أخبار عن ترتيبات زيارة هنيّة للبنان، وحديث عن مماطلة لبنانيّة

أخبار عن ترتيبات زيارة هنيّة للبنان، وحديث عن مماطلة لبنانيّة

مراد سامي

تناقلت بعض المواقع الإعلاميّة في الآونة الأخيرة أخبارًا عن نيّة زعيم حركة حماس إسماعيل هنيّة زيارة لبنان، وحسب مصادر مقرّبة من هنيّة، فإنّ موعد هذه الزيارة لم يُحدّد بعد.
من المعلوم أنّ هنيّة مقيم منذ بداية السّنة خارج قطاع غزّة، هذا التواجد الغريب غير المبرّر حسب الكثيرين من داخل القطاع وخارجه يُضاف إليه اليوم أخبار عن مساعي حماس تنظيم لقاءات لقائدها في لبنان. اعتقد الكثير من المتابعين لشؤون الشرق الأوسط أنّ هنيّة سيقطع إقامته خارج غزّة ليستأنف الإشراف المباشر على مجهودات التصدّي لفيروس كورونا. الآن وقد مرّت فلسطين بأوج الأزمة وبدأت رحلة التعافي، أصبحت عودة هنيّة بلا معنى. تعلّل الكثير بمخاوف من التقاط العدوى كسبب أثنى هنيّة عن عودته لفلسطين. لكن الآن، وبعد الأخبار المتناقلة الجديدة، لن يجد الكثير أعذارا إضافيّة لهنيّة.
وفي حين يعمل مسؤولون بحماس على ترتيب زيارة زعيمهم للبنان منذ مدّة، كثُر الحديث في الكواليس عن مماطلة من الطّرف اللبنانيّ وتباطؤ متعمّد في جهود التنسيق بين الطّرفين. فرضيات مختلفة يمكن طرحها لتفسير هذه المماطلة المحتملة. يرى البعض بوضوح أنّ لبنان تخضع لضغوط محليّة وأجنبيّة تحاول دفعها لإلغاء هذه الزيارة. الاحتمال الآخر هو احتمال كلاسيكي متعلّق بفيروس كورونا وارتباط هذا التعطّل بالمجهودات الأمنية الاحترازيّة لتجنّب التقاط العدوى.

ما زال الحديث عن توتّر العلاقات بين لبنان وحماس مبكّرًا، لكن من الممكن أن يُنظر للمسألة من أكثر من زاوية. يرجّح الكثير أنّ ما تعيشه لبنان منذ مدّة من تقلّبات سياسيّة تعود جذوره بشكل رئيسي لعلاقاتها بحماس وإيران. هذه العلاقات قد تسبّبت للبنان -ولا تزال- بمشاكل دبلوماسية مع دول خليجية كبرى وأخرى أوروبيّة، فضلا عن الولايات المتّحدة الأمريكية. رغم الضبابية الحالية وصعوبة الجزم بأيّ شيء، فإنّه من المؤكد أنّ انجلاء أزمة كورونا سيكشف عن معادلات سياسيّة جديدة في المنطقة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here