العُنصريَّة طبيعةٌ بشريَّةٌ، وهذهِ خلفيَّة الأَحداث الحاليَّة

لقنواتِ [RT (في مُشاركتَين)] و [النُّجباء] و [إِكسترا نيُوز] و [صوتُ العرَب] الفَضائيَّة ولراديو [النَّجف الأَشرف]؛

العُنصريَّة طبيعةٌ بشريَّةٌ، وهذهِ خلفيَّة الأَحداث الحاليَّة

*حلالٌ في واشُنطن، حرامٌ في طهران!.

*أَيُّها البُؤَساء؛ وفِّروُا نصائحكُم لأَنفسِكم لتنتزِعُوا حقوقكُم فتحمُوا كرامتكُم المغدُورة بسببِ خنوعِكم!

*لَو علِمَ المُغفَّلون بأَنَّهم لا يتمتَّعُون بنسبةِ [١ بالأَلف] من حقُوق السُّود في الولاياتِ المُتَّحدة لوفَّرُوا دموعهُم!

نــــــــــــزار حيدر

أ/ لأَسبابٍ عدَّة أَهمَّها لحمايةِ مشروع الإِتِّحاد من الإِنهيار وتوفير اليد العامِلة، لم يُلغِ الدُّستور الأَميركي [١٧٨٧] الرِّق في البلادِ، بل على العكس من ذلكَفلقد حماهُ في نصَّينِ، الأَوَّل الذي وردَ في الباب التَّاسع من المادَّة [١] وفي الباب الثَّاني من المادَّة [٤] الذي حظر تقديم المُساعدة للفارِّينَ من الرِّق!.

في عام [١٨٦٢] وقَّع الرَّئيس إِبراهام لِنكولن أَمراً رئاسيّاً يقضي بإِلغاء الرِّق، والذي لم يُشرَّع كتعديلٍ دستوريٍّ حمل الرَّقم [١٣] إِلَّا في عام [١٨٦٤] والذيتمَّ بموجبهِ إِلغاء الرِّق رسميّاً، عندما صادقَ عليهِ مجلَسي الكُونغرس [النوَّاب والشُّيوخ] والذي بدأَ نفاذهُ عام [١٨٦٥] أَي بعدَ الحرب الأَهليَّة [١٨٦١-١٨٦٥] بمُصادقةِ ولاية جورجيا عليهِ لتتحقَّق نسبة الـ [٣/٤] من عددِ الوِلايات المطلوبة لأَيِّ تعديلٍ دستوريٍّ في الإِتِّحاد.

وظلَّ هذا التَّعديلُ الدُّستوري حِبراً على ورقٍ قُرابة قرنٍ من الزَّمن، إِذ ظلَّ الرِّقُّ واقعٌ معمولٌ بهِ في البلاد والذي يستصحب معهُ بطبيعةِ الحال التَّمييز العُنصريبشَكلٍ صارخٍ.

حتَّى إِذا حلَّ العام [١٩٥٥] أَطلق السُّود العنان لإِنتفاضتهِم التي اجتاحت مُختلف الولايات الهدفُ منها إِلغاء الرِّق عمليّاً وبالتَّالي التَّمييز العُنصري وتحقيقالمُساواة، قادَها عددٌ من الزُّعماء وعلى رأسهِم داعية حقوق الإِنسان وحركة الحقوق المدنيَّة القس الأَسود [مارتين لُوثر كِنغ] [١٩٢٩-١٩٦٨] [حصلَ على جائزةنوبل للسَّلام عام ١٩٦٤ فكانَ أَصغر مَن يحوزُ عليها] صاحب مقولة [أَنا عندي حُلُم] والتي أَطلقها في خطابهِ الذي أَلقاهُ في العاصمةِ واشُنطن في نهايةِ مسيرةٍمليونيَّةٍ قادها بنفسهِ، ليدفع بعدها حياتهُ كثمنٍ لتحقيقِ حُلُم المُساواة.

وقد تبنَّى [كنغ] مبدأ اللَّاعُنف والسلميَّة لتحقيقِ الهدفِ المركزي لحركتهِ الحقوقيَّة ولذلكَ تعاطفَ معهُ كلّ الشَّعبِ الأَميركي بمُختلفِ خلفيَّاتهِم، وكذلك نالَ تعاطفالعالَم برُمَّتهِ.

