لو أن كل “ملحد” عوى ألقمته حجرا …!!

لو أن كل “ملحد”عوى ألقمته حجرا …!!

احمد الحاج

الآن إتضحت الصورة ياحلوة يا أمورة ، فعندما تأتيك” الفرحة الغامرة من – متبعرر- أو ” متنور” كما يحلو لهم إطلاقها على أنفسهم تدرك مدى خطورة الأمر أكثر بكثير وبمراحل بخلاف ذلك .
فهذا المفكر الانتروبولوجي التونسي يوسف الصديق الذي يٌسعد شيخ – المتبعررين – ابراهيم عيسى بإستضافته والاستئناس بآرائه ، يقول وبالحرف مبديا فرحته وسعادته الغامرة بتعليق صلاة الجماعة ،تعليق صلاة وخطبة الجمعة في المساجد في طول العالم الاسلامي وعرضه ، تعليق العمرة الى الديار المقدسة ، وربما تعليق الحج لهذا العام 1441 هـ ايضا ، علاوة على تعليق صلاة التراويح وقيام الليل والتهجد والاعتكاف ودروس الوعظ والارشاد وتلاوة وحفظ القرآن الكريم في المساجد خلال شهر رمضان المبارك وقبله وبعده ، ناهيك عن تعليق صلاة عيد الفطر،وربما عيد الاضحى كذلك بسبب كورونا المستجد (كوفيد – 19) قائلا وبالحرف :” في ما يتعلق بالإسلام، فقد صارت أركان العبادة الأربعة (الصوم والحج والزكاة والصلاة) فردانية أكثر، لقد صارت محجورة داخل الفرد نفسه، هذا مهم جدا، لأن البُعد الجماعي تفوّق منذ وقت طويل في دولنا المسلمة على البعد التأملي الفردي ..وفي حال تواصل ذلك، فإنه سيكون أمرا جيدا جدا، سيساعد المجتمعات الإسلامية على التخلص من كل ما هو قطيعيّ، ما أطلق عليه “إيمان القطيع”،وهذا الأخير يسيطر عليه ببساطة زعيم أو شيخ أو أي إيديولوجيا” على حد زعمه، وارجو التأمل في عبارة ” ايمان القطيع ” جيدا .
طبعا ولا يهون الاخوة الأحبة في تونس ومصر ولبنان وسورية الا انني أجزم بأن أخطر المتنورين الجدد ، وبعبارة أدق ( المتبعررين الجدد) واللادينيين واللاأدريين والملاحدة هم من هذه الدول تحديدا – ولاريب في أن كل الحركات العلمانية واللادينية خرجت من كنفها ،أما على شكل احزاب – ولاداعي لذكر اسمائها – وأما بصيغة أفكار وايدولوجيات ،وأما على هيئة حركات تحررية ووجودية وجنسية ومثلية ،وأما على هيئة ناشطين مدنيين وكتاب ومفكرين وإعلاميين ونحوهم يناصبون الاسلام العظيم والمسلمين العداء بكل شاردة وواردة ولا هم لهم سوى ذلك .
