحليين والأجانب الذين لا يتم تدقيق أوضاعهم بشكل صارم، وفق ما يقوله مسؤولون في المحافظة. ويعمل أكثر من 80 ألف أجنبي بمجال الطاقة في البصرة فقط، فضلًا عن آلاف آخرين في الشركات والأعمال التجارية الأخرى.

ولاية الجنوب

وعاد اسم “ولاية الجنوب”، وهو اسم تنظيم “داعش” في المحافظات الجنوبية، الى الواجهة في احداث تظاهرات البصرة في صيف 2018، حيث اظهرت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك، صور على ان حرق مقرات الحشد والقنصلية الإيرانية في البصرة تحت توقيع “الولاية”.

و”ولاية الجنوب” هي مجموعة نائمة، بحسب التوصيف الأمني، اتهمت في بعض الأوقات بتفجيرات وقعت في الناصرية وكربلاء وبابل والبصرة، خاصة في مواسم الازمات السياسية، آخرها كانت في حوادث جرت في 2016. وأشار المسؤول الرفيع في جهاز الاستخبارات، إلى أن قيادات داعش الجديدة التي برزت بعد مقتل البغدادي، عمدت إلى إعادة الاتصال بعناصرها من الأهالي والمختبئين في المناطق التي كانت تحت سيطرتها عام 2014.

واكد البصري “تصعيد داعش لعملياته خلال الايام الاخيرة”، لكنه اعتبرها محاولات بائسة من “أجل إثبات وجود التنظيم بعد انكساره ومقتل قياداته وتفرق عناصره خارج العراق”.

حصد الدواعش

استطاعت السلطات في الايام الخمسة الماضية، اعتقال 23 عنصرا ينتمي الى “داعش”، بينهم قيادي يدعى “ابو صهيب” في جنوب العاصمة.

ويوم السبت الماضي، اعلنت مديرية استخبارات ومكافحة ارهاب نينوى، عن القاء القبض على ثمانية ارهابيين في المحافظة، بينهم قيادي بـ”جيش العسرة” وآخر في “فرقة مؤتة”.

وفي اليوم نفسه قتلت القوات الامنية ارهابي واصابت آخر في كركوك. والجمعة الماضية قتل “داعشي” في منطقة اليوسفية جنوب بغداد، كما قتل في اليوم ذاته عنصران من التنظيم في كركوك بينهم ما يعرف بـ”والي تلعفر”، بالاضافة الى اثنين آخرين في بعقوبة.

والخميس الماضي، قتل “ابو صهيب” و3 آخرين تابعين الى التنظيم في بغداد، كما اعلنت صلاح الدين، الثلاثاء الماضي، قتل مسؤول اعلام داعش في البصرة، فيما كانت الانبار قد اعتقلت “داعشي” قادم من سوريا. وعلنت قيادة العمليات المشتركة، السبت الماضي، عن إعداد الخطط لملاحقة بقايا داعش.

ونقلت الوكالة الرسمية عن الناطق باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي قوله إن “العمليات المشتركة مصرة على مطاردة وملاحقة التنظيم”. وفي الاسبوع الاخير من أيار، نفذ داعش 4 هجمات مسلحة، احداها كادت ان تتسبب بسقوط طائرة عسكرية، تعرضت الى اطلاق نار، بحسب بيان للقيادة العسكرية.

وهاجم التنظيم امس، منطقة في جنوب سامراء، اسفرت عن مقتل عسكري وجرح اثنين آخرين. كما كان قد قتل داعش جندي واصاب آخر، الاربعاء الماضي، في هجوم على ثكنة عسكرية في جنوب بغداد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here