ب/ ومنذُ ذلكَ التَّاريخ لم تعُد العنصريَّةُ منهجاً كما كانت في السَّابق وإِنَّما سلوكٌ يجرِّمهُ الدُّستور والقانون.

وقد انتعشت المُساواة عام [١٩٧٣] عندما صدر تشريعُ ما يُسمى بقانون [المُساعدات الماليَّة] التي تقدِّمها الدَّولة لمحدودي الدَّخل لمُساعدتهِم على إِكمالِدراساتهِم الجامعيَّة وبشتَّى الإِختصاصات وفي مُختلفِ المراحلِ الدِّراسيَّة، وقد استفادَ من القانُون بالدَّرجة الأُولى السُّود بالإِضافةِ إِلى المُهاجرين الجُدُد،ليقتحمَ السُّود المجال العلمي بشَكلٍ واسع، الأَمرُ الذي يُعتبرُ خطوةً مهمَّةً في طريقِ تحقيقِ المُساواةِ في الإِتِّحاد.

وبعدَ قُرابة نصف قرنٍ من تلك الحركة المدنيَّة الحقوقيَّة السلميَّة، دخلَ أَوَّل مواطن [أَسود] البيت الأَبيض، أَلا وهوَ الرَّئيس باراك أُوباما [وهو الرَّئيس [٤٤] للبلادِ(٢٠ كانُون الثَّاني ٢٠٠٩ إِلى ٢٠ كانُون الثَّاني ٢٠١٧].

ولقد إِعتبر العنصريُّون فوزهُ بالمكتب البَيضاوي أَسوء خبرٍ منذُ تبنِّي الشَّعب للدُّستور، ولذلك جيَّشُوا كُلَّ ما يمتلِكون من مالٍ وإِعلامٍ وشارعٍ وشعاراتٍعُنصريَّة، ليفوزَ بالبيت الأَبيض أَشدَّهُم عنصريَّةً وتطرُّفاً في التَّمييز، وأَقصد بهِ الرَّئيس ترامب.

ومنذُ فوزهِ بالمكتبِ البيضاوي قبل [٤] سنوات سعى للإِنتقام من كلِّ مَن ساعد الرَّجل الأَسود بالفَوز بالبيتِ الأَبيض، فيما فعلَ المُستحيل، وما يزال، لمحوِ إِسمالرَّئيس أُوباما من الذَّاكرة.

ج/ وما يحصل هذهِ الأَيَّام يتكرَّر عادةً بالعام مرَّةً أَو مرَّتَين عندما يستخدم شُرطي أَبيض القُوَّة المُفرطة ضدَّ مُشتبه بهِ أَسود فيرتكب جريمةً عُنصريَّة ضدَّهُ،وعادةً ما يعتمد حجم الإِحتجاجات على طبيعةِ الجريمة وحجم العنصريَّة وعلى الظَّرف السِّياسي والحزبي الذي تمرُّ بهِ البِلاد.

فيتساءل كثيرُونَ عن سر إِتِّساع حجم الإِحتجاجات هذهِ المرَّة؟!.

وقبلَ الإِجابةِ وسردِ ثلاثةِ أَسبابٍ، أَودُّ الإِشارة إِلى أَنَّ مدينة [مينيابوليس] [التي ارتُكبت فيها الجريمة العُنصريَّة] في ولاية [منيسوتا] تُعدُّ بُؤرة التَّمييزالعُنصري في البلادِ، والأَرقام والإِحصائيَّات التَّاليةِ توضِّح ذلك كنُموذجٍ فقط؛

*نسبة البطالة من السُّود [١٠٪؜] مُقارنةً بنسبة [٤٪؜] من البيض، وذلك قبل ان تتسبَّب جائحة كورونا في تسريح العُمَّال بشكلٍ كبيرٍ، ويُصنَّف هذا التَّفاوُتالأَسوأ في البلادِ.

*متوسِّط دخل الأُسرة [البيضاء] عام [٢٠١٦] مثلاً كانَ [٧٦] أَلف دولار، بينما كان متوسِّط دخل الأُسرة [السَّوداء] [٣٢] أَلفاً فقط.

