“اليمن .. بين مطرقة العدوان وسندان الكوليرا وكورونا !؟”

بقلم :هشام الهبيشان .

تزامناً مع الوقت الذي حذّرت به الأمم المتحدة،أن مستشفيات اليمن المخصصة لمواجهة كورونا وعددها 38 “امتلأت أسرتها تماماً بمصابي الفيروس”، محذرة من أن الجائحة قد تجعل اليمن على “حافة الانهيار”،ومحذرة أيضاً من ارتفاع سريع في عدد حالات الإصابة بكورونا في اليمن، وفي ذات الوقت حذرت هيئات دولية مختصة من انتشار سريع لوباء الكوليرا في اليمن ، والحالات المسجلة منذ مطلع العام 2020 قد تجاوزت 120 الف حالة وأقرّت بأنّ الوباء امتدّ إلى جميع المحافظات في البلاد البالغ عددها 22 محافظة ،والكوليرا هو ” مرض يسبّب إسهالاً حاداً يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات، إذا لم يخضع للعلاج، ويتعرّض الأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وتقلّ أعمارهم عن 5 سنوات بشكل خاص لخطر الإصابة بالمرض” .

وتزامناً مع هذا التحذير الأممي، حذرت منظمات دولية عدة من استمرار أنتشار الكوليرا والتيفوئيد وحمى الضنك و كورونا في اليمن،مشيرة أن الأمور في طريقها للخروج عن السيطرة، وأشارت احدث التقارير لمنظمة الصحة العالمية إلى أنّ عشرات آلاف اليمنيّين مهدّدون بالموت خلال الأشهر القادمة، مع توقعات بارتفاع عدد حالات الإصابة بالكوليرا والتيفوئيد وحمى الضنك و كورونا في اليمن ،بعد أن تضاعفت معدلات انتشار المرض إلى أكثر من 3 أضعاف خلال أسبوعين فقط.

في المحصلة، قد تعطي هذه التقارير صورة واضحة لحجم المأساة التي يعيشها الشعب اليمني نتيجة العدوان السعودي – الأميركي على اليمن كلّ اليمن بمن فيه، وبهذه المرحلة يبدو واضحاً، أنّ تداعيات العدوان السعودي – الأميركي على اليمن بدأت تلقي بظلالها على الوضع المأساوي والمعيشي بالداخل اليمني، فاليوم جاء المشهد اليمني ليلقي بكلّ ظلاله وتجلياته المأساوية واقعاً جديداً على الواقع العربي المضطرب، فيظهر إلى جانب هذا المشهد العربي المضطرب واقع المشهد اليمني بكلّ تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية -الأميركية على الشعب اليمني قبل ما يزيد على خمسة أعوام ، وفي آخر تطورات هذا المشهد استمرار فصول هذا العدوان العسكري على الأرض، تاركاً خلفه عشرات الآف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ودماراً واضحاً وبطريقة ممنهجة لكلّ البنى التحتية في الدولة اليمنية.

وفي الوقت الذي ما زالت فيه أصداء العدوان السعودي الأميركي على اليمن تأخذ أبعادها المحلية والإقليمية والدولية، عادت من جديد قوى العدوان لتكثف من عملياتها بالشمال اليمني رغم فشل جميع هذه العمليات، هذا الفشل ومحاولات التعويض بالميدان من قبل أطراف العدوان بدأت تأخذ بمجموعها عدة مسارات خطيرة في الداخل اليمني، وهنا يلاحظ كلّ متابع لما يجري باليمن كيف اتضح بشكل واضح أنّ تداعيات الحرب العدوانية على اليمن بدأت تأخذ مسارات خطيرة جداً، وبهذه المرحلة لا يمكن لأيّ متابع لمسار تحركات الحرب العدوانية السعودية – الأميركية على اليمن أن ينكر حقيقة أنّ هذه الحرب بطريقة عملها ومخطط سيرها ستجرّ المنطقة بكاملها إلى مستنقع الفوضى والاحتراب، والكلّ يعلم أنّ المستفيد الوحيد من التداعيات المستقبلية لهذه الحرب هو الكيان الصهيوني، ومع كلّ هذا وذاك ما زالت طبول حرب قوى العدوان تقرع داخل حدود اليمن براً وبحراً، وطائرات «الناتو الخليجي» تغطي سماء اليمن، والقصف يستمرّ والجوع يستمرّ ويموت أطفال اليمن ونساؤه ورجاله، ونستعدّ بـ»فضل وبركة ناتو الخليج» لحرب مذهبية تقسيمية جديدة مسرحها الجديد هو اليمن.

ختاماً ،وبالتزامن مع مشروع تفتيت وتدمير وتقسيم اليمن الذي يتمّ اليوم من خلال هذه الحرب الشعواء على اليمن الذي «يعاني أكثر من 90 في المئة من أهله من فقر وضنك الحياة، ومع كلّ هذا وذاك ما زالت كرامة وعزة الشعب اليمني مضرب مثل لكلّ من عرف هذا الشعب»، فقد لاحظ جميع المتابعين كيف أطلّ علينا في الفترة الأخيرة بعض المحسوبين على محور العدوان على اليمن ليروّجوا لاستمرار حرب «الإبادة « في اليمن، فهؤلاء عندما يروّجون لاستمرار الحرب على اليمن ألا يعلمون أنّ نتائج ومكاسب هذه الحرب ستكون على حساب دماء الأبرياء وجثث الأطفال ودموع الثكالى، وهذا إنْ دلّ على شيء فهو لا يدلّ إلا على غباء وحمق يعيشه بعض هؤلاء، فما هكذا تورد الإبل يا حمقى…!.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن.

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here