الإسلام السياسي ” الشيعي ” أينما يضع قدمه يحل الفقر والخراب : لبنان دليلا آخر

بقلم مهدي قاسم

عرف كل قاص ودان في العالم كيف أرجعت أحزاب الإسلام السياسي “ــــ الشيعية و السنية و المتفقة محاصصتيا ـــ العراق إلى شبه العصر الحجري ــ من جراء النهب المنظم للمال العام من جهة و الإهمال العمراني والتحديثي لمرافق الدولة ومؤسساتها الخدمية والتعليمية والصحية والثقافية من جهة أخرى ، حتى بات العراق و كأنه ينتمي إلى دول أفريقية متخلفة في وسط غابات مليئة بوحوش ضارية مع مشاهد جهل و تخلف مترامية أطراف بؤسا ، كدولة مفلسة وفاشلة إلى حد بحيث تحير الحكومة كيف تدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين في الشهور القادمة !، ويبدو أن نفس الشيء يكاد أن يحدث مع الشعب اللبناني بسبب هيمنة و سطوة حزب الله و أذرعه المتدرعة العنيفة والطويلة ، ضمن تحالف مع حزب رئيس الجمهورية ميشال عون ، لكي يضفي حزب الله من خلال هذا التحالف شيئا من الشرعية على سلوكه السياسي الابتزازي المتسم بسياسة البلطجة حينا و العصا الغليظة حينا آخر ، وهو نفس التحالف المشبوه الذي عقدته أحزاب الإسلام السياسي” الشيعية ” مع الحزب الأخوانجي العراقي ” السني ” في أخطر تحالف مشبوه ومدمر جرى و يجري ضد حاضر ومستقبل العراق ..

و رجوعا إلى لبنان ، فأن ثمة أزمات مالية و خدمية و اقتصادية خانقة يعيشها أغلب الفئات والشرائح الاجتماعية في لبنان من مظاهر فساد و فقر و بطالة وسوء خدمات ومعيشة وتوترات أمنية خطيرة ، حيث يرتفع سيف حزب الله مسلولا و عاليا ليهدد بقطع رأس كل من يعترض أو يحتج على الوضع المعيشي و الخدمي المزري و الراهن في لبنان فضلا عن عمليات القمع المبطنة ضد حرية الرأي و التعبير ، وهو الوضع الذي يعد أسوأ بكثير من الوضع الذي حل بعد هدوء الحرب الأهلية والذي مقارنة بالوضع الحالي ــ يعد أفضل حالا ــ حيث كان كاتب هذه السطور شاهد عيان على ذلك لكونه كان يعمل صحفيا مقيما في بيروت ما بين المنتصف الثاني من سبعينات وبدايات الثمانينات من القرن الماضي ، بالرغم من أن السلطة اللبنانية حينذاك كانت شبه مشلولة و منهارة ، ولكن مع وجود تيارات وطنية و يسارية فضلا عن المقاومة الفلسطينية بقيادة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في بيروت الغربية ، فقد كانت الأوضاع المعيشية والخدمية متوفرة آنذاك ــ ولو بحدها الأدنى ــ ولكن أفضل بكثير مما هي عليها الآن !..

بينما في صنعاء حيث يسيطر الحوثيون الموالون للنظام الإيراني فأن مظاهر الفقر و العوز بتواز مع مشاهد الخراب والدمار كانت ولا زالت أفدح و أفظع ، وأن كان للنظام السعودي والإماراتي دورا إجراميا بارزا أيضا في ذلك ، حيث حاولا النظامان الإيراني والسعودي في تصفية حساباتهما على الأرض اليمنية ، كل طرف مستعينا بمواليه و مرتزقته هناك ..

وكان يمكن نفس الكارثة والمحن والمصائب الوطنية أن تحدث في البحرين لو تمكن موالون للنظام الإيراني هناك من أخذ زمام المبادرة و إسقاط السلطة ومن ثم فرض نظام ” إسلامي ” هناك شبيه بالنظام الإسلامي اللصوصي و عصاباتي الحالي في العراق ، لكان الشعب البحريني يعيش الآن نفس الحالة المزرية والفظيعة من معاناة وعذابات نفسية التي يعيشها كل من الشعب العراقي واللبناني ، غير أن عقلاء الشيعة في البحرين قد استمعوا إلى نداء العقل و الحكمة وتمكنوا من خلال ذلك تجنيب الشعب البحريني بكل فئاته الاجتماعية من وقوع محن ومصائب مثلما هي حاليا في العراق ..

و نفس الشيء يمكن أن ُيقال عن عقلاء الشيعة في الكويت الذين لم يصغوا إلى مؤامرات النظام الإيراني لقلب الأوضاع في الكويت لصالحه من خلال بعض العملاء” العقائديين ” و جعل من الكويت حديقة خلفية وخربانة للنظام الإيراني ، مليئة بنفايات و زبالة وفقر وبطالة وسوء خدمات و امراض فتاكة وبؤس بعد تسليم مقاليد الحكم في الكويت لعصابات شبيهة بعصابات المنطقة الخضراء ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here