هل إتفق مصطفى الكاظمي مع الميليشيات على سيناريو قصف المنطقة الخضراء ؟

خضير طاهر
في التحليل السياسي يوجد فرق بين تقليب مختلف الإحتمالات التي تستند الى حقائق الواقع ، وبين الإيمان بنظرية المؤامرة الصادرة عن إضطراب عقلي سببه حالة الفصام التي تجعل الشخص مهما كان مثقفا كبيرا لكنه يرجح وجود المؤامرات الوهمية ضده شخصيا وفي الحياة عموما ، وفي بلد كالعراق تسيطر عليه عصابات مافيا الأحزاب المنطق والعقل يفرض على المحلل السياسي الأخذ بأسوأ الإحتمالات .
كما هو معروف من رشح الكاظمي الى منصب رئيس الوزراء هي نفس الأحزاب وميليشياتها التي تقصف المنطقة الخضراء ، وكان الهدف هو تكرار سيناريو الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي الإصلاحي صاحب القفازات الناعمة حيث قدمته إيران لخداع العالم من أجل التغطية على مشروعها في التمدد داخل دول العالم ، والتوسع في مشروعها النووي ، والآن تكررت نفس الخدعة من قبل إيران في تقديم الكاظمي صاحب القفاز الابيض والوجه العلماني المقبول من أجل إنقاذ العراق من الإنهيار الشامل عن طريق مساعدة أميركا له ودول أوربا ، ومن ثم بعد تسمين العراق إقتصاديا وتعافيه ستسترجعه إيران لاحقا لحلبه ونهب ثرواته مجددا!
علما ان الكاظمي في بداية هجرته كانت محطته الأولى هي الإقامة في إيران ، ثم إنخرط في المؤتمر الوطني التابع لأحمد الجلبي وظهر لاحقا ان المؤتمر مخترقا إيرانيا ، بعدها في زمن قاسم سليماني الذي كان هو الحاكم المطلق للعراق تم تعيين الكاظمي رئيسا لجهاز المخابرات وهو ما يتناسب مع النهج الإيراني في تصعيد الصغار والهامشيين الى المناصب العليا من أجل ضمان الولاء والطاعة المطلقة لولي النعمة الإيراني !
والسؤال : هل إتفق الكاظمي مع الميلشيات على قصف المنطقة الخضراء والقواعد الأميركية ؟… على ضوء ما تقدم من الكلام أعلاه هذا الإحتمال وارد جدا إنطلاقا من حسابات ساذجة تتوهم ان بالإمكان إبتزاز أميركا ببعض الشروط عن طريق التلويح بهذه الافعال الإجرامية الإرهابية .
ختما .. لعل سائل يسأل هل من المعقول ان الولايات المتحدة الأميركية بكافة أجهزتها العملاقة غير مدركه لمثل هذا الخداع من الكاظمي ؟.. والجواب : مؤكد هي تعرف تماما بكافة خدع وغدر الساسة الشيعة الذين خسروا ثقتها ، لكن أميركا تريد مسايرة الأوضاع الحالية ريثما يسقط العراق تماما وتخرج صيحات شرفاء العراق تطالب بالإنقلاب العسكري وحكومة طواريء بإشراف أميركا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here