داعش يهاجم مكيشيفة بـ سيناريو مكرر وفرقة صغيرة

على الرغم من تراجع هجمات تنظيم داعش في الاسابيع الثلاثة الماضية، الا ان التنظيم مازال يراقب الثكنات العسكرية، بحثا عن فرص مناسبة للهجوم.

بالمقابل تكرر بعض القطعات الامنية في مناطق تعتبر ساخنة، نفس الاخطاء السابقة، حيث تراخت قبضتها مع تناقص الهجمات، ما عرضها للخطر مرة اخرى.

الحكومة في وقت سابق اكدت أن “داعش” لم يعد يشكل خطرًا على العراق كما كان في السابق، وأن خلاياه “شبه منتهية” و”لم تعد قادرة على تهديد مدننا ومواطنينا”.

واطلق رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، مطلع حزيران الحالي، الحملة العسكرية الثانية، منذ توليه المنصب قبل اقل من شهرين، لملاحقة بقايا التنظيم في مناطق شمال بغداد. وهذه العملية هي الرابعة منذ بداية عام 2020، التي تستهدف فلول التنظيم التي تسربت من عمليات التحرير منذ اكثر من عامين، وانتشرت في عدة مناطق.

ويتوزع داعش في صحراء الانبار، وغرب وجنوب الموصل، وجنوب غربي كركوك، وغربي وشرقي صلاح الدين، وشمالي وشرقي ديالى، وبعض اطراف بغداد الغربية.

ولا تحسم العمليات العسكرية المتعددة وجود التنظيم بشكل نهائي، الا انها وبحسب مسؤولين، ستكون مفيدة على المدى البعيد إذ استمرت بشكل دوري.

وصل عدد العمليات العسكرية الكبيرة، بعد اعلان تحرير العراق من داعش نهاية 2017، الى 13 عملية الى جانب عشرات الحملات الصغيرة في حدود بعض المدن.

داعش ينتظر

مسؤول امني في شمال بغداد، يقول لـ(المدى) ان “تلك العمليات والاستنفار الامني تسبب في تراجع هجمات داعش بشكل كبير، لكننا نخشى دوما من التراخي الامني مع انخفاض الحوادث”.

وفي ايار الماضي وصل عدد الهجمات التي نفذها داعش، لنحو 250 هجومًا، في واحد من اكثر سلسلة هجمات عنفا في البلاد منذ اعلان القضاء على التنظيم نهاية 2017.

ويكشف المسؤول الامني عن مقتل واصابة 6 عناصر امنية، جنوب تكريت (مركز محافظ صلاح الدين)، في احدث هجوم للتنظيم على القوات الامنية.

وكرر التنظيم هجومه الاخير، بعد نحو شهر من هجوم مشابه نفذه في نفس القاطع (جنوب تكريت)، وصف حينها بـ”الاعنف” منذ اعلان التحرير قبل نحو 3 سنوات. واكد المسؤول الامني الذي طلب عدم نشر اسمه، ان “داعش هاجم ليلة السبت على الاحد، مكيشيفة مرة اخرى، واستشهد عنصران من الحشد الشعبي، واصيب 4 آخرون بجروح”.

وكرر التنظيم، عمليات التسلل على ضفتي نهر دجلة، التي تقع على اطرافهما مكيشيفة، وقضاء الدور في الجهة المقابلة.

ويؤكد المسؤول ان “قوات من الحشد موجودة على الطرفين، لكن تحدث هذه الهجمات في وقت الغفلة او التراخي”.

وبحسب تفاصيل الهجوم، ان “داعش” لاحق القوة التابعة للحشد التي هاجمها في ايار الماضي، الى مكانها الجديد.

وقالت المصادر ان التنظيم هاجم “المقر البديل” للواء 35 في منطقة الزلاية بأطراف ناحية مكيشيفة، بعد اشتباكات عنيفة مع داعش.

وهاجم التنظيم كالعادة، بفرقة صغيرة بين (4 الى 5 افراد)، متسللا من نهر دجلة، قبل ان يفر ويختبئ بعد الهجوم.

وحذر محمد كريم، النائب عن صلاح الدين في حديث لـ(المدى): “من مخطط لتنظيم داعش لإثارة العنف والطائفية”. واكد البلداوي ان “المخطط بدأ منذ نيسان الماضي”، متوقعا انه قد يستهدف بعض المراكز الدينية الحساسة في سامراء.

عمليات انتقامية

وكانت مصادر قد اكدت في وقت سابق لـ(المدى)، أنه منذ أشهر يحاول التنظيم “إيجاد موطئ قدم له في مكيشيفة” لتنفيذ مخطط جديد.

وقبل ايام من هجوم مكيشيفة الاول في ايار الماضي، قتلت قوات من الحشد، اكثر من 10 مسلحين كانوا مختبئين في جزيرة وسط دجلة.

وترجح المصادر، ان العمليات المتكررة على لواء (35) التابع للحشد، هو بسبب تلك العملية التي خسر فيها التنظيم عددا من عناصره.

وكشفت الكاميرات الحرارية حينها، عبور 4 مسلحين فقط نهر دجلة الى قرب ثكنة اللواء التابع لحزب الدعوة (جناح المالكي)، والذي يضم فوجا واحدا من سكان المنطقة.

ويعبر داعش النهر، بواسطة قوارب بدائية بدون محركات حتى لا يتسبب الصوت في إثارة الانتباه.

وكان المخطط آنذاك، استنادا للمصادر، هو أن تقوم هذه الفرقة الصغيرة بإحداث خرق بحائط الصد، قبل أن تبدأ فرق أخرى (لا تتجاوز الفرقة الواحدة 5 أشخاص) بالسيطرة على المدينة.

وتسبب هجوم مكيشيفة الاول، الى استشهاد 13 عنصرا من الحشد الشعبي، فيما ارجعت المصادر سبب الهجوم حينها الى “تراخي القوات المرابطة على ضفاف النهر”.

وفي مطلع نيسان الماضي، بدأ تنظيم داعش باتباع أسلوب جديد في مناطق شمال بغداد، لشن هجمات على القوات الأمنية، يتمثل بالمراقبة الطويلة للثكنات العسكرية، وانتظار لحظة “التراخي”. “التكتيك” جاء عقب تراجع قدرة التنظيم، في العامين الأخيرين على تنفيذ هجمات واسعة، بعد خسارة نفوذه في العراق وتشتت أفراده وانعزالهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here