*وبينما يقبع [٣٢٪؜] من السكَّان السُّود تحت خط الفقر، يقبع [٦٪؜] فقط من البيض تحتَ خطِّ الفقر.

*وفقاً لدراسةٍ صدرت عام [٢٠١٨] فإِنَّ مُعدَّل ملكيَّة السُّود للمنازلِ هو من بينِ أَدنى المُعدَّلات في البلادِ.

*نسبة السيَّارات التي أَوقفتها الشُّرطة لسائقين [سود] [٤٤٪؜] على الرَّغمِ من أَنَّ [السُّود] يمثِّلون نسبة [٧٪؜] فقط من السُّكَّان.

*وأَنَّ نسبة [٥٥٪؜] من السَّائقين الذين تمَّ إِيقافهُم بسبب مُخالفات تتعلَّق بمُعدَّات السيَّارة من [السُّود].

والإِحصائيَّتان الأَخيرتان توضِّحان حجم الإِحتكاك العُنصري بين الشُّرطة والمواطنين السُّود، وهو السَّبب وراء تكرار الجرائم العُنصريَّة.

نعودُ إِلى الأَسبابِ؛

١/ الصِّراع الحزبي الذي هوَ على أَوجه الآن كون هذا العام هو عامُ الإِنتخابات الرِّئاسيَّة، وتُشير بعضُ التَّقارير الخاصَّة إِلى أَن الديمقراطيِّين حاولُوا توظيفالجريمة لصالحهِم ضدَّ الجُمهوريِّين ولذلكَ سمحُوا ورُبما ساعدُوا على اتِّساعِها من خلالِ غضِّ الطَّرف عن الفوضى التي حصلت في مدينةِ الجريمة علماً بأَنَّحاكم ولاية [منيسوتا] إِمراة من الحزب الديمقراطي!.

٢/ كَون البلاد في حالةِ إِغلاق شبه تام وأَنَّ أَغلبيَّة النَّاس في بيُوتهِم بِلا عملٍ وبِلا أَيِّ إِلتزاماتٍ زمنيَّةٍ، ما ساعدهم على المُشاركة في الإِحتجاجات بسُرعةالبرق.

٣/ بسبب تغريدات الرَّئيس ترامب التي حرَّضت في البِداية على الكراهية وبالتَّالي ساهمت في إِتِّساع رُقعة الإِحتجاجات.

إِنَّ منهجيَّتهُ العُنصريَّة التي تُحرِّض على الكراهيَّة والتَّمييز، تارةً ضدَّ العرب والمُسلمين وتارةً ضدَّ النِّساء وثالثةً ضدَّ المُهاجرين وفي كُلِّ وقتٍ ضدَّ السُّود، هيالتي راكمت الغضب الذي ظلَّ كالمِرجل يغلي في النُّفوس حتَّى إِذا قُتِل المُواطن الأَسود [فلويد] بالطَّريقة البشعة التي شاهدها كلَّ العالم، إِنفجر المِرجل وتفجَّرالبُركان.

د/ العُنصريَّةُ جزءٌ لا يتجزَّأ من الطَّبيعةِ البشريَّة، فمثلاً؛ على الرَّغمِ مِن كُلِّ الجهودِ الجبَّارة التي بذلها رسولُ الله (ص) على مدى [٢٣] عاماً لإِذابة الفوارقالعُنصريَّة بكُلِّ أَشكالها في المُجتمع الإِسلامي الجديد، إِلَّا أَنَّ [الصَّحابة] أَيقظوها من جديدٍ ما إِن رحلَ الرَّسول الكريم (ص) إِلى بارئهِ.

واليَوم فإِنَّ العُنصريَّة موجودةٌ في كُلِّ بلادِ العالَم بأَشكالٍ متعدِّدة، فإِذا كانت في العراق مثلاً على أَساسٍ مذهبي مثلاً وكذلك في الجزيرةِ العربيَّة فإِنَّها علىأَساسٍ إِثنيٍّ في إِيران، أَمَّا في بلادِ الغربِ فعلى أَساس العِرق بالدَّرجة الأُولى.

