” المظلومية التاريخية للسود الأمريكيين كعبيد الأزمنة الغابرة و نزعة الانتقام المتنجذرة

” المظلومية التاريخية للسود الأمريكيين كعبيد الأزمنة الغابرة و نزعة الانتقام المتنجذرة

بقلم مهدي قاسم

،تمكن العنصر الأمريكي الأبيض من إبادة الهنود الحمر و جعلهم قوما منقرضين إلى حد كبير ، طبعا من أجل الاستلاء على أراضيهم الشاسعة ، فقتلوا و أبادوا عدة ملايين منهم حتى أصبحوا شبه قومية منقرضة في نهاية المطاف !..

و نفس المحاولة قاموا بها مع ” السود ” ولكن على الخفيف وبوسائل غير مباشرة بعدما اكتشفوا انهم لم يعودوا بحاجة إليهم في الزراعة والصناعة بعد تتطور المكننة و الأجهزة التقنية المتقدمة، حيث باتوا عالة بعدما كانوا قوة عمل نافعة ومفيدة جدا في الأزمان السحيقة ، و إذا كانت القلة من السود قد تمكنوا من الاندماج بالمجتمع عبر ممارسة أعمال وظيفية ” عادية ” وفي قطاع الخدمات ، و حتى الوصول إلى مناصب قيادية سياسية و عسكرية و أمنية وقيادية مرموقة بل و حتى رئاسية أيضا ــ كالرئيس أوباما ــ فأن أعدادا كبيرة من شبابهم قد فشل في إمكانية الاندماج ، ليجد نفسه بالتالي مندفعا نحو تشكيل و تنظيم عصابات الجريمة المنظمة تختص بتهريب و بيع المخدرات و تجارة الجنس ونشاطات إجرامية أخرى و أحيانا باشتراك عناصر من البيض أيضا ، ولكن مع شعور مرير و عميق ب” المظلومية ” الذي قد يفوق أحيانا حتى شعور بعض الشيعة العراقيين ب” مظلوميتهم التاريخية ” و الذين لا زالوا يعيشون نفس الشعور حتى بعدما اصبحوا في السلطة زعماء و أناسا مليونيرية في الوقت نفسه ..

بينما القسم الآخر من السود الأمريكيين يعيش في فقر إلى حد ما بالمقارنة مع حياة البيض ، ولكن على مساعدات الجمعيات الخيرية وشبكات الضمان الاجتماعي ومساعدات الكنيسة في أحيان أخرى ،علما سعت الأفلام ــ الهوليودية ــ الأمريكية إلى تصوير حياة السود الأمريكيين وردية و باذخة ، يعني بحجم الحلم الأمريكي المألوف : بيت مع الحديقة و سيارة من طراز حديث ، يشوون اللحم و يحتسون البيرة الباردة وهم يقهقهون بملابسهم زاهية الألوان و يتحاضنون فيما بينهم بمرح و ترح ، مع شمة الهيروين والكوكايين أو شيء من هذا القبيل في أحيان أخرى ، متنعمين ب” الحياة الأمريكية النموذجية المعتادة الآنفة الذكر ، دون أن يبدو عليهم أي هم أو غم ، أما سياسيا ، فأنهم قد انتهوا بغالبيتهم إلى أن يصبحوا قاعدة تصويتية تقليدية للحزب الديموقراطي الذي يعتبرونه على أساس أنه حزب يساري و اشتراكي ــ حتى قشرة البطيخ ــ وهم يأملون بأنه قد يقدم لهم بعض المساعدات على صعيد الضمان الاجتماعي و الصحي وغير ذلك ، بطبيعة الحال حاول و يحاول الحزب الديمقراطي استثمار جريمة قتل جورج فلويد لأغراض سياسية و انتخابية مقبلة .

و لعل الشعور ب” المظلومية ” التاريخية بالنسبة للسود الأمريكيين على صعيد كون أجدادهم الغابرين كانوا عبيدا لدى الرجال البيض ، هو الذي يدفعهم إلى الشعور بالانتقام إلى هذا الحد ، بحيث يقومون بعملية نهب وسلب المحلات التجارية الراقية والفاخرة و غيرها من مصارف وبنوك ” احتجاجا ” على عملية مقتل جورج فلويد تحت أقدام الشرطة الأمريكية كذريعة ليس إلا ، وتفضيل بعضهم العيش في عالم الإجرام على محاولة الاندماج الكامل بالمجتمع عن طريق العمل و والإنتاج أو الدراسة أو التطوع في البحرية الأمريكية أو جهاز الشرطة ربما وهي الوظائف الحكومية الوحيدة المتاحة فقط ، فضلا عن إنه لكي يصبح شخصا ما مؤهلا لمثل هذه الوظائف فيجب أن يكون سجل حسن سلوكه خاليا من علامات الإجرام ..

ربما لهذه الأسباب مجتمعة فإن غالبية السجناء العاديين في السجون الأمريكية هم من السود ..

مع التأكيد على أننا هنا لا نقصد التعميم المطلق على كل السود الأمريكيين عندما نتحدث عن عالم الإجرام المنظم الذي يشمل الأمريكيين البيض و اللاتينيين أيضا و غيرهم من عرقيات أخرى.

رابط فيديو ذات صلة :

‏‎#امريكا قناة CNN الامريكية 🔥 🔥 نهب وسلب بالمدن الامريكية للحاجةو الشرطة و الجيش يفقدون السيطرة

حول موقع الويب هذا

youtube.com

‏‎#امريكا قناة CNN الامريكية 🔥 🔥 نهب وسلب بالمدن الامريكية للحاجةو الشرطة و الجيش يفقدون السيطرة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here