أيها الحاكمون ارحمونا من صولاتكم

أيها الحاكمون ارحمونا من صولاتكم

سامان نوح

أيها الحاكمون بإسم طوائفكم… ولو لدقائق انظروا حولكم، وتصرفوا بعيدا عن دائرة الصولات والمغانم والرؤية الضيقة لقادة جماعاتكم المسلحة. تأملوا المشهد العام حولكم وان كان بأدنى درجات الوعي والمسؤولية.

انتم ترون الأوضاع في ايران، ترون بأعينكم مآلات الأزمة الاقتصادية الكارثية بفعل العقوبات الأمريكية، وربما تعرفون ما وصلت اليه أحوال العوائل الايرانية التي تكابد غالبيتها تحت خط الفقر لتأمين غذائها اليومي.

وأنتم ترون ما حل بسوريا. وما فعله قانون “قيصر” بأحوال البلاد خلال ايام من انهيار في العملة وبطالة ممتدة وجوع صادم وتقلبات وتخبطات، حتى اندلعت احتجاجات في قلب المدن المؤيدة للنظام وداخل بيئته الحاضنة، بعد ان وصل العوز اليهم وبدأ ينال منهم.

وانتم ترون ما يحل بلبنان الذي تعم فيه البطالة وتتدهور عملته وتكاد تنهار الدولة، ويُعيد المتصارعون فيه البلد لسنوات الحرب الأهلية. فيما يكابد حزب الله لتأمين الحد الأدنى من المعونات لأفراده، بينما يشدد الأمريكيون العقوبات حتى على المتحالفين مع الحزب بل وعلى كل القوى الحاكمة هناك.

وربما “سمعتم” بما حل بنا في العراق سنوات التسعينات من جوع وسقم وألم وفواجع، بسبب مغامرات وعنتريات قادة البعث. أقول ربما سمعتم لأني اعرف ان الكثيرين منكم كانوا متنعمين أيامها في ظل أمن ومساعدات وتكريمات الغرب الكافر.

بالله عليكم، جنبونا شعاراتكم وصولاتكم وعنتريات صغار قادتكم، ان لم يكن من اجل العراق ومصلحة شعبه، فعلى الأقل من اجل مصلحتكم وادامة حكمكم “الرشيد” ونفوذكم المديد وغنائمكم التي لا تبيد.

معظمنا يعرف ان مشكلتنا الكبرى ليست مع أمريكا التي تتسيد العالم أرضاً وسماءً شئنا أم أبينا، فهناك مصائب أكبر لدينا، فها هي ايران تتمدد في كل مكان على حساب سيادتكم وسيادتنا ومصالحنا، وها هي تركيا تتغول شمالا على حساب سيادتكم وسيادتنا ومصالحنا، وها هو الفساد يعم بفضل شركات محاصصتكم الى حد العجز عن تسديد رواتب الموظفين والمتقاعدين.

بالله عليكم، خذوا استراحة قصيرة، من صولات المغانم، والشعارات والبطولات وخطابات التصعيد والتمجيد والوعيد، خذوا استراحة من النهب المنظم للمال العام بإسم الله أو بإسم الطائفة أو بإسم نصرة الأمة، واعتبروها استراحة محارب مجاهد.

توقفوا ولو لحين عن صولاتكم، في النهاية انتم ستكونون ايضا من الخاسرين في يوم لا ينفع فيه الندم، لكن للأسف بعد ان تأخذوا هذا الشعب الى التهلكة!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here