فارقٌ واحدٌ هو الذي يُميِّز دُول العالم بهذا الصَّدد، فبينما العُنصريَّةُ في بعضِها [منهجُ دَولةٍ] يُشرعنها الدُّستور وينظِّمها القانون، فإِنَّها [سلوكيَّات أَفراد] يُجرِّمها القانُون في بعضها الآخر.

هـ/ على الرَّغم من إِستخدام الإِحتجاجات للعُنف الذي ساقها إِلى عمليَّات الحرق والإِغارة وتدمير المُمتلكات الخاصَّة، إِلَّا أَنَّي على يقينٍ مِن أَنَّها ستدخلتاريخ البلادِ كعلامةٍ فارقةٍ ستقودُ إِلى تقليص العُنصريَّة والتَّمييز، وأَنَّ المُشرِّعون سيُعيدون النَّظر في الكثيرِ من القوانين، كما سيُبادرون إِلى تشريع القوانيناللَّازمة التي تُساعد في تقليل أَثر العُنصريَّة والتي ظلَّت مُؤَجَّلة كلَّ هذا الوقت.

الإِحتجاجاتُ جرسُ إِنذارٍ وتنبيهٍ في الدُّول الديمقراطيَّة، لإِعادة النَّظر بمُجمل السِّياسات في البلادِ، على العكسِ ممَّا هو عليهِ في الدُّول الشُّموليَّةوالإِستبداديَّة التي تعتبر الإِحتجاجات فُرصة للكشفِ عن الثَّغرات في النِّظام الأَمني البوليسي القائم في البلادِ لتحديثِهِ من أَجلِ المزيدِ من الفاعليَّة لحمايةِ[الزَّعيم]!.

و/ وإِذا أَردنا أَن نُفكِّر بشكلٍ صحيحٍ وسليمٍ لنستوعِبَ مثل هذهِ الحوادث والمُنعطفاتِ التي تشهدها دُول العالَم المُختلفةِ بين الفَينةِ والأُخرى، ينبغي أَوَّلاً أَن لانتأَثَّر بالإِعلام الذي يُحاول توظيفَ كلَّ شيءٍ وتسييسهُ وصبَّهُ في قوالبِ صراعِ الإِراداتِ والحربِ النفسيَّة بين الدُّول والجماعاتِ، لحاجةٍ في نفسِ يعقوب يُريدُقضاها، فلكُلِّ حالةٍ ظروفها ودوافعها وأَدواتها وتأَثيراتها.

فلو تساءلنا مثلاً عن سرِّ إِهتمام العالَم بمقتلِ [مواطنٍ أَميركيٍّ واحدٍ] فقط فيما يلتزم الصَّمت إِزاء مقتل العشرات وأَحياناً المِئات في أَحداثٍ مُشابهة؟!.

إِنَّهُ دليلُ أَهميَّة الولايات المتَّحدة بالنِّسبةِ للعالَم، فبينما اهتمَّت دُولاً تشفِّياً منها اهتمَّت أُخرى خوفاً منها أَو عليها.

فمثلاً؛ إِهتمَّت طهران كثيراً وذرفت دموعاً لمقتلِ الرَّجُلِ الأَسود إِلَّا أَنَّها لم تذرف دمعةً واحدةً من دموعِ التَّماسيحِ [حتَّى] لـ [مقتلِ] [٧٠٠] مواطن [شيعي] عراقي في الإِحتجاجات الأَخيرة!.

وبينما وصفت، ووُكلاءها، الفوضى وعمليَّات الحرق والتَّدمير والتَّجاوز على المُمتلكات العامَّة والخاصَّة التي صاحبت الإِحتجاجات التشرينيَّة وكذلك ما صاحبَالإِحتجاجات التي شهِدتها عدَّة مُدُن إِيرانيَّة خلال العقد الأَخير، بأَعمال الشَّغب المُنافية للقانون، وصفت ما تشهدهُ الولايات المتحدة الآن بأَنَّها ردُود فعلٍ طبيعيَّةٍ!.

والعكس، بالتَّأكيد، هو الصَّحيح، فبينما وصفَ الرَّئيس ترامب ما جرى في إِيران من حوادث شغبٍ بالبطولةِ، وصفَ ما يجرى في بلادهِ بالأَعمالِ المُنافيةِللقانون.

