تل ابيب تدخل على خط الحوار المرتقب بين بغداد وواشنطن وتحذر من الانسحاب الامريكي

حذر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي من خطورة انسحاب الولايات المتحدة من العراق، مبينا ان ذلك سيترك المجال مفتوحا أمام النفوذ الإيراني.

وذكر المركز في تقرير أعده الباحث إلداد شفيط، أنه “في حال أسفر الحوار الإستراتيجي الذي سيشرع قريبا بين واشنطن وبغداد عن انسحاب أميركي من العراق، فإن هذا يعني إفساح المجال أمام إيران وتوفير بيئة تسمح لها بتعزيز نفوذها هناك بشكل كبير”.

وعلى الرغم من أن شفيط، الذي سبق أن تولى مواقع متقدمة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، أوضح أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب رأت في تولي مصطفى الكاظمي، رئاسة الحكومة العراقية الجديدة فرصة قد تسمح للولايات المتحدة بتعميق حضورها وتعزيز تأثيرها في العراق، إلا أن مصير هذا الوجود يتوقف على نتائج الحوار الإستراتيجي بين بغداد وواشنطن.

وشدد شفيط على أن ل‍”إسرائيل مصلحة في أن ينتهي الحوار الإستراتيجي إلى توافق إدارة ترامب وحكومة الكاظمي الجديدة على السماح للقوات الأميركية بمواصلة التمركز بالأراضي العراقية”، حاثا “صناع القرار في تل أبيب على إجراء حوار مكثف مع الإدارة الأميركية عشية بدء الحوار الإستراتيجي مع العراق بهدف محاولة أن يسفر هذا الحوار عن نتائج تخدم مصالح تل أبيب”.

ودعا إسرائيل إلى “إعادة النظر في أي قرار بشأن تنفيذ عمليات عسكرية في عمق العراق قبل انتهاء الحوار خشية أن تؤثر هذه العمليات على نتائجه”، محذرا من أن “الجهد العسكري الإسرائيلي هناك قد يؤثر سلبا على المصالح الأميركية”.

واستدرك شفيط بأنه “في حال انتهى الحوار إلى التوافق على الانسحاب الأميركي من العراق، فإنه يتوجب توظيف الدول الخليجية وتحديدا السعودية في مواجهة الحضور الإيراني هناك”، داعيا إلى “ضرورة إقناع السعودية بالاستثمار في تدشين مشاريع اقتصادية داخل العراق بهدف إيجاد توازن محدد للوجود الإيراني”.

ولم يستبعد شفيط أن تقدم الولايات المتحدة على سحب قواتها من العراق بعد استكمال انسحابها من أفغانستان؛ منوها إلى أن “السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، أبلغ في شباط الماضي أحد المرشحين لتولي منصب رئاسة الحكومة العراقية بأن الولايات المتحدة تخطط لسحب قواتها من هناك في غضون عامين”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here