جريمة مينيابولس

المقدمة :

منذ حادثة القتل التي ارتكبتها الشرطة الأمريكية في مينيابولس حتى هذه الساعة أبحث في كتابات المحللين الإستراتيجين وكبار الإعلاميين في عالمنا العربي والعراقيين على الخصوص ممن تناولوا بالتفصيل والتحليل حادثة قتل الرجل الأسود من أصول أفريقية. في كل ما اطلعت عليه لم أجد واحدا منهم قد وضع النقاط على الحروف سوى أنه يردد كلمات العنصرية الأمريكية، وضياع حقوق الإنسان فيها، والسخط على ترامب وأدارته وغيرها.

تعالوا معي سادتي الكرام الى وضع النقاطع على الحروف في طرح (بعضا من التحليل) لهذه الحادثة بعيدا عن تناول شخصية المجنى عليه سوى أنني أوضح بعضا من الحقائق الفنية التي تعرفت عليها بناء على خبرتي بسلوك أجهزة الشرطة والمخابرات في أمريكا وحتى كندا فكلاهما لن يختلفا أبدا في سلوكهما الظاهر والخفي. علما بأني مُنعت في عام 1997 من الدخول للأراضي الأمريكية من جهة Sarnia الواقعة على الحدود الكندية الأمريكية. وفي عام 2018 تم التحقيق معي لأكثر من ستة ساعات على الحدود الأمريكية الكندية من جهة مدينة وندزور – ديترويت ما قبل السماح لي بالدخول.

ليس من عادتي أبدا أن أبين مثل هذا التحليل على النت فهو أمر يخصني، أنتظر تبديل الظرف المناسب الذي سانفتح فيه على مائدة المصلحة العليا. إنتهت .

جورج فلويد الرجل الأسود كان ضحية هذا الحادث الذي جرى قبل أيام في مدينة مينيابولس ( زرتُ هذه المدينة ) في ولاية مينيسوتا الأمريكية إذ ليس مهما أن نبحث عن السبب لأنه مهما عظم الجرم أو خف وزنه فليس أمام الشرطة الأمريكية سوى إعتقاله لاتخاذ القضاء الإجرءات القانونية بحقه. فلو كان سبب قتله كما يشاع هو ( تزوير عمله أو مخدرات ) يبقى الشرطي هو الخاسر بالقضية ويبقى الضحية بريئا مهما طالته من تهم تسندها اليه الدوائر الأمريكية، الأمنية أو القضائية. أما الشائعات التي قامت بنشرها وسائل إعلام المؤسسات الأمنية وعملائها في كل البلاد من أن الضحية وقاتله عملا معا في ملهى ليلي وهو صديقه…أعرف كيف الرد على هذه الشائعة سوى أني اقول، هذه شائعة غرضها توهيم البعض أو التخفيف من عظم الجريمة وقد يشيعون بأنهما الأصدقاء الأعداء. فليس للذي يُشاع قيمة أبدا .

الأهم الذي نسرده أن نكشف حقيقة السلوك والعمل السري الذي تمارسه أجهزة الشرطة والمخابرات في أمريكا. إذن مَن هو المسبب الحقيقي في قتل الضحية الأسود الأمريكي جورج فلويد، هل هو ضابط الشرطة ديريك شوفين، أم النظام الداخلي السري لعمل المنظومة الأمنية الذي تعتمده الدوائر المعنية الأمريكية ؟

إبتداءا عزيزي القارىء عليك أن تتجرد من الكم المعرفي الذي تختزنه في ذاكرتك عن الإجراءات الأمنية التي تتبعها منظومة الشرطة في بلادك في الشرق الأوسط، وحتى المغترِب العربي في

أمريكا عليه أن يجتاز حاجز الغفلة التي تمتع بها دون أن يعرف حقيقة هذه الإجراءات اللآنفة الذكر حتى نستطيع أن نستوعب معا صحة هذا الطرح.