وبينما تجاوزَ الرَّئيسُ ترامب جريمة [محمَّد مِنشار] المُروِّعة بحقِّ [خاشوقجي] فلم يتوقَّف عندها ولم يعتبرها تتعارض مع قِيم حقوق الإِنسان والحريَّةوالديمقراطيَّة، يُصدِّعُ رُؤُوسنا عن حقوقِ الإِنسانِ في هونگ كونگ!.

إِنَّ كلَّ ذلكَ أُمورٌ طبيعيَّةٌ وهي من طبيعةِ الأَشياء في العلاقاتِ الدَّوليَّة، إِذ كلَّ دولةٍ تغنِّي على ليلاها، كما يقولُ المَثل.

المهِمُّ في الأَمرِ هو أَنَّنا يلزم أَن نضبط عواطفَنا لنحمي عقولَنا من مثلِ هذا الإِعلام المُنحاز أَو المُتطِّرف لنفهمَ الأُمور بشكلٍ صحيحٍ، وإِلَّا فسنكونُ ضحاياالتَّضليل.

ز/ أَمَّا الفرقُ بين ما يجري في بلدانِنا من مثلِ هذهِ الحوادث وما يجري في البُلدان الديمقراطيَّة، فيمكنُ تلخيصهُ على ثلاثةِ مُستويات؛

١/ نادراً ما يسقطُ بمثلِ هذهِ الإِحتجاجات عندهم ضحايا برصاصِ القوَّات الأَمنيَّة حتَّى إِذا انتهجت العُنف أَو الفَوضى، أَمَّا عندنا فيتساقطُ الضَّحايابرصاصِ السُّلطة بالعشرات ورُبما بالمئاتِ في السَّاعاتِ الأُولى فقط، كما حصلَ ذلكَ أَكثر من مرَّة في إِيران ومِصر والجزيرة العربيَّة وأَخيراً في العراق إِبَّانالإِنتفاضة التشرينيَّة الباسِلة.

٢/ عندهُم يبقى القانون حاكماً، أَمَّا عندنا فالطَّرفُ الثَّالث هو الحاكِم، وإِذا كانَ الشُّرطي المُجرم قد تمَّت تسميتهُ فوراً وطردهُ من وظيفتهِ مع بقيَّة زملاءهُالأَربعة الشُّركاء في الجريمةِ، ثم اعتقالهِ وتوجيهِ تُهمة القتل ضدَّهُ، فإِنَّهُ في بلادِنا لم يتحمَّل أَحدٌ مسؤُوليَّة قتل المُحتجِّين لا في إِيران ولا في العراق ولا في أَيِّ بلدٍعربيٍّ أَو مسلمٍ آخر، وإِذا صادفَ أَن اضطرَّ الزَّعيم أَن يتحمَّل المسؤُوليَّة لذرِّ الرَّمادِ في العُيونِ فيُحمِّلها لكبشِ فداءٍ كما فعلَ [محمَّد مِنشار] مع جريمتهِ ضدَّ[خاشوقجي]..

٣/ وعندهُم لا يخفى شيءٌ فالحقيقةُ يجري عرضها على الهواءِ مُباشرةً وبكلِّ الوسائل الإِعلاميَّة، أَمَّا عندنا فإِنَّ أَوَّل شيءٍ تفعلهُ السُّلطات هو قطع الإِنترنيتللسَّيطرة على النَّشر.

حصلَ هذا في العراق وفي إِيران وفي الكثيرِ من بلادِنا [النَّامية].

٤/ عندهُم لا أَحد يُفسِّر مثل هذه الإِحتجاجات بالمُؤَامرة، ولا أَحد يلجأ إِلى لُغة التَّخوين والتَّشكيك بانتماءات وولاءات المُحتجِّين، فكلُّ شيءٍ وطنيٌّ بامتياز،الأَسباب والمُنطلقات والبِدايات والنِّهايات والأَدوات والشِّعارات والمطالب كلُّها وطنيَّة وداخليَّة، أَمَّا عندنا فكلُّ شيءٍ مُتَّهم، وكلُّ شيءٍ مُؤامرة! إِذ تلجأ السُّلطةوإِعلامها و [العِصابة الحاكِمة] وذيولها وأَبواقها وميليشياتها فوراً إِلى تخوينِ المُحتجِّين والطَّعن بعِرض وشرف المُحتجَّات، كما أَنَّها تُفسِّر الإِحتجاجات بالمُؤَامرةالتي تُحاك خارج الحُدود ويشترك فيها كلَّ العالَم إِلَّا المُواطنين، فليس هناك ما يستدعي للإِحتجاج مثلاً أَو التَّظاهُر!.