وأقول للـ” المبعرر” عفوا قصدي ” المفكر، ” هل هذا الهراء يسمى عندكم فكرا ؟ وهل هذا الذي يهرف بما لايعرف بنظركم مفكرا وفلتة زمانه ؟ ” ايمان القطيع هذا الذي يريد ويتمنى صاحبكم الخرف التخلص منه هو ” ايمان الناس مجتمعة بربها ..ايمان الشعوب متوحدة بقضاياها المصيرية ..حبها الجماعي لوطنها ..حبها لبعضها ، وقفتها الجماعية الشجاعة ضد عدوها ،تعاطفها مع قضايا ومآسي أمتها وان حدثت في الصين ، ميانمار ، كشمير ، الصومال ، لأن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص ،لأنهم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، لأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، إنها تمثل نهضتهم المتلاحمة لبناء بلدانهم ..إنها تجسد تلاحمهم وتآلفهم وتعاضدهم وتعاونهم وانسانيتهم فيما بينهم ، ترسخ حب أفراد العائلة والاسرة لبعضها بعضا وتآزرها بقيادة الابوين الحنونين ، ولايخفى على احد بأن الاسرة المتآلفة وليست المفككة هي نواة المجتمع الموحد الفاضل ، العامل ، الصالح وشتان ما بين مجتمع موحد ومجتمع مفكك …هذا يروج للفردانية والانانية المقيتة التي يعيشها واقعا ، وأنوه الى أن التفرد والفردانية لاتنجي الفتى من قيادة أحدهم لقطعان المتفردين إطلاقا بكبش مرياع وجرس قرقاع وحمار منصاع وراع طماع ..بل على العكس تماما فإنها ستقودهم جميعا برغم تفردهم وتباعدهم الى الهاوية والهوة السحيقة مع ضمان عدم تلاحمهم ووقفتهم ضد الظالمين والطغاة والسفلة مجتمعين ،الامم والمجتمعات والشركات القوية حول العالم كله إنما هي التي تعمل بروح الفريق الواحد ،وانما يأكل الذئب من الغنم القاصية فيما يخشى القطيع ، ولذلك يحرص الاسلام على دعوة الناس الى الجماعات والجمعات مع احتفاظهم بالفردانيات لتنقية القلوب والسرائر في التهجد والدعاء والذكر والتضرع والتسبيح والتهليل والتكبير والحمد وسنن الرواتب والنوافل وعبادات التطوع والصدقات والطاعات وما اكثرها ..انه دين الجماعات والجمعة والجماعة “كذلك هو دين الفرد الذي يخلو بنفسه معاتبا ومحاسبا ومتضرعا وباكيا وخاشعا ولكن متى ؟ بعد تواصله الدائب والدؤوب مع احبابه ، وأداء جمعاته وجماعاته ، لينفرد بعد اداء ماعليه من واجبات وفرائض جماعية ، في خلوته لوحده بينه وبين ربه بالطاعة بما يسمى “بطاعات السرائر والخلوات “المنجيات ، وهي على النقيض من” معاصي المخاطر والخلوات ” المهلكات …يا مفكر العصور – الكورونية – المظلمة ….!
وأضيف بأن وسائل” الفلافل الالكترونية ” ستتصيد المتفرقين كلا على حدة لتقودهم بزعامة بيل غيتس ومارك زوكربيرغ الى احضان – الروتاري والليونز والجوثيك واللوسيفرية وشهود يهوه وبناي بيرث والرائيلية والويكا والايمو – من زمامهم بعد وضع الخطام وتثبيته في رؤوسهم وانوفهم ورقابهم تماما كما فعلت بك وببقية شلة – المتبعررين الجدد – فقادتكم كما تقاد الحمير ذات يمين وذات شمال لتضللوا الناس في عصور الخيبة والتفرق والشح وإتباع الهوى والخذلان .
##وأضيف ” لابد من عودة المساجد والجمعات والجماعات بقوة اكبر من سابقتها بكثير فور زوال كورونا ..اما اذا طالت – سالفة – كورونا فلابد من وضع ضوابط واضحة وبينة وجلية لهذا الغرض ..من الان !
ولرب قائل يقول ، لو كل ” ملحد ومتبعرر”عوى ألقمتُه حجرًا ،لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينارِ، وأقول وليكن ذلك وعلى الامة ودعاتها ومصلحيها أن تتحمل تكاليف الصخور ولو بلغ مثقالها في الرد على الملحدين واللادينيين واللاأدريين وإلجامهم وتلقيمهم والرد عليهم وإقناعهم وتغيير قناعاتهم والدفاع عن الاسلام والذود عن حياض المسلمين ..مليونا !
