لماذا تكره شعوب الأرض ..أميركا !

لماذا تكره شعوب الأرض ..أميركا !
احمد الحاج

اقولها وبكل صراحة ولتكن كلماتي هذه بمثابة نداء أخير الى الإدارة الاميركية ممثلة بمجلسي الشيوخ والنواب” الكونغرس “فضلا عن قيادات وأعضاء حزبيها الرئيسين ” الفيل والحمار ” أو” الجمهوري والديمقراطي ” والحديث موصول الى جميع الاثرياء وكل رجال المال والأعمال واصحاب الشركات والمؤسسات الكبرى – ممن يسيطرون ويتحكمون بثلثي ثروات العالم وخيرات الشعوب – علاوة على رؤساء ووزراء ونواب الحكومات المتعاقبة وحكام الولايات وشرائح المجتمع الاميركي كافة أن يسألوا أنفسهم سؤالا خطيرا وملحا ومحددا : ” لماذا تكره شعوب الارض جلها ..اميركا ؟!” حتى تلك التي تشرب البيبسي كولا وتدمن الكوكا كولا وتتزاحم على – ستاربكس – وابواب ماكدونالد وكينغ بوركر والهوت دوك والبيتزا وتتابع بشغف افلام هوليوود وتهرول خلف كل ما يتعلق بعادات وتقاليد اميركا في المأكل والمشرب والملبس والمغنى والموسيقى والاثاث والديكور، بل وحتى قصات الشعر والمكياج والاكسسوارت والعبارات والالفاظ وكل شيء تقريبا ، المفترض أن شعوبا كهذه سحقت سحقا ، ومسحت هويتها الوطنية مسحا ، وتوارت تقاليدها وأعرافها ومثلها التراثية والثقافية والفلكلورية والمجتمعية كليا لصالح ثقافة الهب هوب والروك اند رول والهافي ميتال والراب والبريك دانس و” الواو والويووو، والأووي” وتم استحمارها كليا وجيوسياسيا على يد العم سام عبر قوتين ماردتين وغاشمتين اميركيتين ” ناعمة وخشنة “على مراحل ان يهللوا لأميركا أينما حلت وإرتحلت ولو كان إرتحالها وحلولها ذاك غزوا واحتلالا لبلادهم ، مقابل ان يحزنوا لكل ما يصيبها وينصبوا خيمة عزاء لأية كارثة تلحق بها طبيعية أو بشرية الا ان العكس هو الذي يحدث دوليا كما هو مشاهد ومتابع عن كثب، اتعلمون لماذا ؟ لأن الكل وفي قرارة نفسه يعلم يقينا وإن لم يفصح عن ذلك بأن هذه الدولة “مسخ “ظهر الى الوجود وكما يقول العراقيون وحضارتهم تمتد الى 7 الاف عام – ذاك اليوم – فقط وتحديدا سنة 1787م عقب ما يسمى بحرب الاستقلال وعلى جماجم الهنود الحمر وجثثهم وخيامهم المحروقة ،نساء وشيوخا واطفالا ،كيان مؤلف من 50 ولاية اضافة إلى مقاطعة فيدرالية واحدة هي العاصمة واشنطن بنى مجده بعرق الزنوج ممن جيء بهم بعد قتل آبائهم وأمهاتهم وإغتصاب نسائهم وحرق قراهم وتمزيق قبائلهم ، في موجات رقيق مستعبد ذليل مقيد بالسلاسل من مجاهل أفريقيا قسموا الى عبيد قصور وعبيد مزارع قبل تحريرهم – شكليا – ليتحولوا الى عبيد مصانع وشوارع وحانات وحواري ولولا نضال زعيم الزنوج المسلمين مالكوم اكس ” او مالك شهباز ” الذي اغتالته السي اي ايه في قاعة الاوديون بست رصاصات عام 1965،تماما كما قتل والده من قبل على يد عصابات ” كو كلوكس كلان” البيضاء العنصرية ، ولولا خطب رفيقه في الدرب الزنجي مارتن لوثر كينغ ، الذي اغتيل بدوره بفندق لورين ممفيس عام 1968 برصاصة قناص واحدة في الرأس لظل الزنوج الى يومنا يعانون الاضطهاد والعنصرية والاقصاء والتهميش على غرار ماحدث لجورج فلويد المسكين واشعل فتيل الغضب العارم ..كيان بنى مجده بسواعد الجنس الاصفر والجنس الاسمر المحتقرعنده والى وقت قريب جدا مقابل العنصر” الانكلوساكسوني “صاحب العيون والدماء الزرقاء بزعمهم ، كيان يعتاش على نهب خيرات الشعوب وإمتصاص مواردها وثرواتها بالقوة العسكرية المفرطة ، كيان يطبع الدولار من دون غطاء من الذهب وأي رئيس في العالم يقرر الخروج عن هيمنة الدولار المقيت هذا بعملة ذهبية وطنية محلية – يقتل فورا – بإنقلاب او بثورة شعبية تصطنعها اميركا – لعل القذافي وان كنت لا أحبه شخصيا وللناس فيما يعشقون أو يبغضون مذاهب ، واحدا منهم بعد قراره الاعتماد على الدينار الذهبي الافريقي بديلا عن الدولار !!” وما حربها مع الصين في جانب منها سوى رد على محاولة بكين التخلص من سطوة الدولار غير المدعوم بعملة محلية ذهبية علاوة على منافستها اقتصاديا في ارجاء العالم !
