قوى شيعية تحدت الدولة وفتحت الـحـدود مع إيران.. والعراق على حافـة الانهـيـار الصحي

الاثنين ٠١ يونيو ٢٠٢٠

بغداد – د. حميد عبدالله:

نقل مصدر مقرب عن وزير الصحة العراقي السابق الدكتور جعفر علاوي قوله إنه حاول جاهدا أن يبقي الحدود مغلقة مع إيران خوفا من انتشار فيروس كورونا في العراق, إلا أنه تعرض لضغوط سياسية هائلة.

وبين المصدر  أن وزير الصحة العراقي الذي أمضى أكثر من 30 عاما طبيبا أخصائيا في بريطانيا أراد تطبيق المعايير الصحية العالمية في عزل العراق عن إيران الموبوءة بفيروس كورونا لكنه فوجئ بضغوط قوى سياسية تصرّ على فتح المنافذ مع إيران بضغط من مسؤولين إيرانيين كبار.

وتؤكد مصادر طبية في بغداد أن العراق كان يمكن أن يكون بمنأى عن التفشي غير المسيطر عليه للوباء لو كان قد اتبع إجراءات العزل عن إيران، وإغلاق الحدود معها، لكن فتح الحدود تسبب في تفشي الوباء في جميع مدن العراق على نحو ينبئ بكارثة صحية يصعب التكهن بنتائجها وسط نظام صحي متهالك ومؤسسات صحية لا تمتلك الحد الأدنى من مقومات التصدي للوباء.

من جهته أعلن المتحدث باسم مصلحة الكترك الإيرانية روح الله لطيفي أن العراق احتل المرتبة الثانية بعد الصين في استيراد المواد الغذائية وغيرها من إيران.

وقال لطيفي إن العراق استورد من إيران مواد وصلت قيمتها إلى مليار و107 ملايين دولار خلال الفترة من 20 مارس إلى 20 مايو من العام الحالي.

ولا تستطيع المفارز الأمنية والجمركية العراقية المكلفة بضبط الحدود مع إيران منع البضائع الإيرانية من دخول العراق بسبب وجود مافيات سياسية واقتصادية لها مصالح مشتركة في إدخال البضائع الإيرانية إلى العراق.

وتقول لجان الفحص في جهاز التقييس والسيطرة النوعية إن الجهاز ليس لديه سلطة على منع البضائع الداخلة من إيران مهما كان مستواها النوعي فضلا عن عجز الفرق الصحية عن فحص جميع السلع والمواد المتدفقة إلى الأسواق العراقية من إيران لأسباب، بعضها إداري ولوجستي، وبعضها فني وسياسي وأمني.

وسجل العراق طفرات غير مسبوقة في عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأيام الأربعة الماضية.

ويرجح مراقبون معنيون بالأمراض الوبائية أن واحدا من الأسباب التي تقف وراء تفشي الوباء هو فتح الحدود مع إيران فضلا عن ضعف الرقابة الأمنية في منع التجوال المفروض من الحكومة وضعف الإجراءات الطبية في تشخيص حاملي الفيروس.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here