عملية عسكرية تُغلق النهايات السائبة أمام داعش بمشاركة التحالف الدولي

بدأت القوات الامنية والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بإطلاق سلسلة من العمليات والغارات ضد تنظيم داعش، في مناطق متعددة من البلاد. وتراجعت هجمات التنظيم في الاسابيع الثلاثة الماضية، الا ان الاخير مازال “يراقب” الثكنات العسكرية، بحثا عن فرص لمهاجمة القوات الامنية كما جرى بداية الاسبوع الحالي في جنوب تكريت.

وتشير التقديرات في العراق، إلى أن عدد عناصر داعش المتبقين يتراوح بين 2000 و3000 فرد، من بينهم حوالي 500 من المسلحين الذين تسللوا من السجون السورية والتي تقع بمحاذاة الحدود.

وفجرت القوات الامنية أمس، في احدث عملية عسكرية ضد داعش، عددا من القنابل والعجلات المفخخة والآليات التي استخدمها التنظيم، كما عثرت على مواد مخدرة في احد مواقع التنظيم في شرقي العراق. وتعمل القوات الامنية، بـ50% من طاقتها بسبب تفشي فايروس كورونا، حيث اجبر الوباء على منح اجازات لنصف القوات، واستخدام نظام البديل لحماية افراد الامن من الاصابة. واطلق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، امس، عملية عسكرية جديدة في 4 محافظات لملاحقة بقايا تنظيم داعش، بعد 18 يوما فقط من انتهاء حملة امنية واسعة نفذت في المناطق نفسها والتي كانت محتلة من التنظيم في 2014. والعملية الاخيرة هي الخامسة منذ بداية عام 2020، التي تستهدف فلول التنظيم التي تسربت من عمليات التحرير منذ اكثر من عامين، وانتشرت في عدة مناطق. ويتوزع داعش في صحراء الانبار، وغرب وجنوب الموصل، وجنوب غربي كركوك، وغربي وشرقي صلاح الدين، وشمالي وشرقي ديالى، وبعض اطراف بغداد الغربية.

خسارة الحواضن

مروان الجبارة، المتحدث باسم عشائر صلاح الدين، يقول لـ(المدى) ان “قوة داعش تراجعت بشكل كبير في المحافظة، لان السكان لم يعودوا يرغبون بوجوده”، مشيرا الى ان التنظيم بلا حواضن “لا يستطيع ان يتحرك”. وهاجم التنظيم في غضون شهر واحد، بلدة مكيشيفة جنوب تكريت (مركز محافظة صلاح الدين)، مرتين مستهدفا لواء تابع للحشد الشعبي، بعد عمليات ناجحة للأخير قتلت عددا من المسلحين.

ويضيف الجبارة، وهو احد قيادات الحشد الشعبي في شرق تكريت، انه على الرغم من تراجع قدرة داعش الا أن “فلول التنظيم متواجدة في مناطق حمرين وغرب سامراء”.وأعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة، امس، تدمير زوارق لداعش شمال غرب آمرلي ضمن عمليات ابطال العراق التي اطلقت صباح الاثنين.

وذكرت الخلية، في بيان إن “اللواء الثاني في فرقة الرد السريع باشر بعمليات ابطال العراق المرحلة الثالثة ضمن قاطع المسؤولية”.

وأضافت، أن “قوات اللواء دمرت عددا من الزوارق لعناصر عصابات داعش الإرهابية في نهر اق صو في شمال غرب امرلي ومازالت عملية التطهير مستمرة”.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العميد يحيى رسول في بيان إنه “وبتوجيه من رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وبإشراف قيادة العمليات المشتركة، انطلقت فجر اليوم الاثنين (امس) عملية ابطال العراق المرحلة الثالثة”.

وكانت القيادة العسكرية، قد اعلنت في 4 حزيران الحالي، انتهاء المرحلة الثانية من “ابطال العراق”، واستمرت ليومين، وقامت القوات بتفتيش اكثر من 7 كم مربع في 5 قطعات في شمالي وشرقي البلاد.

الحدود الفاصلة

الجديد في العملية العسكرية، والتي اطلقت امس، ستقوم بتطهير وتفتيش الحدود الفاصلة مع قيادات عمليات (ديالى، سامراء، كركوك) من ثلاثة محاور، بالإضافة الى عمليات تمشيط في صلاح الدين.

وتعتبر الحدود الفاصلة بين العمليات العسكرية واحدة من ابرز الاخطاء التي لم تعالج منذ سنوات. ويقول عبد الخالق العزاوي، عضو لجنة الامن في البرلمان ان تلك الحدود او “النهايات السائبة لمسؤوليات القطعات العسكرية عطلت تطهير عدد من المناطق، وساهمت في تأخير وصول الاسناد لبعض القوات”.

بالمقابل اكد بيان القيادة العسكرية حول المرحلة الثالثة للعملية ابطال العراق أن “القطعات المشتركة بالعمليات هي وزارة الدفاع من خلال قيادة القوات البرية المتمثلة بقطعات من (قيادة عمليات صلاح الدين وقيادة عمليات سامراء وقيادة عمليات ديالى) وقطعات من الفرقة المدرعة التاسعة ولواء القوات الخاصة، ووزارة الداخلية من خلال قطعات قيادة قوات الشرطة الاتحادية وقيادة فرقة الرد السريع وافواج سوات والتكتيكي من مديريات الشرطة، فضلا عن قطعات الشرطة الاتحادية ضمن المقر المتقدم لقيادة العمليات المشتركة في كركوك”.

وأشار البيان إلى “مشاركة قطعات من ألوية الحشد الشعبي في ديالى وصلاح الدين وسامراء وكركوك، وفقًا لمعلومات استخبارية دقيقة من جميع الوكالات الاستخبارية التي تشترك في هذه العمليات التي تأتي بإسناد من طيران قيادة القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي”. واستأنف طيران التحالف مؤخرا، عمليات ضد تنظيم داعش، وقالت تقارير امنية ان التحالف “نفذ اكثر من 100 غارة خلال الشهرين الماضيين”، واعلنت الحكومة العراقية، اول امس، عن ان طيران التحالف دمر ثلاثة معسكرات تابعة لتنظيم داعش، جنوبي محافظة كركوك.

وتستهدف “ابطال العراق 3” مساحة (4853) كم 2، لغرض تفتيشها وملاحقة العناصر التابعة لداعش والمطلوبين ورفع المخلفات الحربية. وأفادت خلية الإعلام الأمني، امس، بأن قوة من لواء المشاة السابع، والعشرين في فرقة المشاة السابعة، تنفذ عملية استباقية في وادي حوران، غربي الأنبار، غربي البلاد. وأضافت الخلية، أن العملية أسفرت عن تدمير عجلة مفخخة نوع “بيك اب” نيسان، والعثور على ثلاثة أوكار، وهاون 120 ملم، وآخر 82 ملم.

وكشفت عن عثور القوة على قاعدة إطلاق صواريخ من طراز “كاتيوشا”، و33 قنبرة هاون عيار 82 ملم، و 72 قنبرة هاون عيار 120 ملم.

بالمقابل قال قائد عمليات ديالى للحشد الشعبي، طالب الموسوي، امس، إنه “ضمن عمليات ابطال العراق عثرت قوة من اللواء 110 للحشد على مضافة لداعش في قرية أبو هذال في ديالى وتم ضبط مادة الكريستال المخدرة داخل المضافة”. بحسب إعلام الحشد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here