اتفاق جديد بين بغداد وأربيل لتعديل بنود الاتفاق النفطي

من المقرر أن يصل العاصمة بغداد وفد كردي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني لإجراء مباحثات مع المسؤولين في الحكومة الاتحادية لتعديل الاتفاق النفطي وتنظيم إدارة المنافذ الحدودية والإيرادات الداخلية.

هذه الزيارة تأتي استكمالا للمفاوضات التي أجراها قبل يومين رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في بغداد انتهت باتفاق الأطراف على حل كل الملفات العالقة في مقدمتها الملف الصحي والنفطي والاقتصادي والأمني.

وقال ديار برواري، النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في تصريح لـ(المدى) إن “زيارة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى بغداد قبل يومين كانت لتهيئة الأرضية والأجواء لإنهاء مجموعة من الملفات العالقة والمستعصية أبرزها الملف الصحي والأمني وحماية الحدود والأزمة الاقتصادية، والنفط والغاز، وكيفية إدارة المناطق المتنازع عليها”. وكان رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، قد وصل السبت (20 حزيران 2020) إلى بغداد، واجتمع مع كل من رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، وسياسيين آخرين.

واضاف أن “حكومة إقليم كردستان قررت إرسال وفد برئاسة قوباد طالباني إلى العاصمة بغداد غدا (اليوم) الثلاثاء للتفاوض مع الحكومة الاتحادية لإجراء تعديلات على الاتفاق النفطي الموقع بين رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قبل أكثر من سبعة أشهر”، متوقعا أن “تكون كميات النفط التي يسلمها الاقليم وفق الاتفاق الجديد قد تصل إلى 400 الف برميل يوميا”.

في تشرين الثاني 2019 اتفق إقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية على تسليم إيرادات ما يقارب 250 ألف برميل نفط يوميًا إلى الحكومة الاتحادية، مقابل إيفاء حكومة المركز بالالتزامات تجاه الإقليم، على ان يُضمّن هذا الاتفاق في قانون الموازنة الاتحادية لعام 2020. وبين برواري أن “التعديلات الجديدة على الاتفاق النفطي ستشمل تعديلا على كميات النفط المرسلة من الإقليم إلى الحكومة الاتحادية، وكذلك تنظيم الواردات الداخلية وإدارة المنافذ الحدودية لكردستان من اجل زيادة الإيرادات”، مبينا ان “المتغيرات التي شهدها العراق والمتمثلة بالوضع الصحي والأمني والاقتصادي هي من دفعت بإجراء هذه التعديلات على الاتفاق”.

وأكد نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب أن “رئيس إقليم كردستان استمع الى القوى الحكومية والسياسية من اجل الانتهاء من الملفات العالقة بين بغداد واربيل وعلى اثر ذلك سيخول الوفد الكردي المفاوض بالصلاحيات الكاملة للتفاوض مع الحكومة الاتحادية”.

من جانبه، أبدى رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني استعداد اربيل “لحل جميع المشاكل مع بغداد بشكل جذري والإيفاء بما علينا من التزامات مقابل تأمين حقوقنا ومستحقاتنا الدستورية، والوصول إلى اتفاق شامل يرضي الطرفين ويحدد حقوق والتزامات كل منهما”. وذكر بيان عن رئاسة حكومة إقليم كردستان أن مسرور بارزاني، اشرف على “اجتماع خاص بشأن المباحثات مع الحكومة الاتحادية، بمشاركة نائب رئيس الحكومة قوباد طالباني، وذلك عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بنظام (الفيديو كونفرانس)”.

وأضاف أنه “شارك في الاجتماع أعضاء الوفد المفاوض، حيث جرى التباحث بشأن آخر نتائج المحادثات وسبل حسم المشاكل العالقة مع الحكومة الاتحادية بموجب الدستور، بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن تأمين الحقوق والمستحقات الدستورية لإقليم كردستان”.

وقال بارزاني بحسب البيان، “مستعدون لحل جميع المشاكل مع بغداد بشكل جذري والإيفاء بما علينا من التزامات مقابل تأمين حقوقنا ومستحقاتنا الدستورية، والوصول إلى اتفاق شامل يرضي الطرفين ويحدد حقوق والتزامات كل منهما”. وأشار إلى أن حسم المشاكل بين الجانبين يصب في مصلحة جميع المواطنين العراقيين، وهو عامل مهم لاستتباب الاستقرار في المنطقة. وتقرر في الاجتماع إرسال وفد رفيع المستوى إلى بغداد برئاسة نائب رئيس الحكومة.

بدوره، أكد سعدي احمد بيرة، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أن “الطرفين اتفاقا على تصفير كل الملفات الخلافية والمتعلقة بالجانب الأمني والاقتصادي وغيرها من الملفات عبر تشكيل لجان فنية”.

واضاف بيرة في تصريح لـ(المدى) أن “اللجان الفنية المشتركة بين الجانبين ستكون مختصة بالجانب الأمني والنفطي، وبالمادة 140 والمناطق المتنازع عليها”، مضيفا “نحن بحاجة إلى حلحلة الخلافات لتجاوز كل الأزمات”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here