وهاهي الامة الخالدة تنهض من جديد ،أتلمس ذلك جليا ، إلا أن تلكم النهضة تحتاج الى تغيير بعض القناعات التي رانت على قلوبنا ولاكتها افواهنا مع ركن بعض ” الفقاعات المتوارثة “ومنها هذا البيت الآنف ،وأصله : “لو كل كلب عوى ألقمتُه حجرًا ..لأصبح الصخرُ مثقالاً بدينارِ” ، والذي لايعلم قائله على وجه الدقة ، فكل من استشهد به لم ينسبه لنفسه وإكتفى بتضمينه شعره ومنهم من نسبه الى يوسف الفارسكوري، ومنهم الى علي الصفاقسي، ومنهم الى المتنبي ، الا ان احدا لم يتثبت من قائله ، وهو وان كان رائعا في معناه ومبناه الا انه لايصلح ” لليقظة ولا للنهضة من جديد”اسوة بـ”القناعة كنز لايفنى “، اسوة بـ” لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي” والذي استشهد به الكثير من الشعراء كذلك وان كان ينسب الى عمرو بن معدي كرب ..النهضة بحاجة الى ابيات وحكم ” جديدة – قديمة ” تقوي العزائم وتشحذ الهمم ، ترفع المعنويات وتبني الامم ، ولاتفت في عضدها أبدا ، المطلوب نهضة قوامها :
– ولا تـنتظر بـالسير رفـقة قاعد ..ودعه فإن العزم يـكــفيك حاملا
– إذا غامرت في شرف مروم .. فلا تقنع بما دون النجــــوم
– ومن يتهيب صعود الجبال ..يعش أبد الدهر بين الحفر
– همم الأحرار تحيي الرممـــا .. نفخة الأبرار تحيي الأممــــــــا
– قد نهضنا للمعالي ومضى عنا الجمود ..ورسمناها خطى للعز والنصر تـقود
وأختم بالقول بأن كل شخصية تأريخية عربية – إسلامية عظيمة يتم مهاجمتها بلاهوادة من قبل وعلى لسان – المتبعررين الجدد -( المتنورون الجدد) أمثال اسلام البحيري وابراهيم عيسى وشحرور والسيد القمني ، وبقية الشلة الغارقة في برك الاستشراق الآسنة والشعوبية الحاقدة فأعلم يا رعاك الله بأن هذه الشخصية كان لها دور كبير في هزيمة ثالوث ” الروم ،الفرس ،اليهود ” تأريخيا أبدا ومطلقا ، حتى صرت أبحث عن دور أية شخصية يهاجمها هؤلاء في هزيمة أولئك فورا ليتضح لي جليا ما أقوله لكم ، عمر الفاروق يُهاجم من قبل هؤلاء – طبيعي جدا – لأنه هزم الفرس وقضى على ملك كسرى حيث لم يظهر كسرى بعده ابدا ، وكان سببا في تحويل بلاد فارس كلها الى الاسلام ..فارس المشارق والمغارب علي بن ابي طالب يُهاجم – طبيعي جدا – لأنه هزم اليهود في جزيرة العرب ..سيف الله المسلول خالد بن الوليد يُهاجم – طبيعي جدا – لأنه هزم الفرس والروم وهكذا دواليك ..بل إن كل أثر يدل ويوثق هزيمة الفرس، اليهود ،الروم فقد تم محوه ، هدمه ، سرقته ، طمس معالمه والى الابد ، نقطة راس سطر ،وبالتالي صار عندي يقينا بأن من يهاجم الأعلام من أمتنا المجيدة فهو إما ذنب لهذا أو ذيل وقرن لذاك يناطح به سادته الأعلام ولو لبس عقالا،عمامة،قبعة طولها بقدر طول برج خليفة ،وعرضها بعرض سور الصين،وفاته قول القائل :
كناطح صخرة يوما ليوهنها ..فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل ٰ
أودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here