إردوغان باق هو وحكمه الرئاسي

إردوغان باق هو وحكمه الرئاسي، نعيم الهاشمي الخفاجي

إردوغان استعمل اسلوب التقية واستطاع تحقيق أهدافه بطرق محكمة، التقية التي يتهم بها السنة المتطرفون الشيعة في استخدامها هم يستخدمونها أكثر من الشيعة لأن الشيعة لديهم التقية تخضع المبادىء لا يمكنهم تجاوزها لأنها تتعارض مع الشريعة،بينما إردوغان والتنظيمات السنية يستخدمون التقية في أساليب يصل الكثير منها إلى طرق شيطانية للوصول إلى اهدافهم، انا شخصيا رغم اختلافي الأيديولوجي مع إردوغان ورغم دعمه الإرهاب في قتل أطفال ونساء الشيعة في سوريا والعراق واليمن وافغانستان لكنني جدا معجب بطريقة تعامل إردوغان مع خصومة وكيف استعان بجماهيره المليونية لتأديب خصومه، إردوغان ابتز دول عظمى بالساحة السورية والليبية والعراقية.
هناك حقيقية دول الخليج الوهابية الغنية نشرت الوهابية ودعمت الجماعات التكفيرية في سوريا وليبيا والذي جنى ثمرة تلك العصابات هو إردوغان بينما دول الخليج خرجت بخفي حنين، طالعتنا صحف خليجية اليوم أن إردوغان سوف يخسر النظام الرئاسي، ونشرت تقرير الى
استطلاعات الرأي الأحزاب معادية إلى اردوغان في تركيا. وزعمت أن هناك انخفاضاً ملموساً في دعم الناخبين الأتراك للنظام الرئاسي إلى ما دون 30%، وحسب ومعهم أن الانخفاظ المزعوم حسب زعمهم جاء على خلفية الفشل في تحقيق الوعود الانتخابية، وتهميش سلطات البرلمان مقابل «استبداد» الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بصلاحيات شبه مطلقة له.
والمعروف لكل متابع أن إردوغان يدعمه 58% إلى 60% من الشعب التركي، وانتقلت تركيا إلى النظام الرئاسي بأغلبية ضئيلة (51.4 %) في استفتاء أبريل (نيسان) 2017، بينما بدأ تطبيقه بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي شهدتها تركيا في يونيو (حزيران) 2018.
نعم صوت 51,4% لصالح إردوغان من بين جمهوره البالغ عددهم مابين 58-60% من الشعب التركي.
قضية تصريحات أصحاب مراكز الاستطلاع لايمت للحقيقة في سيطرة إردوغان وانصاره، عندما أحس الغرب بقوة إردوغان حاولوا إسقاطه من خلال الجيش التركي القلعة الحصينة التي بناها الناتو طيلة ستين عاما للتحكم في أنظمة الحكم في تركيا ودبروا انقلاب حزيران لكن إردوغان تكلم مع شعبه من خلال برنامج اسكايب وخرجت الجماهير وافشلت الانقلاب واستطاع إردوغان تصفية الجيش التركي من خصومة وحقق نصرا كبيرا وبعد أن طهر الجيش من خصومه أصبح الإسلاميون هم قادة تركيا الدائمون، لذلك ماحدث في تركيا مشابه تماما لما حدث في إيران عام 1979 وصل إردوغان وحزبه للسلطة ويبقى إلى الأبد ولا يمكن ازاحته حتى لو ازيح يحل محله إسلامي آخر، إردوغان عندما حول النظام إلى رئاسي بعد أن أطمئن لهزيمة جنرالات العسكر استطاع طيب إردوغان خلال العامين الماضيين، تمرير 2229 قرارا وملحق وتعديل تشريعياً بمفرده، بينما البرلمان استطاع مناقشة 429 قسماً من هذه التشريعات التي يرسلها إليهم أيضا إردوغان عن طريق أعضاء حزبه في البرلمان التركي.

انخفضت نسبة المؤيدين الى إردوغان بنسبة ضئيلة من الأكراد الأتراك بسبب استعمال إردوغان الشدة مع الاكراد لكن هذا الانخفاض يبقى ضئيلا ومحدودا، يبقى أنصار إردوغان يمثلون أكثر من 55% من الشعب التركي ويستطيع تمرير قراراته بسهولة وبساطة.

استطاع إردوغان تصفية خصومه استطاع «تغيير النظام» والانتقال إلى الحكم الاستبدادي للفتك بخصومه،

مهما حاول خصوم إردوغان في محاولة إلغاء النظام الرئاسي من خلال إقامة دعوى تقدم من حزب الشعب الجمهوري إلى المحكمة الدستورية العليا للطعن على نتائج استفتاء تعديل الدستور الذي أُجري في 16 أبريل 2017، المحكمة تقبل الدعوى وبعد دراستها يتم رفض الدعوى المقدمة لإثبات أن السلطات القضائية تتعامل في شفافية وبالطرق الدستورية، تحية تقدير إلى السيد طيب إردوغان وياليت عارات أحزاب شيعة العراق خدموا ناسهم جماهيرهم المليونية ولم يفرطوا بتلك الجموع المضحية ويستعدونها مثل ما قام به إردوغان في الضرب بكل قوة من خلال جماهيره على رؤوس أعدائه.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

19.6.2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here