معهد بروكنغز: على واشنطن توفير إسناد عسكري مباشر للحشد وتدريب أفراده وتسليحهم

ترجمة / حامد احمد

بعد مرور خمسة اشهر ومحاولتين فاشلتين لتشكيل حكومة، حظي العراق اخيرا برئيس وزراء جديد. تنصيب مصطفى الكاظمي يمنح البلاد فرصة لاسترداد الانفاس بعد أشهر من جمود سياسي واضطراب مجتمعي عام منذ تشرين الاول عام 2019.

هذا الاضطراب هز الطبقة السياسية، ورافقه ايضا انتشار وباء كورونا وهبوط حاد بأسعار النفط وتوترات بين الولايات المتحدة وايران . بدأت توترات بالظهور بين الولايات المتحدة والعراق بعد اقدام واشنطن في شهر كانون الثاني على اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني ونائب قائد الحشد ابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد. واصبحت الولايات المتحدة مستاءة اكثر من فشل بغداد من السيطرة على فصائل مسلحة مقربة من ايران، وكذلك استخدام ايران للعراق كمنفذ للتملص والمراوغة من تبعات عقوبات واشنطن المفروضة على طهران . وسط هذه التوترات، تتوفر الان فرصة لواشنطن وبغداد في اعادة رسم علاقتهما عبر حوار ستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق من المزمع الانطلاق به هذا الشهر . من المتوقع ان يتناول الحوار موضوع الحشد وما يتخلله من فصائل مسلحة تعمل خارج ارادة الدولة، وما ينبغي على الولايات المتحدة ان تطرحه على الجانب العراقي بخصوص هذا الموضوع. انسحاب فصائل مسلحة موالية للمرجعية العليا في العراق من هيئة الحشد وارتباطها بوزارة الدفاع يمثل نافذة للولايات المتحدة بان تصيغ روابط اقرب مع تلك الفصائل. وينبغي على واشنطن ان لا تطلب من بغداد حل الحشد بأكمله، وهو طلب قد لا يرضي بغداد كون الحشد يتمتع بسلطة في مؤسسات سياسية وعسكرية في البلد. بل على واشنطن ان تعمل مع رئيس الوزراء لتوفير اسناد عسكري مباشر وتدريب لتلك الفصائل المفضلة للمساعدة في تحقيق تغيير في ميزان القوى لصالحها. تجهيز الاسلحة للعراق يجب ان يكون مشروطا ايضا بضمان عدم وصوله لأيدي فصائل مسلحة موالية لايران، مع ضمان عدم استخدامها مستقبلا ضد حلفاء للولايات المتحدة . الحوار سيوفر فرصة للولايات المتحدة في مساعدة الكاظمي في قضايا وامور متعلقة بإدارة البلاد. قد تركز واشنطن على نطاق مساعدات قريبة الاجل والتي من شأنها ان تساعد في دعم الاقتصاد العراقي ومشاريع اعادة اعمار حكومية على المدى البعيد، يمكن ان يتحقق ذلك عبر وزارة المالية العراقية، انها تدار من قبل، علي علاوي، وهو شخصية تكنوقراط متمكن، والذي يفضل ضرورة استمرار الدعم الاميركي. على واشنطن ان تعمل على دعمه من خلال المساعدة بتأسيس بنى تحتية مصرفية ومالية حديثة، مع الاستمرار بتمديد الاستثناءات الممنوحة للعراق، والمساعدة في تحقيق زيادة المساعدات المالية من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومساعدة العراق في اعادة هيكلة ديونه . ينبغي على واشنطن ايضا العمل على تعزيز دور الكرد في بغداد وتحقيق الاستقرار في اقليم كردستان حيث هناك تواجد كبير للاميركان هناك. وان تعمل على فرضية احتمالية انسحابها من قواعد في العراق بان تؤمن لها مكانا في الاقليم لاعادة نشر قواتها هناك، او ان تستخدمه كقناة تؤمن من خلالها مصالح الولايات المتحدة الحيوية في مناطق اخرى من العراق .

على الولايات المتحدة ان تهيئ عبر هذا الحوار لعلاقات مع اجيال قادمة من القادة العراقيين. القادة السياسيون الحاليون للعراق يفتقرون، الى حد كبير، الى الشعور بالمسؤولية والتعاون والحاجة الملحة لمعالجة التحديات التي تواجهها البلاد على المدى البعيد. الحكومة الحالية هي حكومة انتقالية جاءت لتحقيق هدفين رئيسيين وهما انقاذ البلاد من السقوط في هاوية والإعداد لانتخابات يمكن ان تسترجع البلاد فيها قوتها .

الحوار الستراتيجي العراقي ــ الاميركي هو جزء من اجراء اوسع يهدف الى حسم سلسلة من قضايا راسخة . الحوار سيفضي الى منافع مشتركة وعلاقة مثمرة بين البلدين تكون في صالح الشعب العراقي .

عن: معهد بروكنغز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here