علم النفس يؤكد : ان جميع البشر عنصريون

علم النفس يؤكد : ان جميع البشر عنصريون

خضير طاهر

في المجتمعات العربية والشرقية تعود الناس على إطلاق الأحكام من دون معايير علمية منطقية وضوابط أخلاقية .. وتوجيه إتهامات العنصرية الى جهة أو مجموعة بشرية دون غيرها يعد كلاما عشوائيا بعيد عن حقيقة البشر وواقعهم الفعلي .
أكد المرجع في علم النفس السياسي الذي صدر عن جمعية علم النفس السياسي الدولية في جزءين .. أكد في الفصل الخاص بالعنصرية على ثلاث أنواع من العنصرية :
1- عنصرية معرفية / تنميط البشر .
2- وجدانية / مشاعر سلبية .
3- سلوكية / عدوانية بأشكال مختلفة .
وفصلت الدراسة ان العنصرية تتفاوت بين المعلنة والخفية ، وطبعا المقصود هنا التفاوت حسب درجة الخوف من القوانين والمجتمع ، وكذلك التمتع بدرجة التحضر التي تدفع الشخص الى قمع عنصريته من الظهور رغم وجودها في داخله .
الأمر المؤكد مثلما يخبرنا به تاريخ الإنسان وسلوكه اليومي .. ان البشر كلهم عنصريون ، ولايوجد من هو خالي من هذه المشاعر ، والنظرة العامة للإنسان هو انه لم يكن في يوم ما كائنا خيرا مسالما ، بل ان تاريخ البشر هو مليء بالصراعات والحروب وسفك الدماء ، وقد فشل العقل والأديان والثقافة على مدى التاريخ في محاربة الشر ونشر قيم العدالة والمحبة والخير .. والفرق بين العنصري وغيره هو ان من هو ليس عنصريا شخص تمكن من السيطرة على مشاعره العنصرية الموجود في داخل نفسه مما يعني انه يمارس العنصرية (( المعرفية في تنميط الناس )) ولايظهرها الى العلن ، وطبعا هو ليس بالضرورة في داخله يحترم كل البشر وينظر اليهم بعدالة ومساواة ، فالسيطرة على مشاعر العنصرية لاتعني قدرة الذات على الإيمان بالعدالة والمساواة لأن هذا الأمر إعجازي فوق الطبيعة البشرية .
الخلاصة : ان النظرة الواقعية لطبيعة البشر يجب ألا تطالبهم بأكثر من بشريتهم … فالعيوب الأصيلة للإنسان لايمكن تجاوزها ، لكن المشكلة ان الاديان والأفكار المثالية … تتجاهل ان الوجود بحد ذاته هو عبارة فوضى ليس له غاية عاقلة ، ومن دون رعاية ملموسة من الرب المفترض لهذا الوجود مما يعني التيه والضياع وإستمرار الصراعات وإفتراس البشر بعضهم لبعض لغاية – حسب نهج نظرية التطور – حصول تطور علمي بيلوجي على يد علماء الدماغ ينقي الإنسان من العدوانية والشر ويجعله خيرا محبا لأخيه الإنسان .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here