13 عملية عسكرية كبيرة لم تنه داعش.. وتوصية بملاحقته استخباريًا

لا يمر شهر تقريبًا حتى تعلن القيادة العسكرية عن تنفيذ حملة امنية لملاحقة ما تبقى من تنظيم داعش، ورغم ذلك يعود التنظيم بين حملة واخرى للظهور ويعيد انشاء المضافات.

ويعتقد مسؤولون ان الوضع الامني في العراق، يحتاج الى تشديد في الجانب الاستخباري، حيث يكون اقل كلفة ووقتا من العمليات العسكرية الكبيرة، التي في اغلب الاحيان تنتهي بدون اعتقال مسلحين. واطلق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الاثنين الماضي، عملية عسكرية جديدة في 4 محافظات لملاحقة بقايا تنظيم “داعش”، بعد 18 يوم فقط من انتهاء حملة امنية واسعة نفذت في المناطق نفسها والتي كانت محتلة من التنظيم في 2014.

والعملية الاخيرة هي الخامسة منذ بداية عام 2020، التي تستهدف فلول التنظيم التي تسربت من عمليات التحرير منذ اكثر من عامين، وانتشرت في عدة مناطق.

ووصل عدد العمليات العسكرية الكبيرة، بعد اعلان تحرير العراق من داعش نهاية 2017، الى 13 عملية الى جانب عشرات الحملات الصغيرة في حدود بعض المدن. واعلنت القيادة العسكرية في 2017 النصر الكامل بطريقة مستعجلة لتناغم حسابات سياسية، إذ سارع الجيش للذهاب الى كركوك، بسبب ازمة ما كانت تعرف بـ”استفتاء تقرير المصير”.

وذكر زعماء محليين ضمن الحشود العشائرية في كركوك وصلاح الدين لـ(المدى)، انه بعد عام من اعلان تحرير الحويجة، جنوب غربي كركوك (تحررت في تشرين الاول 2017)، دخلنا الى قرى “لم يدخلها أي جندي ضمن العمليات اللاحقة لتطهير المدن”.

وفي اغلب المدن المحررة، مثل اطراف محافظات ديالى وصلاح الدين ونينوى، لم تجر عمليات تدقيق للسكان، حيث غير عدد من مسلحي التنظيم اشكالهم وملابسهم كما تنقلوا من مدينة الى اخرى، فاصبح من الصعب التعرف عليهم.

وبعد شهر واحد من تحرير الموصل (حررت في تموز 2017)، قال مواطنون في المدينة لـ(المدى) انهم شاهدوا قياديين في داعش يسيرون في شوارع الموصل، حيث لم تثبت عليهم التهم، بالاضافة الى شكوك بوجود صفقات لإخراج بعضهم من السجون مقابل “رشاوى”.

وفي الاشهر اللاحقة لإعلان النصر على داعش، تكررت عمليات التسلل عبر الحدود، بين مسلحين هربوا من داخل العراق الى دول اخرى اثناء عمليات التحرير ثم عادوا بعد ذلك، او مسلحين وجدوا طريقهم الى العراق بعد تعرضهم للضغط في سوريا او هاربين من المعتقلات هناك.

في شباط الماضي، تراجعت حماسة بعض الجهات السياسية للمطالبة باخراج القوات الاميركية من العراق، بعد ورود معلومات عن تسلل 400 مسلح من سوريا الى داخل الاراضي العراقية معهم مبالغ كبيرة قد تستخدم في تمويل عمليات مسلحة.

كما ظهرت لاحقا بعض العلامات على تعاون ذوي المسلحين مع ابنائهم، وتحذيرات من عودة غير مدروسة لبعض النازحين المعروفين باسم “عوائل داعش”، بأنها قد تتسبب بعودة النشاط في المناطق المحررة. عبد الكريم الجربا، قيادي في الحشد العشائري في نينوى، يقول لـ(المدى) ان “بعض ذوي المسلحين عملوا كجواسيس لابنائهم الدواعش، وللتغطية عليهم”.

تعزيز الجانب الاستخباري

يفضل مسؤولون عن الملف الامني في البلاد، ان يتم الاهتمام بالجانب الاستخباري في تعقب مسلحي داعش، بدلا من العمليات العسكرية الكبيرة، التي قد تأخذ وقتا طويلا وجهدا اكبر.

عضو في لجنة الامن في البرلمان يقول لـ(المدى) ان “الجهد الاستخباري ضعيف في العراق، كما ان تلك الجهات تعاني نقصا في المعدات وحتى التمويل”.

وتوجد 6 جهات في العراق تعمل في مجال جمع المعلومات الاستخبارية، وهي استخبارات الدفاع، الداخلية، وكالة الاستخبارات، الامن الوطني، المخابرات، واخيرا انضمت اليهم الاستخبارات التابعة لهيئة الحشد الشعبي. النائب الذي طلب عدم نشر اسمه، اشار الى اهمية ان “تكون هناك متابعة لتلك الجهات وابعاد الجهات غير الكفوءة، ومراقبة بعض التغييرات الامنية التي تجري في بعض المحافظات والتي قد تؤدي الى ابعاد ضباط مهنيين”.

بالمقابل بدأت الجهات الامنية تعلن عن نتائج الحملة العسكرية الاخيرة في يومها الثالث. وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية جعفر البطاط، ان قواته في صلاح الدين وحمرين تمكنت من” تدمير 25 عبوة ناسفة، و5 مضافات، والعثور على صاروخ كاتيوشا، وعلى 3 انفاق وعلى 6 مساطر تفجير وعلى قنبرتي هاون60 ملم و تفتيش وتطهير (7) قرى”. الى ذلك اعلن قائد القوة البرية قاسم المحمدي، امس، عن تدمير أوكار لداعش في أجزاء من البحيرات والوديان، والعثور على عبوات ناسفة ومعدات أخرى في مناطق شمالي وشرقي العراق.

وبين المحمدي أنه “تم الاتفاق على ترسيم الحدود الفاصلة بين المحافظات الثلاث (كركوك، صلاح الدين، ديالى) وأن تكون منسقة بشكل جيد وسيكون هناك مسك للمناطق والفجوات”.

وأوضح المحمدي، أن “العمليات كانت ناجحة ومؤثرة على الإرهابيين ولن يكون هناك أي مأوى للعناصر الإرهابية في تلك المناطق، والعمليات مستمرة لفرض الاستقرار”.

بدوره قال صادق الحسيني، وهو قيادي في الحشد الشعبي في ديالى لـ(المدى) ان “بعض العمليات العسكرية قد لا تنتهي بالعثور على مسلحين لكننا نضيق عليهم مساحة البقاء في العراق”.

واضاف الحسيني ان “عمليات تدمير المضافات وكشف اوكار داعش، ستمنع المسلحين من العودة بشكل نهائي الى تلك المناطق التي تم تطهيرها”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here