هيئة علماء المسلمين في العراق: بيان رقم (1429) المتعلق بالواقع المأساوي للرياضة العراقية ووفاة الرياضيين (علي هادي) و (أحمد راضي)

أصدرت الأمانة العامة في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ بيانًا برقم (1429) المتعلق بالواقع المأساوي للرياضة العراقية ووفاة الرياضيين (علي هادي) و(أحمد راضي)، وفيما يلي نص البيان:

بيان رقم (1429)
المتعلق بالواقع المأساوي للرياضة العراقية
ووفاة الرياضيين (علي هادي) و(أحمد راضي)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فيوما بعد يوم يكشف النظام السياسي القائم في العراق عن التمادي في جرائمه بحق العراق والعراقيين، وعدم اهتمام حكوماته المتعاقبة بمقدرات وثروات البلاد المادية والمعنوية، وتفريطها بها. وإن كان الضرر الفادح ملموسًا بوضوح في الجوانب المادية المحسوسة؛ فإنه غير ملاحظ بالمستوى نفسه في الجوانب المعنوية، ولاسيما في المجالات الثقافية والفنية والرياضية. وقد فتحت حادثتا وفاة الرياضيين المعروفين (علي هادي) نجم نادي الزوراء الرياضي، و(أحمد راضي) اللاعب الدولي السابق ونجم المنتخب الوطني نتيجة إصابتهما بوباء (كورونا-كوفيد 19)؛ الباب واسعًا لبيان المآسي الكبيرة التي يعاني منها العراقيون جميعًا، ويعاني منها الواقع الرياضي خصوصًا، والآثار والتداعيات الخطيرة لتدهور القطاع الصحي وفشله في التصدي للوباء.
لقد تركت حادثة وفاة (علي هادي) والإهمال الذي تعرض له، ثم حادثة وفاة (أحمد راضي) وتشييعه ودفنه، وقبل ذلك معاناته في المستشفى وما صاحبها من إهمال كبير؛ آثار حزن ٍكبيرةٍ في نفوس العراقيين، وأظهرتا حجم الجرم الكبير بحق القطاع الرياضي، والتراجع الكبير والفاضح للرياضة العراقية على المستويات المحلية والعربية والإقليمية والدولية؛ بسبب عوامل عدة تتحمل مسؤوليتها الحكومات المتعاقبة، وفشلها في إدارة البلاد وكم الفساد الكبير فيها وتخبطها المستمر وعدم التفاتها لمصالح الشعب وهمومه.
وفيما يخص الواقع الرياضي، فإنه يشهد منذ ساعة الاحتلال الأولى انهيارًا متواصلًا لأسباب كثيرة؛ وبما يؤثر بشكل كبير على تطور الرياضة العراقية، ومن أبرز هذه الأسباب: حالة الإهمال الكبير الطاغية على طبيعة تعامل الحكومات المتتابعة مع الرياضة والرياضيين، وعدم العناية بتوفير البنية التحتية للرياضة والشباب، التي تُعد ضرورية لنجاح وتطور الألعاب الرياضية، سواءًا على صعيد الأندية أو المنتخبات، وعدم وجود إدارة مركزية حقيقة تدير شؤون الرياضة بحكمة وآليات سليمة وصحيحة، والتدخلات الطارئة من خارج الوسط الرياضي في مجال الإدارة الرياضية من قبل الأحزاب المتنفذة وتوزيع المنافع على المقربين، وانتشار ظاهرة الأندية الوهمية التي تعود لأحزاب سياسية تهدف من خلالها إلى نهب ثروة البلاد المالية بحجة دعم الرياضة والشباب، وإهمال المنتخبات الوطنية في كثير من الألعاب، فضلًا عن الفساد الكبير في مشاريع الملاعب والمنشآت الرياضية التي باتت فضائحها المالية والسرقات الكبير فيها تزكم الأنوف، وأخيرًا عدم التفات وزارة (الشباب والرياضة) لمسؤولياتها وواجباتها في رعاية وتنشئة الأجيال الناشئة والشابة في العراق ودعمها؛ لضمان استمرار عطاء الشباب في المجالات كافة، ولاسيما الرياضية منها.
ولا يشفع لهذا الواقع المؤلم للرياضة والرياضيين في العراق بعض النجاحات هنا وهناك، التي حصلت بجهود الرياضيين أنفسهم واجتهادهم وغيرتهم الوطنية وحرصهم على رفع اسم العراق؛ لا بفضل الحكومات المتعاقبة في ظل الاحتلال، التي دأبت على استغلال هذه النجاحات للترويج لنفسها، فيما لم يلقَ كثيرٌ من رواد الرياضة العراقية ونجومها من صناع الفرح للشعب العراقي من هذه الحكومات إلا الإهمال بعد اعتزالهم؛ حيث يشتكون من شظف العيش والأمراض التي باتت جزءًا مؤلما من حياتهم، فيما رحل عدد منهم بصمت وألم في منازلهم أو في مستشفيات بائسة أو في المنافي، وهم يعانون أشد المعاناة ماديًا ونفسيًا.
لقد كان رحيل (علي هادي) و(أحمد راضي) -رحمهما الله- فرصة للتعبير عن وحدة العراقيين وغلبة مشاعرهم الوطنية واتفاقهم على حب الفقيدين، وكان فرصة أيضا لمعرفة ما تكنه الشعوب العربية من متابعة وحب للممثل الناجح والخلوق للكرة العراقية (أحمد راضي)، واستفتاءًا شعبيًا عامًا على مدى اتساع جرائم النظام السياسي القائم في العراق في المجالات كافة.

الأمانة العامة
1/ذو القعدة/1441هـ
22/6/2020م


وحدة إرسال البيانات والتصاريح في قسم الإعلام
هيئة علماء المسلمين في العراق

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here