قائد شرطة ذي قار: نتبنى سياسة الاحتواء بدلاً من العنف، ونواصل خطتنا لتجسير العلاقة مع المتظاهرين

ذي قار / حسين العامل

كشف قائد شرطة محافظة ذي قار العميد حازم الوائلي يوم السبت ( 20 حزيران 2020 ) عن تبنى القوات الأمنية بقيادتها الجديدة مبادرة مجتمعية لتجسير العلاقة بين القوات الأمنية والمجتمع وذلك من خلال مد جسور الثقة والتعاون مع المواطنين ولاسيما المتظاهرون منهم ،

وفيما بين أن المبادرة أسفرت حتى الآن عن قيام المتظاهرين بتسليم الملف الأمني الخاص بساحة التظاهرات في الحبوبي للقوات الأمنية ، أكد حرص القوات الأمنية على ردم الفجوة الناجمة عن أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات المطلبية.

وأوضح قائد شرطة ذي قار في حديث للمدى أن ” القوات الامنية بقيادتها الجديدة تعمل على تجاوز مرحلة العنف التي شهدتها أحداث التظاهرات المطلبية وهي جادة في تأسيس علاقات سليمة مع المتظاهرين والمجتمع بصورة عامة وذلك من خلال اعتماد الحكمة في معالجة الموقف بدلاً من استخدام العنف”، مبيناً أن ” محافظة ذي قار شهدت ومنذ انطلاق التظاهرات في الأول من تشرين الأول 2019 مواجهات وأعمال عنف بين القوات الأمنية والمتظاهرين تسببت بفجوة وحالة من الجفاء بين الطرفين”.

وأضاف الوائلي أن ” مهمتنا في المرحلة الراهنة ردم هذه الفجوة والتأسيس لعلاقة مغايرة مبنية على التعاون لتعزيز الاستقرار وحماية المجتمع والحوار المثمر في احتواء الأزمات والحد من العنف”، مؤكداً أن ” القوات الأمنية قادرة على معالجة كل ما يستجد من أحداث وأزمات من دون اللجوء للعنف المفرط الذي تسبب بإفساد العلاقة بين القوات الأمنية والمجتمع ولاسيما الشباب المتظاهرين”.

وتابع قائد شرطة ذي قار أن ” القوات الأمنية حريصة على تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة من خلال تفعيل دورها الميداني واحتواء الموقف والتحلي بروح المسؤولية وضبط النفس وتجنب التصعيد واستخدام العنف المفرط “، وأردف أن ” قيادة الشرطة تدعو وسائل الإعلام والمنظمات المجتمعية وشيوخ العشائر الى تبني حملة دعم لخطة القوات الأمنية الهادفة الى تجسير العلاقة مع المجتمع وتعزيز الأمن وإشاعة السلم الأهلي”.

وتابع قائد الشرطة أن ” القوات الأمنية هي من أفراد المجتمع ويجب أن يصب عملها في خدمة المجتمع فالهدف من تطبيق القانون هو حماية أفراد المجتمع من أي خرق أمني أو قانوني يتسبب بإشاعة الفوضى”، منوهاً الى أن ” القيادة الأمنية الجديدة تبنت العديد من المبادرات وتقدمت عدة خطوات لتأسيس منظومة من علاقات التعاون المثمر مع شباب التظاهرات سواء في ساحة الحبوبي أو في الأقضية والنواحي”.

وعن طبيعة المبادرات المجتمعية التي تبنتها القوات الامنية قال الوائلي إن ” القوات الامنية في ذي قار تبنت مؤخراً جملة من المبادرات المجتمعية الهادفة لبناء علاقة سليمة بين القوات الأمنية والمجتمع “، مبيناً أنه ” ومنذ تسنمه مهام المسؤولية في قيادة شرطة ذي قار في منتصف أيار المنصرم باشر بإطلاق حوار مباشر مع المتظاهرين وزار العديد من ساحات وميادين التظاهر في ساحة الحبوبي بالناصرية والرفاعي وهو ما أسس لخطوات لاحقة من التعاون المثمر”.

وأشار قائد شرطة ذي قار الى أن ” مبادرة المتظاهرين بتسليم الملف الأمني الخاص بساحة الحبوبي للقوات الامنية ما كانت لتكون لولا الثقة المتبادلة وحرص القيادة الجديدة على التعاون لحماية المتظاهرين وسعيها لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا “، وأضاف أن ” أغلب المواطنين والشباب من المتظاهرين هم من المتعاونين مع القوات الأمنية حالياً”.

وعن الوضع الأمني في المحافظة قال قائد شرطة ذي قارإن ” الوضع الأمني مستقر حالياً رغم ما يحصل من أحداث هنا وهناك وهذه أمور متوقعة ويجري التعاطي معها وفق القانون مع الحرص على بذل المزيد من الجهد والتحمل لاحتواء التصعيد المحتمل “، مبيناً أن ” قبضة القانون لم تكن ضعيفة لكن القوات الأمنية في المرحلة الحالية تعتمد سياسة احتواء الموقف وعدم التصعيد وتعمل على تجسير العلاقة بين المجتمع والقوات الأمنية “.

