حِجَّة!

حِجَّة!

قصة قصيرة.

احمد العلي.

وقت الغداء نادت الزوجة على زوجها. كان متمددا على سرير غرفة النوم في الطابق العلوي من البيت، يشاهد حلقة من مسلسل ” أنا وبابا في المشمش.” لم يجب أول الأمر. كان متضايقا، ضجرا. نادت عليه مرة أخرى. قفز من سريره وصرخ عند باب الغرفة

” شكو، شتردين؟”

” هاي شبيك، شنو هاي العصبية!”

” شتردين مني؟”

نزل متباطئا وعابسا دون أن ينتظر جوابا منها. كان يعرف سبب مناداتها له. جلس أمام طاولة الطعام في المطبخ. جاءت إليه بصحن رز وفوقه نصف دجاجة مع شوربة دجاج، وجاءت إليه بالسلطة وجاءت إليه بعصير برتقال وجاءت إليه بالصمون الكهربائي، وجلست لتتغدى معه. كانا وحدهما في البيت ولم يستقبلا أحدا من أولادهما وعوائلهم وأقربائهما على مدى أسبوعين.

” آخ، هاي شنو، الأكل حار.” انتفض ورمى بالملعقة في صحن الرز.

” هاي شنو؟! إنت مو تحب الأكل حار؟”

” آني أحب الأكل حار؟ شوكت أكلت الأكل وهو حار؟”

” عجيب! من زمان تحب أقدم لك الأكل حار ولو كان بارد تصيح الأكل بارد!”

” شوكت كلت الأكل بارد، ها؟ شوكت آني كلت الأكل بارد؟ جاوبيني!”

” زين، عيني، زين. انتظر شويه، هسه يبرد. العفو، آني آسفه.”

” شنو آسفه. آني جوعان واريد آكل، شنو انتظر شويه؟”

” أوه، يوم الأسود يوم صار الحجر الصحي، شوكت ينتهي؟”

” يعني شنو؟ ما عاجبج كعدتي بالبيت. تضايقتي مني؟”

” لا عيني لا. بس القضية ما تسوه كل هاي العصبية.”

” ليش ما تسوه؟ اسبوعين آني كاعد بالبيت وعايف وظيفتي وشغلي”

” مو زين؟ شويه ارتاح من دوخة الوظيفة والمراجعين، يا عيني.”

” هو آني شعندي بالدائرة حتى اتعب وادوخ؟ مراجعين ولا واحد يدخل عليَّ.”

” ليش”

” عندي السكرتير. هو الذي يدخل عليَّ بالمعاملات، معاملة لو معاملتين الدوام كله، أوقعها واخلص وابقه اتابع التلفزيون بغرفتي إلى أن ينتهي الدوام.”

” زين، عيني، هسه الأكل برد. أكل، إنشاء الله الحجر الصحي ينتهي وترجع ال وظيفتك.”

” ما آكل.” ونهض عن مائدة الطعام.

” ليش؟”

” الأكل برد!”

بغداد 19/6/2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here