” قل الحق حتى على نفسك “

” قل الحق حتى على نفسك ”

أسئلة كثيرة تُطرح حول ما عاش العراق من حروب وقتال وعنف ودم، ورغم تكرار هذه المشاهد على مدار السنوات الماضية، إلا أن وتيرة الحياة المتسارعة، تجعلنا ننسى ما حدث بالأمس وننشغل باللحظة الحالية وإلى أين ستصل بنا وهل سيعود التاريخ نفسه في المستقبل ؟،لقد كانت لتصريحات وزير الدفاع العراقي الجديد الفريق الركن جمعة عناد سعدون الجبوري صداها وهو اعتراف صريح وقد تكون من باب ” قل الحق حتى على نفسك ” حول اعداد الارهابيين من مختلف المناطق بنسبة 80% منهم من المحافظات الغربية من هؤلاء وليس الكل لان الكثير من عشائرنا كانوا ضحايا تلك الفترة المظلمة وهوعلى علم بكونه كان احد القادة الذين عملوا خلال فترة محاربة المجموعات الارهابية في تلك المناطق وان اخيه هو المسؤول المالي الاول في هذه المجموعات الارهابية وهذه حقيقة لا يمكن ان تنكر وليس في ادنا شك من هذه النسبة منهم من حمل السلاح وقاتل وقتل ومن وفر لهم غطاء ومكان لايوائهم وقدم لهم الدعم المادي والمعنوي وغرر بناسنا الطيبين بذريعة كون هؤلاء هم ” مجاهدين “جاءوا لتحريرالبلاد من الاكثرية ولكن في المقابل هناك من العشائر العربية الأصيلة من هم قاتلوا وتصدوا لهم واعطوا تضحيات ودماء عزيزة وغالية جنباً الى جنب مع اخوانهم من القوات المسلحة والامنية والحشد الشعبي ، في سبيل الدفاع عن اعراضهم واموالهم واراضيهم ونذكر جهدهم البطولي والشجاع بخير في بعض المناطق الغربية ومنها (حديثة والبغدادي والخالدية والحبانية وعامرية الفلوجة وغيرها من المناطق) حيث قدموا الضحايا ولم يسمحوا (للعصابات الإرهابية) بتدنيس أراضهم.

وللحقيقة ايضاً ان الارهاب لا دين له ولا يمثل مذهب ولا بلد و من العبث أن ينسب الإرهاب الى منطقة معينة او دين او مذهب يمكن ان يتم تنسيبه له فالخواء الفكري والتعصب القومي والتحريض المذهبي هو الدافع الاساسي على الكراهية في أدبيات السياسة المتطرفة ومواقعها الإلكترونية ولان السياسيين الصانعين للارهاب يستطيعون التلاعُب في تصورات الجمهور العادي عنه من خلال تأطير حوادث العنف بطرق معينة لتحقيق أهداف معينة ومن هذا الباب تكثر خطابات القادة الأمريكان عن الإرهاب وأخطاره، وآيديولوجية الإرهاب وضرورة محاربتها، والتعاون الواجب بين الدول في مواجهة الخطر الإرهابي.و الصحفي الأمريكي جيمي سكاهيل يكشف في كتابه “الحروب القذرة” مدى كذب هذه الشعارات والسياسات، فعبر تتبعه للعمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة في كل من الصومال واليمن وسورية والعراق وأفغانستان تحت شعار الحرب على الإرهاب والأمر الجوهري الذي يتغاضون عنه ولايتطرقون إليه و مسؤولية أمريكا نفسها بتجنيد المرتزقة الأجانب ما هى إلا نتيجة لما تمارسه من حروب قذرة وإرهاب مستمر بحق شعوب ودول كثيرة فمنذ سنوات على الرغم من أن شهرة الشركات الأمنية المشكلة من مرتزقة وقتلة مأجورين من جنسيات مختلفة ارتبطت بحرب العراق منذ عام 2003 و كذلك معها الدول الأوروبية عن الإرهاب في العالم وتنشر وتستهدف العديد من الدول العربية وفضلا مدى هيمنة الإعلام الأمريكي والغربي وقدرتهم على تقديم سرديات تاريخية مضللة، فضلًا عن إلهاء شعوب العالم بأمور وقضايا كثيرة تافهة .

