دكتور واثق إليك مرثيتي: بعد الاربعين على رحيلك

دكتور واثق إليك مرثيتي: بعد الاربعين على رحيلك
جواد كاظم الخالصي

دموع حارة صامتة سالت بحرقة على الوجنات، ومنها بعض قطرات انكفأت في محجرها تلوذ بصاحبها كي لا تخرج، حياءً من الضعف والانكسار رغم اننا جميعا نموت ونرحل عن الحياة مرغمين داخل بقايا من هذه الدنيا بقطعة قماش لا اكثر، هذه الدموع اخي دكتور واثق تحمل معها مشاعر الحزن والاسى من جميع أصدقائك ومحبيك وهم يصطفون الى جانب جنازتك ليودعوك إلى مثواك الاخير، حيث يتحرك في منظومة افكارهم الكثير من الذكريات التي اختزلت فيها عشرات السنين القريبة والبعيدة بحلوها ومُرّها، لقد رحلتَ عن مساحة محبتنا التي غَرَسَتْ واحة الحب فيها روحك السمحة وابتسامتك الوادعة لقد تركت لنا طيب التعامل في عملك وجمال أخلاقك ونقاء روحك الطيبة يعيش ذلك في مخيلتي حينما حدثتني عن تمثيلي لمركزك ((المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية)) بأن اكون ممثلها في بريطانيا وكيفية العمل وايصال صوت العراق في المؤتمرات والمنتديات في العالم وفعلًا شاركت انا شخصيا في مؤتمرين دوليين وهذا افرحك كثيرا حين التقينا في العام الماضي ورغم قساوة مرضك سارعت الى نشر البحثين في مجلات علمية محكّمة .
ففي صبيحة يوم الثلاثاء 28-4-2020 هاتفني صديقي الصحفي عدنان عبود من بي بي سي عربي ليبلغني بصوت رخيم يتخلله إيقاع من الألم وهو يخبرني بنبأ وفاتك المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر مرهفة اهتزت بها خلجات نفسي، لانني كنت أمنّي النفس بشفائك كلما كلمتك فيما سبق ذلك بأيام للاطمأن عليك حيث كنت تعطيني الأمل بقوتك وايمانك بما يكتبه الله لك ورأيتك تعود الى الحياة بقوة وتنهض بارادة عالية كانت جزءً من شخصيتك عرفتك تمتلكها منذ زمن حينما كنّا نتسامر حديثنا وجها لوجه وتلفونيا وحينما التقيك هنا في اوروبا خلال جولاتك .
عندما زرتك في بيتك بصحبة صديقي الدكتور خالد عبد الاله(عميد كلية العلوم السياسية في المستنصرية) صيف العام الماضي كان الأمل وابتسامة الحياة تداعب افكارك وصحتك وكنت تذكرني بالمواقف الصلبة لكثيرين من الذين صارعوا الأمراض وواجهوا قسوتها فلاسفة وكتّاب وفنانين على مستوى العالم العربي والغربي .

يوم أمس 5-6-2020، مضت أربعون يوما ونحن لا نملك يا صديقي الراحل ابا سالم العزيز إلاّ ان نقبل بقضاء الله وقدره ونُسلّم لإرادته تعالى فالموت حق والحياة حق والاخرة حق علينا جميعا وكل ما نقوم به هو الدعاء لك وقراءة القرآن وذكر محاسن حياتكم بين محبيكم رحمك الله برحمته الواسعة وأن يُلهم عائلتك الصبر على فراقهم لك.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here