كيان يعشق نظيره الكيان الصهيوني المسخ ويدعمه على طول الخط برغم جرائمه وانتهاكاته النكراء ، واي عميل لها مهما كان مخلصا سيتم التخلص منه فورا بمجرد ان – يلعب بذيله – ويتحالف مع خصومها بل وحتى اصدقائها والامثلة كثيرة جدا لعل من اشهرهم ماركوس الفلبين وكل جنرالات ودكتاتوريات اميركا اللاتينية وجمهوريات الموز ..” ، كيان يسيطر على البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والتجارة العالمية ويتحكم عبر القروض الربوية بكل مقدرات الشعوب ، كيان يعتاش على الحروب والقلاقل والفتن والكوارث والمحن التي يؤججها هنا وهناك لأنه بدأ أول مرة هكذا بسرقة اراضي الهنود وذهبهم وجلود ثيرانهم وفرق بينهم وأظنه سينتهي هكذا ماردا وسارقا وماجنا يأبى ان يتوب او على الاقل ان يعترف بذنوبه وخطاياه امام خالقه اولا ، ومن ثم امام الشعوب المغلوبة التي أبادها ومزقها شر ممزق ..فيتنام والعراق أنموذجا !
كيان ظن ان الكوكا كولا المصنعة سنة 1886 من قبل الصيدليّ جون ستيث” والتي تستخدم نبتة الكوكا المخدرة لإدمانها – والتي تطفحها شعوب برمتها حتى انها حلت محل مشروباتهم الوطنية ستكون دافعا لحب اميركا ..كيان ظن ان البركر – الجلافيط – التي ابتكرها اول مرة عام 1885تشارلي نجرين ، واطلق عليها هذا الاسم نسبة الى مدينة هامبورغ الالمانية ، كذلك شطائر النقانق ” الهوت دوك ” التي ابتكرها تشارلز فيلتمان عام 1867 على شواطئ كوني آيلاند”، “، والتي تتزاحم عليها شعوب بأسرها هي بمجموعها ولاشك نذير شؤم لدخول الرأسمالية وشيوع الطبقية وانتشار الانانية وثقافة – تيك اواي – الاستهلاكية والاكلات السريعة غير الصحية المرتبطة بالانتهازية والعمل ليل نهار كالروبوت الالي والا فقدت عملك مهما كنت كفوءا ومجتهدا ومخلصا عند أي تقصير كان ، اقول ظنوا ان البركر والكوكا والهوت دوك وبقية الشلة ستكون مهرا للاقتران بأميركا وصداقتها اسوة بإدمان سجائرها وثقافتها على حساب الثقافات المحلية !
كيان وهب ما لايملك لمن لايستحق – باع فلسطين الحبيبة الى الكيان الصهيوني النتن ويسعى لمباركة ضمه القدس وجل اراضي الضفة الغربية ومعالمها اليه ضمن ” بصقة القرن ” – ظن ان الفيس بوك وتويتر والواتس اب وفايبر ويوتيوب وبقية وسائل التواصل والاتصال الاميركية الحديثة ستكون سفيرا لها حول العالم الا ان الكل يعلم علم اليقين بأن اميركا تجني المليارات من وراء ذلك كله، وانها تتجسس عليهم من خلالها وتبتزهم عن طريقها وتروج لثقافتها ومجونها وشذوذها وانحرافاتها الاخلاقية والاجتماعية والالحادية واللاأدرية واللادينية والعبثية والوجودية بواسطتها وانها تثير القلاقل في بلدانهم وتشككهم بأديانهم وعقائدهم وأعلامهم ومعالمهم وعلمائهم وتأريخهم من خلالها كذلك !