لا أفهم كيف لدول احتضنت وصنعت وصدرت الإرهاب الى العالم أن تقاتل إرهابا وتتصدى له بتلك ” الذريعة اليوم ” وتستنهض الهمم بحيث يجلس الفرقاء والأعداء جنبا الى جنب للوقوف صفا واحدا في مواجهة دولة الخرافة ،و لا تعترف أنها بفضل سياساتها المتهورة كانت السبب في ظهور تلك القوى الشريرة والدور المحوري الحاسم الذي لعبته أمريكا والدول الغربية في ظهور ظاهرة الإرهاب واستفحال خطر الجماعات والقوى الإرهابية واضح لايخفي عن العالم رغم ان في كثير من الاوقات بضاعتهم ردت اليهم .

ان معدل التطرف والارهاب زاد بسبب سوء المستوى التعليمى والثقافى لدى الكثير من الشباب ، وأيضا من أهم أسباب ازديادها هى البيئة المحيطة والمجتمع الذى ينشأ به ، ، فكل أخطاء الشباب ترجع الانتماء الى هذه العصابات للجهل الثقافي ، والأفلام التى تعرض فى وسائل الاتصال الاجتماعي أيضا لها دور كبير عليهم ويؤثر بهم دون وعى كامل ومدرك أنه يقضى على مستقبلة .

حال هيمنته على عقل إنسان ما ستخرجه من آدميته وإنسانيته، وتحوله إلى وحش لا يحمل عقلاً، ولا ضميراً، ولا أخلاقاً . هم هؤلاء يعثون في الأرض ولا يريدون أن ينتشر الأمن والأمان في البلاد و يقومون بنشر الخوف والرهبة والعدوان بين الاشخاص، وأن يكون الشخص إرهابيا، أو يعمل مع جماعة إرهابية يعني أنه مجرم، فكما يقال أن الإرهاب لا دين له، أي أن الإرهاب لا يتبع دينا معينا فمن يعمل به يكون ليس له دين بارتكاب الأفعال المشكلة للجرائم وهو المسؤول عن ارتكاب الجرائم الإرهابية ضد الأبرياء بغض النظر عن معتقداتهم و ليس في قواميس القيم جميعاً ما يمكن تأويله لقتل الناس الابرياء و لا يوجد دين يمكن أن يأمر أو يسوغ أو يبرر هذه الجرائم الوحشية، فالإرهاب يحاول التقنُّع بقناعِ الدِّين، والدِّينُ براء منه، كما ان الذي يقوم بأعمال الإرهاب يفقد ملته ودينه، والإرهاب لا يعرف الصغير من الكبير فالشخص الذي يعمل على الإرهاب والتخويف والترويع يعمل علي إرهاب الصغير اليانع حتى النساء، ومن يقوم بالإرهاب لا يعرف معنى الرحمة واللين لكنه يعرف القسوة والتخويف والتخريب والدمار و للأسف ساعدت التكنولوجيا الحديثة على انتشار فكر الإرهاب، بعدما باتت عدد من وسائل التواصل الاجتماعي الأرضية التي تنشط فيها الأفكار السامة، بما يعزز من تفشي الكراهية في العالم. فالخطابات المفعمة بالكراهية لديها القدرة على التأثير على الشباب، وتحويلهم إلى متطرفين. ولعل تسليط بعض الدول على الاعلام والقاء الضوء على أخطاء البعض من المشبوهين والمندسين في الاسلام هو العامل الاساسي لتحريك المعتوهين والتساهل مع التطرف والحقد في نشر التهم وربط الارهاب بالدين الاسلامي الحنيف .

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here