حين تغرد بعض اطراف اليسار

حين تغرد بعض اطراف اليسار
عبدالامير العبادي
الامبريالية منذ ثلاثة قرون بسطت نفسها كقوة اقتصادية وعسكرية دخلت حروب عالمية
خلال القرن العشرين وخرجت منتصرة ،اذ انها وبالذات دخلت الحرب العالمية الثانية وخرجت بقوة بعد تحالفها مع الاتحاد السوفيتي وكانت النتيجة ظهور معسكرين الغربي والشرقي
وحينما ننظر للعالم الغربي نراه
قد تطور بشكل مذهل سيما اوربا الغربية واليابان وتطورت البلدان التي سارت في ركاب الدول الغربية كدول النمور ودول الخليج وغيرها واصبح الانسان في هذه الدول اكثر استقرارا وتطورا.
ولا اعتقد يوجد من يريد الدخول في سجال حول هذا الموضوع، ويتنكر لهذه المسلمة،اما الاتحاد السوفيتي الذي يمثل هرم اليسار العالمي وقيادته انهار وانهارت معه الانظمة التابعة له ،وربما هناك اسباب عديدة ساعدت على هذا الانهيار ،الذي ترك الاحزاب الشيوعية واليسارية تأن وتتباعد وتضعف وتتوقف حركات التحرر الوطني،
نعم بقيت الصين دولة كبرى ولكنها كبرى لذاتها اذ ان سياستها لم تكن داعمة لليسار اينما وجد مع انها اكبر دولة اقتصادية،اضافة لذلك كوريا الشمالية والتي تعتبر اكبر نظام دكتاتوري معروف في العالم مغلق بشكل خيالي
والحال ينطبق على كوبا رغم ان كوبا نعم لها سياسة يسارية تمد العون والمساعدة للعديد من دول العالم ولكن امكانيات كوبا غير متاحة اضافة وضعها الجغرافي لا يساعدها على التمدد،ولا تختلف فيتنام عن سواها،
الامر الذي اشير الية يتعلق بموقف بعض من اليسار العراقي والقول الى اين يمضي؟
هذا البعض له متبنيات واراء
منها ضرورة الوقوف بالضد من الاحتلال الاميركي للعراق وعدم الاعتراف بالعملية السياسية ويقف منتقدا او معاديا للقوى اليسارية والمدنية التي تشترك بالعملية السياسية.لكن ما هو البديل ،واذا كان لديها بديل وخلال سبعة عشر سنة فان الشارع لا يلمس لها وجود اعلامي او وجود قواعد في الشارع او حصولها على حتى اجازات لممارسة دورها ولها العذر ربما تستسيغ العمل السري اكثر من العلني
اقول ان هذه القوى التي تعادي التحالف مع القوى الاسلامية او التعاون معها وترى ان ذلك يتنافى مع الماركسية ،متناسية ان العالم قد تغيير واصبح قرية للعلم والمعرفة يفترض التواجد في كل الساحات واثبات المقدرة الفكرية على تجاوز الافكار الرأسمالية والرجعية
ويبقى سؤال القوى اليسارية في العراق تحرم التعاون مع اميركا وايران.في الوقت ان القوى اليسارية في لبنان وكوبا وفنزولا والصين وكوريا يمدون يد التعاون لايران وايران تمنع اي نشاط يساري فيها،وما الفرق بين ان يتعاون الحزب الشيوعي اللبناني مع حركة امل وحزب الله،
ان الواقع العراقي يتطلب ايجاد طرق وبرنامج عمل جديد غير منغلق على القوى الاخرى لتوحيد الرؤى وايجاد مشتركات للعمل تعزيزا للحمة اليسار والخط المدني ومحاولة الاشتراك بالانتخابات مع باقي القوى المدنية اذ ربما ينجح هذا اليسار ويكون له عنوان بين العناويين العراقية،واذا كانت بعض القوى اليسارية ترفض كل اشكال العمل السياسي في الساحة العراقية اقول هل بمقدورها تغيير الواقع بشعارات
معاداة العملية السياسية ومعادات اميركا وايران ودول الخليج وتركيا والبقاء على التنظير والنظرية الماركسية اللينينية التى جوهرها وفكرها ايجاد بدائل التغيير وعدم الجمود العقائدي اذ ان السياسة والعمل السياسي يتطلب الابداع واستيعاب الجماهير وضرورة التخطيط الوصول الى قيادة المجتمع وعدم البقاء كتنظيم يتأكل بمرور الزمن ويخضع للتقادم والتلاشي
ختاما ان ذلك ينطبق على كافة القوى المدنية واليسارية دون استثناء

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here