كيان ظن ان اختراعاته واكتشافاته وعقاقيره وتقنياته واسلحته ستكون بوابة لحبه دوليا ..الا ان الشعوب تعلم جيدا بان كل ذلك انما هو بمقابل باهظ الكلفة وعلى مختلف الصعد سرعان ما ستأتي اميركا ذاتها بجيوشها وطائراتها وحلفائها لتدميره كليا بحرب مفتعلة – بالاصالة او بالوكالة – لتبيعهم امثالها وبأسعار السوق الحالية ولتأتي بشركاتها فتبني بأضعاف اسعارها المعتادة ما دمرته الحروب التي أججتها هناك كليا ، ناهيك عن اقراضها لأسرها بالربا ونهائيا !
كيان يعتقد ان ادمان تناول ستاربكس لمؤسسها هوارد شولتز ، صديق اسرائيل المخلص على مدار خمسين عاما والداعم لما يسمى بصندوق القدس التابع لها من واردات فروعه حول العالم، ان تلكم الشعوب المدمنة على القهوة الاميركية ستحب اميركا وتحزن لفراقها ..انهم يكرهون اميركا بسبب اللوبي الصهيوني المسيطر عليها ” ايباك ” ،يكرهونها بسبب المنظمات الشيطانية التي تحتضنها وتروج لأفكارها المسمومة ليل نهار عبر مؤسستها الاضخم – هوليوود- ليس أولها كنيسة مون وكنيسة الشيطان ولا آخرها الرائيلية وشهود يهوه وثقافة الجوثيك والويكا والايمو وهاركريشنا ، والهيبيز ، والبانك ، والنازيين الجدد ، والساينتولوجي وبقية المجاميع الغريبة والعجيبة ..يكرهونها لأنها تحتضن كل المنظات الماسونية الحاقدة وتروج لها بدءا بالروتاري والليونز والبناي بيرث ومنظمة بلد بيرغ، وآل روتشيلد ، وآل روكفيلر، وبلاك ووتر وغيرهم الكثير والكثير ..!
اميركا التي اذلت اليابان وضربتها بقنبلتين ذريتين هي الاولى والأخيرة حتى الان، ودمرت فيتنام وكمبوديا وشطرت كوريا الى شطرين ، واحتلت الصومال وافغانستان والعراق ، وشطرت السودان ، ونصبت اعتى الدكتاتوريات في العالم على رقاب شعوب اميركا اللاتينية واذلت المكسيك والبرازيل وأدخلت العالم كله في أتون حروب مدمرة تلو حروب من اقصى العالم الى أقصاه ، اضافة الى حرب باردة كان كل شيء فيها مسموحا !
امريكا بحاجة الى صداقة الشعوب انسانيا ، اقتصاديا ، ثقافيا ، سياسيا ، صداقات مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الاخرين وليس الى – استحمارها – ولو بالقوة الغاشمة وبشتى الذرائع والمزاعم والحيل !
ما يحدث في اميركا الآن من غضب عارم وتظاهرات حاشدة وصلت الى العاصمة واشنطن ليست ثورة عنصرية – سود ضد البيض -فحسب إحتجاجا على مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد، على يد شرطي ابيض في مدينة مينيابوليس ، بقدر ما هي ثورة – عنصر..طبقية – ضد الرأسمالية برمتها يشارك فيها وسيشارك السود والسمر والصفر، العاطلون عن العمل كلهم ، المفصولون من وظائفهم بسبب كورونا جميعهم ، المشردون وان كانوا من البيض عن بكرة ابيهم ، وسيستغلها المتمردون والخارجون على القانون والمهاجرون غير الشرعيين ومن مختلف الاعراق والاديان والالوان لركوب موجتها ايضا ..اميركا تسقط اليوم أمام أنظار العالم كله تدريجيا لأنها بالاساس ..ساقطة ،وقد مثل قمة سقوطها وعنصريتها وطبقيتها وعنجهيتها وهزالتها وبشاعتها الملياردير العنصري المقيت جدا ترامب …!
ولن تهدأ هذه الثورة الشعبية لا بحظر التجوال الشامل ولابالقمع ولا بالقشمرة ولا بفتح ملفات تحقيق ولا بإدانة الشرطيين ولا بوعود مستقبلية زائفة ولا بتغيير ترامب ولا بفوز الديمقراطيين ضد الجمهوريين ولابوعد زائف بإنتخابات مبكرة ..القضية برمتها هي انفجار بركان كان هامدا منذ عقود وتأجيج نار كانت خامدة حتى حين تحت الرماد..اظن ان نهاية “الامبراطورية الاميركية الدم قراطية الكبرى ” قد أزفت ، وان دولة ” الكاوبوي الاكبر ” التي بنيت على امتصاص دماء الشعوب واللعب على جراحاتها ونهب خيراتها قد شارفت على الاحتضار …! اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here