الكاظمي والتخبط العشوائي

الكاظمي والتخبط العشوائي
لا شك ان السيد الكاظمي يتخبط تخبط عشوائي في كل ما يصدر من قرارات وما يقوم به من حركات وخطوات فيحاول ان يظهر انه لا لون له ولا طعم ولا رائحة محاولا الاستفادة من إرضاء طرف على حساب طرف آخر وفي الحالتين الشعب هو الخاسر
المشكلة العويصة التي لا حل لها وهي حكومة المحاصصة التي لم تأت برئيس حكومة مؤهل ومهيأ لهذا المنصب لم تأت برئيس حكومة هو نفسه أعد نفسه وهيئها للوصول لهذا الكرسي وفق خطة مسبقة تستهدف بناء الوطن وسعادة الشعب وإنما أتت برؤساء للحكومات بالوزراء بالصدفة او كما يقول العراقيون جاء بالحظ يا نصيب ابتداء بعادل عبد المهدي مرورا بمحمد علاوي والزرفي و انتهاء بالكاظمي أي لم يأت وفق ما نص الدستور عليه والمؤسسات الدستورية وإنما عن طريق المصالح الخاصة والمنافع الذاتية للطبقة السياسية لا يهمهم مصلحة الوطن ولا منفعة الشعب ولا مستقبل العراق والعراقيين
والدليل منذ تحرير العراق في 2003 وحتى يومنا لم تشكل حكومة مهمتها خدمة الشعب وإنما هدفها خدمة الطبقة السياسية فقط لهذا نرى الطبقة السياسية تزداد ثراء وتخمة ورفاهية والشعب يزداد فقرا وجوعا وشقاء
المعروف ان السيد الكاظمي كان رجل امن يقولون انه مدير جهاز مخابرات فأي نظرة لوضع العراقي الأمني تقول لنا إنه لم يضبط الأمن في العراق فكيف يمكنه ضبط كل الحكم في العراق هذا يحتاج الى كتلة برلمانية قوية وكبيرة تقف الى جانبه وتسانده وتؤيده اي الى حكومة الأغلبية مؤمنه بخطته ببرنامجه كل الإيمان وساعية بكل طاقاتها وإمكانياتها من اجل تطبيق ذلك البرنامج وتلك الخطة مهما كانت التحديات والتضحيات وهذا غير موجود ولن يوجد في البرلمان العراقي وغير موجود لدى الطبقة السياسية
لان الطبقة السياسية ترى في الوصول الى كرسي البرلمان كرسي الحكومة وزير مستشار وكيل وزارة محافظ عضو مجلس وزارة مدير عام موظف وسيلة لسرقة الثروة العراقية وتحويلها الى جيوبهم الى أرصدتهم الخاصة لهذا فهم يعارضون اي قرار يحول دون تحقيق مهمتهم تلك وهذا هو السبب الذي يعيق مهمتك تطبيق خطتك برنامجك اذا كان لديك فعلا مهمة او خطة او برنامج
لأن الجماعة اي الطبقة السياسية أعضاء البرلمان مقسم على شكل مجموعات لكل مجموعة مهمتها خطتها الخاصة بها ومن الطبيعي تتضارب وتتعارض هذه المهمات مع بعضها البعض والضحية هو الشعب العراقي
فهؤلاء يرون في الحكومة المركزية اي حكومة بغداد مجرد ستار يغطي سلبياتهم مفاسدهم وتحقيق رغباتهم وأهدافهم الخاصة وتحميهم وتدافع عنهم ليس الا
لهذا ساد الفساد والفاسدين وعمت الفوضى في كل المجالات ومن القمة الى القاعدة وعدنا الى حكم العصابات والأعراف العشائرية ليتنا عدنا الى أعراف العشائر وشيوخها المعروفة بحكمتها وشجاعتها حيث تحولت العشائر الى عصابات وتحول اللصوص الى شيوخ عشائر وهكذا فسدت العشائر وأعرافها الا ما ندر ومثل هؤلاء موجودين لكنهم تراجعوا بعض الشيء خوفا على سمعتهم وقيمهم وهذا التراجع سمح للفاسدين واللصوص والعناصر السيئة والغير مؤهلة ان يحلوا محلهم
من هذا نقول للكاظمي لا تصدق الذي يحبك ولا تصدق الذي يكرهك بل أقول لك كون قريبا من الذي يكرهك لأنه أقرب لك من الذي يحبك وخاصة في هذه الفترة فترة الاختبارات فهناك منافسة قوية جدا بين كل الأطراف للحصول على الهبرة الأكبر على الحصة الأكثر
لا ادري كيف تتعامل مع طبقة سياسية اي مع عناصر حكومة مع أعضاء برلمان على شكل مجموعات هذه مجموعة تعتبرك انك محتل لأرضها وعليك ان تسحب قواتك منها وتتمنى الخراب والدمار للعراق حتى تتمكن من تحرير أرضها ومجموعة تعتبرك محتل فارسي مجوسي وتطلب منك ان تسحب قواتك من أرضها ومجموعة ثالثة تعتبرك أمريكي تعمل لصالح أمريكا وبالضد من مصلحتها
لا اعتقد يمكنك العمل في ظل هذه المجموعات ولا يمكنك التقدم خطوة واحدة الى الأمام مهما كانت قوتك شجاعتك حكمتك فالفساد يملك قوة كبيرة متوحشة تمكنت من السيطرة على كل المجالات في كل أنحاء العراق ومن القمة الى القاعدة فأي حركة لقوة الإصلاح تذبحها في مهدها
قامت حركة إصلاحية في البرلمان (سميت ثورة البرلمان) وكادت تنتصر وتضع العراق على الطريق الصحيح وفجأة ذبحت على يد أعداء العراق
كما دعت بعض الأطراف السياسية الى تشكيل حكومة الأغلبية السياسية اي الأغلبية تحكم والأقلية تعارض لكن هذه الدعوة ذبحت في مهدها أيضا من قبل المجموعة الفاسدة وعادت الى حكومة المحاصصة
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here