وأشار الوائلي الى أحد جوانب سياسة الاحتواء وتنفيذ القانون قائلاً إن ” دورية للشرطة تعرضت يوم (الجمعة) الماضي لإطلاق نار كثيف عند تنفيذ أوامر قبض قضائية في إحدى قرى ناحية العكيكة ( 30 كم ) جنوبي الناصرية وأصيب إثر ذلك ضابط وثلاثة أشخاص من عناصر الشرطة باطلاقات نارية إلا أن الدورية لم تلجأ الى الرد السريع “، مبيناً أن ” الدورية تعاملت مع الحادث بمسؤولية عالية أسفرت في نهاية الأمر عن القبض على 15 متهماً ومطلوباً من دون اللجوء الى العنف المفرط الذي كان بإمكان القوات الأمنية الساندة استخدامه عند تعرض دورية الشرطة لإطلاق النار”.

واكد قائد الشرطة أن ” واجب القوات الأمنية ليس خلق المزيد من التصعيد وإنما تنفيذ الواجب واحتواء الموقف والسيطرة على العنف المجتمعي بأقل الخسائر”، مشيراً الى أن ” الأشخاص الـ 15 المقبوض عليهم والمتهمين بمهاجمة دورية الشرطة قرر قاضي التحقيق توقيف 7 منهم وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب لتورطهم بالتجاوز ومهاجمة القوات الأمنية والبقية وفق المادة 240 من القانون العراقي للاشتباه بتورطهم بالهجوم”.

ونوّه الوائلي الى أن ” الجهد الأمني الميداني متواصل على مدار الساعة عبر نشر دوريات وعناصر الشرطة في جميع مناطق المحافظة لتكون قريبة من المواطنين وعلى أهبة الاستعداد لنجدتهم عندما يستجد أي طارئ”، مبيناً أن ” الآونة الأخيرة شهدت تنفيذ العديد من أوامر القبض القضائية الصادرة بحق متهمين بقضايا مختلفة من بينها جرائم قتل وتهريب مخدرات كما ضبطت القوات الأمنية العديد من قطع الأسلحة وأخذت توسع من مساحة فرض سلطة القانون عبر ملاحقة العصابات المسلحة واعتقال عدد كبير من أفرادها”.

وكان متظاهرو محافظة ذي قار أعلنوا يوم الخميس (11 حزيران 2020 ) تسليم الملف الأمني الخاص بساحة الحبوبي الى قائد الشرطة الجديد العميد حازم الوائلي ، وفيما بينوا أن ذلك يأتي لتعزيز التعاون مع القوات الامنية في إحباط المخططات الحزبية الساعية لشن المزيد من الهجمات ضد المتظاهرين ، أكدت قيادة شرطة ذي قار موافقتها على تنفيذ أوامر قبض بحق 11 عنصر شرطة متهم بقمع التظاهرات وذلك استجابة لمذكرات قبض قضائية.

وكانت قيادة شرطة ذي قار يوم السبت أعلنت ( 11 نيسان 2020 ) عن تبني عدد من المبادرات المجتمعية لردم الهوة وتجسير العلاقة بين الشرطة والمجتمع ، وفيما أكدت اتساع الهوة بعد التظاهرات وتطبيق حظر التجوال ، أشارت الى قيام دوريات الشرطة بتنظيم مواكب زفات لخمسة عرسان من الشباب في ظل حظر التجوال وتوزيع سلال غذائية والقيام بحملات تعفير للوقاية من الكورونا .

وكان ناشطون في تظاهرات ذي قار أعربوا يوم السبت ( 16 أيار 2020 ) عن ترحيبهم بتعيين العميد حازم الوائلي قائدا لشرطة ذي قار ، وبينوا ان الوائلي يحض بثقة المتظاهرين كونه أعرب مطلع العام الحالي عن تفضيل الاستقالة من منصبه على المشاركة بتنفيذ أوامر قمع التظاهرات السلمية، وهو بذلك على خلاف قائد الشرطة السابق الواء ناصر الاسدي المتورط بقمع تظاهرات الناصرية وحرق خيام المعتصمين على جسر فهد على طريق المرور السريع خلال الأشهر القليلة المنصرمة.

وشهدت محافظة ذي قار يوم السبت ( 16 أيار 2020 ) تغيير وإقالة سادس قائد عسكري منذ اندلاع التظاهرات في الأول من تشرين الأول 2019 ، اذ أُقيل في بادئ الامر اللواء حسن الزيدي على خلفية قمع التظاهرات وجرى استبداله بالعميد محمد عبد الوهاب السعيدي الذي أقيل لاحقاً واستبدل باللواء محمد القريشي ( ابو الوليد ) الذي استبدل بدوره باللواء ريسان كاصد الإبراهيمي الذي جرى تغيره لاحقاً واستبداله بالعميد ناصر الأسدي ، هذا ناهيك عن تنحية الفريق جميل الشمري الذي كان يشغل منصب رئيس خلية الأزمة وإدارة الملف الأمني في ذي قار على خلفية تورطه وقواته بارتكاب مجزرة جسر الزيتون التي راح ضحيتها 45 شهيداً وأكثر من 100 جريح من المتظاهرين .

ويبلغ إجمالي حصيلة ضحايا التظاهرات في محافظة ذي قار 122 شهيداً من الأول من تشرين الأول 2019 حتى الآن فيما سجلت المؤسسات الصحية أكثر من 2500 إصابة بين صفوف المتظاهرين معظمها ناجمة عن الرصاص الحي والقنابل الدخانية .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here