صراع لايحتمله النظام

صراع لايحتمله النظام
منى سالم الجبوري
في ظل الازمة الخانقة والمستعصية التي يواجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على مختلف الاصعدة وتزايد عزلته الدولية بصورة ملفتة للنظر، ومع تزايد النشاطات الاحتجاجية الشعبية ونشاطات الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق والتصريحات المتتالية من جانب القادة والمسٶولين التي تحذر من إندلاع إنتفاضة شعبية عارمة، فإن أول خطاب ألقاه محمد باقر قاليباف، الرئيس الجديد للبرلمان الايراني، ومع إعترافه بالوضع الحرج والخطير الذي يعيشه النظام لکنه لم يتحدث عن عن العمل من أجل إيجاد حلول للوضع الخطير وإنما شدد على ضرورة نشر الإرهاب وإثارة الحروب الإقليمية في ظل قيادة خامنئي کما وشن هجوما شديدا على حكومة روحاني، وهو الامر الذي کما يبدو أکد ماقد توقعته العديد من أوساط المراقبين والمحللين السياسيين بشأن قاليباف ومن إنه يمثل الجناح المتطرف للنظام والمتمثل أساسا بالقادة والضباط السابقين في الحرس الثوري والذين يعتبرون بمثابة خط تابع لخامنئي.
قاليباف الذي أکد بصريح العبارة على أهمية استمرار هيمنة ونفوذ النظام على المنطقة وإبقائها تحت مظلته عندما قال في خطابه:” إن أهم فرصة للنظام هي قيادة خامنئي. أدت القوة الإقليمية للنظام إلى توسيع العمق الاستراتيجي والتأثير الجيوسياسي للجمهورية الإسلامية.”، وهو مايعني إستمرار النظام في تهديده للأمن والاستقرار في المنطقة وصرفه وتبديده لأموال الشعب الايراني الذي هو بأمس الحاجة إليها في ذلك، لکن الذي لفت النظر کثيرا هو إن قاليباف وعندما تحدث عن الاخطار التي تهدد النظام والأزمة الاقتصادية، فإنه لم يعترف بفشل النظام وإخفاق نهجه بل إنه رأى بأن الفشل يعود للإبتعاد عن هذا النهج، حينما قال:” التهديدات تتربص في النظام. التهديد الأول هو تقليص رأس المال الاجتماعي للنظام، الذي جاء نتيجة لعدم الكفاءة الإدارية المشبعة في البلاد وابتعاد المسؤولين عن مبادئ الثورة. ومع الأسف، خلقت الأزمة الاقتصادية بطالة وأضرارا اجتماعية على نطاق واسع للنظام. الفساد هو تهديد مقلق تغلغل في نسيج الهياكل المختلفة للنظام”، وهذا الکلام يبدو کمنطق النظام الذي طالما تعامل به مع مشاکله وأزماته على طول فترة حکمه وذلك بالمغالطة والتمويه وخلط الاوراق والهروب للأمام.
قاليباف الذي هاجم روحاني وجناحه وقال:”إن توسيع نفوذ التيار الغربي هو تهديد مهم آخر يجب أخذه بنظر الاعتبار بجدية. ما يجعل الموقف أكثر خطورة هو النموذج الإداري للسلطة التنفيذية في البلاد، والذي لا يؤمن بالعديد من مبادئ النموذج الإداري الجهادي ومكوناته. في مثل هذه الظروف، يمكن للمجلس الحادي عشر، توجيه الحكومة في الاتجاه المطلوب، من خلال تعامل منطقي وثوري مع الحكومة، وباستخدام قدراته التشريعية والإشرافية بشكل خاص، في سياق تحقيق رسالة قائد الثورة”، وهذا الکلام يعني إشهار الحرب ضد روحاني وجناحه وهو يعني أيضا بأن الايام القادمة ستشهد المزيد من التصعيد ولکن الذي يجب أن نأخذه بعين الاعتبار هو إن النظام لم يعد کسابق عهده وليس بإمکانه أن يتحمل هذا الصراع خصوصا وإن تفاقم أکثر خصوصا وإن الشعب يغلي کالبرکان غضبا ضد النظام وقد ينفجر في لحظة من لحظات هذا الصراع لو أخذ بعدا جديا!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here