عنصر الشرطة في أمريكا هو تنفيذي أو إجرائي ينتظر من آمره ( السوبر وايزر ) الأوامر التي يحددها له بكامل السرية عبر الدائرة المغلقة التي تزودت بها سيارته للعمل بها، فليس بمقدور هذا الضابط العمل خارج حدود تلك الأوامر، على سبيل المثال:

سائق سيارة يخالف على الطريق العام أو في منطقة مزدحمة عندما يرصده ضابط الشرطة يتبعه ليبقى خلفه يسيرثوان أو دقائق. بهذه الفترة البسيطة يخبر الضابط دائرته ( هيكل أمني متكامل لهذا الغرض ) برقم السيارة ونوعها وبحجم المخالفة. بعدها يطلق الضوء الملون من فوق سيارته وهو علامة طلب التوقف من سائق السيارة التي تسير أمام سيارة الشرطة. فعلا يتوقف السائق فينزل الضابط وعلى منكبه مايكروفون يسجل المكالمة التي ستحصل ما بين الطرفين ( الضابط والسائق)، يطلب إجازة السوق وملكية السيارة ويعود بهما الى سيارته ليدقق بالمعلومات عن السائق وسيارته ويبحث عن أي مخالفة قانونية أخرى قد ارتكبها السائق فيما لو سيارته غير مؤمنة في شركة التأمين.

الى هنا فإن الضابط سوف يتلقى رسالة عبر جهازه المثبت في سيارته بتحديد درجة العقوبة وما عليه سوى أن يكتب هذا الأمر على

ورقة خاصة بالغرامات لينتظر موعد حضوره الذي سيأتيه لاحقا في المحكمة المختصة ( التفاصيل لا تنتهي بكتابة مئة صفحة ).

إذن الضابط في أمريكا محكوم عليه بالإنضباط والإلتزام والمتابعة للأوامر دون تسيّب ولا ملل، فهذه مهنته وما تدرب عليه.

ضابط الشرطة الأمريكي الجاني ديريك شوفين هو واحد من الذين تربوا وتدربوا على هذا (السيستم) وهو يتلقى أمرا عبر جهازه بإيقاف المتهم جورج فلويد وتكبيل يديه فلما قاومه محاولا التخلص منه إجتمع عليه ثلاثة آخرون من الشرطة فكبلوه الى الخلف وطرحوه أرضا بينما ضابط الشرطة ضغط بركبته بقوة على عنق الضحية.

أرجو تفضل أصدقائي القراء بمراجعة الفديو كي نتعرف جميعا على أن ضابط الشرطة تصرف بدافع ( سبق الإصرار) لهذا العمل. جثم – ديريك – بركبته وقتا طويلا على عنق الضحية – جورج – وهو يتأمل أن يلفظ أنفاسه بشيء من التروي والثبات والمتابعة في تنفيذ أمر ما بلا خشية من النتائج. حتى أنه تعب وهوغير مرتبك بينما إثنان منهم يمسكون برجليه والثالث يراقب الوضع من أجل سلامة زملائه الضباط. قبل أن يلفظ جورج أنفاسه الأخيرة بال على عقبيه حتى سالت بولته من تحت سيارة الشرطة. فلو لم يكن الأمر بقتله صدر من – السوبروايزر- يستحيل على أربعة ضباط أن يفعلوها دون أن يعترض أحدهم على ( ديريك ) كإجراء فردي لا يتحمل مسؤوليته غيره فيتم الإعتراض عليه وتوبيخه كعمل يخشاه الآخرون

من زملائه حتى لا يكونوا ضحايا هذا التصرف الجنوني. لكنهم يدركون تصرف ديريك هو إمتثال لأوامر عليا ( لا نريد الحديث عنها أعمق، لكننا نشير الى أن الضباط الثلاثة صدرت لهم الأوامر بالمساعدة ).

قد يقول قائل، ماذا تعني العقوبات التي سيتلقاها هؤلاء الشرطة الأربعة… بكل اختصار هم يعرفون وسيتلقون هذه النصيحة… مهما يترتب عليكم فهو من أجل صون مؤسستكم الأمنية وواجباتكم المقدسة.

إن ديريك بما قام به من إنجاز خطير أستطيع أن أفرزه بأنه العنصر الذي إسمه في قائمة الضباط الذين تعتمدهم إدارته في تنفيذ كل أشكال القتل أو ارتكاب الجرائم الأخرى، ظاهرها وباطنها وأنا أؤكد أنه قاك بعدت جرائم سرية قبل هذه الجريمة. ( يصعب علينا التفاصيل الآن ).

كذلك أود الإشارة السريعة الى شيء من التحليل وليس التأكيد المطلق ، أتمنى على ( المعنيين ) أن يحتفظوا بها ولا يغفلوا عنها:

مقتل جورج يحتمل أنه جاء بترتيب وتوريط الحزب الديمقراطي للمؤسسة الأمنية ضد دونالد ترامب لإسقاطه سياسيا ومجتمعيا وانتخابيا…فلو كان كذلك فقد نجحوا بامتياز.

قاسم محمد الكفائي / كندا

للتواصل/ Twitter…….……..Qasim4canada

Email…[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here