حدثَ هذا في إِيران والعراق وفي مُختلف دولِنا!.

ح/ كدتُ أَن أَموت من الضِّحك وأَنا أَقرأ [النَّصائح] الذَّهبيَّة التي تقدَّم بها [البُؤَساء] في مجتمعاتِنا المُتخلِّفة والذَّليلة للرَّئيس ترامب والمُحتجِّين في الولاياتِالمُتَّحدة.

لو يعرف هؤُلاء [البُؤَساء] بأَنَّهم لا يتمتَّعون في بلدانهِم بنسبة [١ من ١٠٠٠] وأَكثر من الحقُوق التي يتمتَّع بها السُّود في الولاياتِ المُتَّحدة لطمرُوا أَنفسهُمبحُفَرٍ من نارٍ ولاختفَوا من الأَرض.

ولو عرِفَ هؤُلاء بأَنَّ أَكثر المُتضرِّرين من أَعمال الشَّغب التي مارسها المُحتجُّون السُّود ضدَّ الأَملاك الخاصَّة تعودُ إِلى السُّود أَنفسهُم وإِلى الأَقليَّات!.

بدلاً من أَن تستغرقُوا بالحديث عن [مأساة] السُّود في الولاياتِ المُتَّحدة، تعلَّمُوا منهُم كيف تنتزِعُوا حقوقكُم من الذي سلبها! فالتَّعاطُف وحدهُ لا يكفي.

[أَسودٌ] واحدٌ أَشعلَ البلادَ، و [٧٠٠] شهيد وقفت الأَغلبيَّة على التَّل تتفرَّج!.

وبدلاً من أَن تُعيِّنُوا أَنفسكُم مُحامين عنهُم، حامُوا عن حقوقِكم وشرفِكم وأَعراضِكم وكرامتِكم التي تنتهكها السُّلطات في بُلدانِكم [الإِسلاميَّة] جدّاً!.

وفِّرُوا نصائحكُم لأَنُفسِكُم، فأَنتم أَحوج ما تكونُوا لها، في زمنِ البُؤس والذِّل الذي تعيشونهُ تحت سُلطة أَنظمة شموليَّة وإِستبداديَّة قاتِلة يُتاجر بعضها بالدِّينأَو المذهب لشرعنةِ جرائمهِ ضدَّ شعبهِ!.

حرِّروا أَنفُسكم من عبوديَّة النُّظُم الشُّموليَّة لتُقدِّموا بديلاً حقيقيّاً وواقعيّاً يُحتذى، للسُّود ولغَيرِ السُّود!.

ط/ وأَخيراً؛ فلقد أَثبتت أَعمال الشَّغب التي صاحبت إِحتجاجات السُّود بأَنَّها من طبيعة البشر، فما شهدتهُ إِحتجاجات العراق وإِيران وغيرها من بلدانِنا ليستبِدعاً، فلقد شهدتها فرنسا كذلك قبلَ ذلك، إِلَّا أَنَّ الفارِق بينَ الحالتَين، هو أَنَّ [شغب] شعوبِنا تقف وراءهُ السُّلطة لتشويه سُمعةِ الإِحتجاجات لتبريرِ قمعها! أَمَّا[شغبهُم] فمِن فعلِ المُحتجِّين أَنفُسهم!.

وفي كُلِّ الأَحوال فالنَّجاحُ بالسلميَّة و اللَّاعُنف والإِحتجاجات المليونيَّة.

١ حُزيران ٢٠٢٠

لِلتَّواصُل؛

E_mail: [email protected]

‏Face Book: Nazar Haidar

Twitter: @NazarHaidar2

Skype: nazarhaidar1

‏WhatsApp, Telegram & Viber : + 1(804) 837-3920

*التلِغرام؛

https://t.me/NHIRAQ

*الواتس آب

https://chat.whatsapp.com/KtL7ZL3dfh

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here