(( إقليم الأنبار)) هل تحاول الإمارات تقسيم ( العراق ) عبر إنشاء منطقة سنية ؟

د . خالد القرة غولي :
أثار اجتماع قيادات سياسية سنية في الإمارات ردود فعل عراقية غاضبة لاسيما وأن المجتمعين ناقشوا خطوات تشكيل إقليم سني، بحسب ما ذكرته نخب عراقية , وإن الاجتماع عقد في إمارة دبي وحضره رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس كتلة المحور الوطني المطلوب على لائحة وزارة الخزانة الأمريكية أحمد الجبوري، إضافة إلى رئيس ( حزب الحل ) جمال الكربولي ورئيس شبكة قنوات الشرقية سعد البزاز ونواب وقيادات سياسية سنية أخرى ,أن الاجتماع ناقش فكرة إنشاء إقليم طائفي برعاية إماراتية والالتفاف على مطالب المتظاهرين التي تتلخص في وطن موحد مستقل لا يخضع للإرادة الخارجية وشعب موحد لا تفرقه السياسة البعض يقول أن الازدهار العمراني والنمو الاقتصادي فضلا عن فتح باب الاستثمار على مصراعيه امام الشركات العربية والاقليمية والدولية جعل من اقليم كردستان نموذجا لباقي مدن العراق , وهذا ما دفع البعض من سكان محافظة الانبار التفكير بتشكيل الاقليم
للتخلص من عبء حكومات بغداد المتوالية ! اقليم الانبار او اقليم الغربية اصبح اكثر تداولا بين سكان محافظة الانبار ممن ذاقوا مرارة العيش تحت اللارحمة من قبل الحكومات السابقة , وايضا ممن يرون ان الوضع في الانبار يتجه نحو الاسوأ ولا بد من التغيير وقد يكون اختيار
الاقليم هو الحل كما هو الحال باقليم كردستان ! الدعوات والزيارت المكوكية للمسؤولين الانباريين في امريكا ودول الخليج والمكوث ايام عدة في المانيا ليس بالأمر الهين والسهل ! هنالك نيه مبيته لجعل الانبار والمحافظات الغربية الانبار وصلاح الدين والموصل اقصد السنية
اقليم يقطع من العراق الجديد ! ويتذكر معي الجميع أن اعمال عدم صرف التعويضات وعدم اطلاق سراح المعتقلين والقطع المبرمج للكهرباء وخصوصاً في مدينة الرمادي وامور اخرى لا استطيع أن اذكرها مثل الاذال في السيطرات التي عادت للتو وخصوصاً سيطرة الصقور التي لا تعترف بالبطاقة
الوطنية العراقية الجديدة ومع اسفي الشديد ! أتذكرُ جيداً ومعي زملاء وأصدقاء أعزة يقرأون هذا المقال الآن ، كيف كان زملاؤنا طلبة الكلية من بغداد ومحافظات الوسط حين قُبلنا في كلية التربية الرياضية بجامعة بغداد في نهاية سبعينيات القرن الماضي كيف كان بعضهم يتهامس
والبعض الآخر يبتسم وبعض الزميلات يستغربن أننا من محافظة الأنبار وكيف وصلنا إلى بغداد معتقدين أننا أتينا من وسط الصحراء وأننا ما زلنا نتنقل على الجمال
( البِعران ) ! الآن وفي ظل الأحداث التي يمر بها العراق توضحت أمور كثيرة لغالبية العراقيين من بينها أن الأنبار
لا تبعد سوى أمتار عن بغداد وكربلاء والنجف وبابل ونينوى وصلاح الدين .. وأن الأنبار ظهيرها الخالد الرُمادي مدينة السنديان والسِدْر والكيصوم تسيطر مساحتها على أكثر من ثلث مساحة العراق .. ولا أُريد أن أذكّر ما تتمتع به الأنبار وعاصمتها المثلثة الرُمادي من ميزات
تجعلها أعظم دولة وأعظم إقليم لو أراد أهلها ذلك إلا بإختصار شديد لاحقاً.. وما يهتف به بعض البصريين من مطالب لتحويل البصرة إلى إقليم ورفع علم البصرة الجديد لا أعده سوى نكتة غير مضحكة , ولا يمكن للعراق والعراقيين أن يهدأ لهم بال ويستمر الأمن والأمان إلا بعد أن يُعاقب من أساء لأهلنا في الأنبار ( وأنا شاهدٌ مستمرٌ على ذلك ) بعد موجة النزوح الكبرى لهم والتي لم يشهد العالم لها مثيلاً بقسوتها وظلمها وتصدي جنود
وشرطة هذه الدولة العجيبة لقوافل النساء والشيوخ والعجائز والأطفال .. ومطاردة وتهديد وإبتزاز الميليشيات لهم أينما حلّوا .. التفسيرات التي أطلقها بعض المسؤولين الوقحين وأقولها متمسكاً بهذا الوصف بأنَّ هؤلاء النازحين يمثلون ظاهرةً خطيرةً وعلى الدولة تطويقها والحد
منها أمرٌ جعلَ العلاقة وبسبب هؤلاء الوقحين بين أهل االأنبار الكرام ومن تصدى لهم مقطوعة ولارجعة فيها ولأنني من أهل هذه المدينة فأقولُ بأننا ليس لنا ولعٌ بالإنتقام والثأر كما يعتقد الكثيرون !! بل نحنُ محترفون في التسامح ، لكنِّ النظر والتقييم والمحصلات لابد
أن تُعزز بعمل فكيف يمكن لمسؤول أقْسَمَ قَسَماً لخدمة لشعب أن يتكلم بهذا المنطق ؟! من هم أهل الأنبار كي تتصدى لهم الميليشيات لو لم تكن هناك مؤامرة دولية أصلاً هدفها تغيير المسار الديموغرافي لأهل الرُمادي وإستبدالهم بشرايين قومية وعرقية وأثنية جديدة .. هناك
أدلة على ذلك سيتكفل المستقبل القريب جداً بكشفها .. قبل ذلك الّذين هاجروا ونزحوا من الانبار إلى بغداد ومحافظات أخرى لن يعود أغلبهم إلى المدينة وستبدأ عملية الإنصهار التلقائي كما حدث في جميع موجات النزوح والهجرة عبر التاريخ .. أما ما يتبقى من الرُمادي فسيجعلها
عاصمة كبرى للعراق أو مركز العالم الإستراتيجي .. فالرُمادي ( المقصود الأنبار دائماً ) لديها خزين هائل من النفط والغاز لم يُفقد منه لتر أو متر واحد ( كما يحدث الآن في نفط الجنوب وبيعه في السوق السوداء بربع سعره وضياع وفقدان عشرات الحقول الكبرى جراء السيطرة الكويتية
والإيرانية عليها والهيمنة المطلقة لبعض الأحزاب والكتل والرؤوس النافذة على هذه الآبار فضلاً على تهالك وقِدَم معدات التصدير والمشاكل المستمرة والمتفاقمة بين شركات التنقيب والتصدير الأجنبية والحكومة المركزية ) وأطول سكة حديد تتصل بشرق المتوسط وإمكانية إحياء خط
قطار الشرق الذي ينطلق من برلين ويتوقف في جدة .. وفي مدن الأنبار ثلاث بحيرات واحدة كاملة وهي الحبانية ( داخل محيط المدينة ) وواحدة يوجد أكثر من نصفها في المدينة ( الثرثار) وأكثر من ثلث بحيرة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here