بعد ارتفاع الإصابات.. هل فقد العراق السيطرة على فايروس كورونا؟

منذ نحو أسبوع بدأ عداد فايروس كورونا بالتصاعد، حتى تجاوز اليوم عتبة الألف، ومع تزايد الإصابات يتعاظم الخوف والقلق من تفشي الفايروس وسط إجراءات حظر التجوال الشامل الذي لم ينجح بضبط حركة المواطنين بسبب عدم الالتزام، حيث اعتقلت القوات الأمنية أكثر من 500 مخالف خلال الأيام الماضية.

وسجلت مختبرات الوزارة في 2 حزيران 519 إصابة جديدة مؤكدة بفايروس كورونا 350 منها في بغداد و169 موزعة على 11 محافظة، بالإضافة إلى 20 حالات وفاة، و233 حالات شفاء تام، فيما شهد اليوم التالي 3 حزيران ، طفرة في عداد الإصابات حيث سُجلت 781 إصابة، وهي الحصيلة الأكبر منذ بدء أزمة فليروس كورونا، فيما سجل يوم 4 حزيران ، انخفاضاً عن اليوم الذي سبقه، حيث سُجلت 672 إصابة في عموم البلاد، فيما سجل يوم 5 حزيران 1006 إصابة.

في الأثناء، وجّه محافظ واسط محمد المياحي، رسالة إلى أهالي المحافظة، إثر ارتفاع عدد المصابين بالمحافظة، ملمحاً فيها إلى فقدان السيطرة، قائلًا في تدوينة على “فيسبوك” “أهلنا في واسط نعلن لكم أن الأوضاع الصحية تسوء وتدخل مرحلة الخطر العام، حيث خلال يومين سجلت المحافظة أكثر من 105إصابات، وبذلك فإن وضع المستشفيات والكوادر الصحية ينذر بخطر حقيقي”.

أضاف المياحي، “وهناك أعداد كبيرة لملامسين ولمصابين لم تكتشف بعد، ولقد استنفدنا كل الطرق بتوعية الناس، لكن ما زال البعض يستخف ولا يبالي لخطر الوباء، لا حل إلا بالوقاية الشخصية لكل فرد وعلى كل عائلة حماية نفسها ومنع الاختلاط بأي شكل من الأشكال”.

من جهته، يرى مدير الصحة العامة في وزارة الصحة رياض عبد الأمير أن “فقدان السيطرة على الفايروس والاعتماد على الوقاية الشخصية لا يرتبط بارتفاع الإصابات، وإنما بالقدرة الاستيعابية للمؤسسات الصحية في البلاد، وهذا ما يجعلنا ضمن منطقة السيطرة”، لافتاً إلى أن “التعايش مع الفايروس ومواجهته لا يعني عودة الحياة بصورة طبيعية، بقدر ما عودة المرافق المهمة فقط مع التشديد على إجراءات الوقاية”.

أضاف عبد الأمير أن “وزارة الصحة ترى ضرورة استمرار حظر التجوال في البلاد، لكن الأمر مرهون بموافقة الحكومة وتقديرها، وهي من تتحمل المسؤولية في حالة رفعه، وسيحسم ذلك في اجتماع يوم غد السبت”، مشيراً إلى أن “الحظر لم يفشل بتحييد انتشار الفايروس، ولكن عدم الالتزام من المواطنين هو السبب، خاصة مع ترك القوات الأمنية للمناطق الشعبية والحركة في الأسواق والاكتفاء بوضع سيطرات في مداخل ومخارج المدن”.

وتعتقد أخصائية الفيروسات رغد السهيل أنه “بوجود أضعاف الإصابات المسجلة والتي تشكل خطراً حقيقياً على المواطنين، خاصة مع قلة الشعور بخطر الفايروس في مناطق عديدة، ما يحتم إجراء فحوصات بشكل مضاعف، وهذا ما عملت به دول صغيرة قياساً بالعراق منذ بداية الوباء وأجرت اختبارات لم يصلها العراق لغاية الآن”، مشيرةً إلى أن “مقارنة الإصابات المؤكدة بعدد النماذج المفحوصة يشير إلى خطورة الوضع ومدى انتشاره”.

وتتساءل السهيل عن التوزيع الجغرافي للنماذج المفحوصة الذي لم تعلنه وزارة الصحة في الموقف الوبائي، والذي يعطي تصوراً عن جغرافيا الانتشار والمناطق التي تحتاج إلى حذر بشكل أكبر، وهو عامل مهم لإشعار سكانها بخطورة وضعهم، وحثهم على الالتزام بالتعليمات الصحية، فيما تحمل السهيل “الدولة مسؤولية جهل المجتمع وعدم تعاطيه بجدية مع خطورة الوضع، وتعتقد أن الحكومات المتعاقبة بعد 2003 ساعدت على تفشي الجهل والتخلف والإيمان بالخرافات والأساطير على حساب العلم”.

وتقترح السهيل التعاون بين الأجهزة الأمنية ومختاري المناطق في تحديد أصحاب الأجر اليومي والكسبة ومنحهم هويات تعريفية تمكنهم من الخروج إلى أعمالهم مع أخذ كافة إجراءات الوقاية، فيما تشدد إجراءات حظر التجوال على الآخرين بالطريقة التي تمنعهم من الخروج.

ويُشكل ملف أصحاب الأجر اليومي عائقاً أمام تطبيق حظر التجوال، حيث تعتمد الآلاف من العوائل على الأعمال اليومية في تأمين متطلباتهم، وعملت حملات إنسانية إلى توفير المواد الغذائية لتلك العوائل، لكنها بدأت بالانخفاض مع استمرار تعطيل الحياة العامة، فيما يلوح الكثير بكسر الحظر ومواجهة الفايروس.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here