تقرير سنوي: نشاط داعش يزداد في المناطق المتنازع عليها ومكافأة رصد خليفة البغدادي تتضاعف

ضاعفت الولايات المتحدة الأمريكية قيمة المكافأة، التي رصدتها للقبض على زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، الجديد، أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، الشهير بـ”حجي عبد الله”.

ذكر ذلك الموقع الرسمي للخارجية الأمريكية، أن المكافأة سيتم منحها لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على هذا الإرهابي.

وكانت المكافأة، التي تم الإعلان عنها في آب 2019، هي 5 ملايين دولار فقط، لكن الخارجية الأمريكية أعلنت مضاعفتها لتصل إلى 10 ملايين دولار. وقالت الخارجية الأمريكية إن حجي عبد الله، هو الذي تولى زعامة تنظيم “داعش” الإرهابي بعد مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي خلال عملية عسكرية أمريكية في تشرين الأول عام 2019.

وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أن حجي عبد الله شارك في العديد من الجرائم التي تشمل الاختطاف والقتل والذبح للأقليات في شمال غربي العراق، وأنه المسؤول عن العمليات الدولية للتنظيم. وذكر بيان الخارجية الأمريكية أن حجي عبد الله، ولد في العراق عام 1976، وأصبح من قادة “داعش” ونائب الأمير، قبل أن يتولى زعامته بعد وفاة البغدادي، وتم وضعه على قائمة الإرهاب الأمريكية في آذار العام الماضي. وفي كانون الثاني الماضي، قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن أحد مؤسسي تنظيم “داعش” الإرهابي، ويدعى أمير محمد عبد الرحمن المولي، تولى زعامة الجماعة خلفا لأبو بكر البغدادي، مشيرة إلى أنه أحد الأعضاء المؤسسين للتنظيم، وأنه تم تعيينه زعيما للجماعة بعد ساعات من وفاة أبو بكر البغدادي في تشرين الأول الماضي. وقالت “الغارديان”، إن المولى يعتبر أحد أكثر القادة نفوذًا في صفوف التنظيم، وولد لعائلة تركمانية عراقية في بلدة تلعفر، ويعرف أيضًا باسم حجي عبد الله، وفي بعض المناطق بعبد الله قرداش، رغم أن مسؤولين عراقيين قالوا إن صاحب الهوية الأخيرة مات قبل عامين. ومنذ أشهر تتواتر المعلومات عن دخول أمير تنظيم داعش الجديد إبراهيم القرشي والمعروف بحجي عبد الله إلى العراق، تزامنا من تصاعد العمليات الارهابية في المناطق المحررة.

وقبل اكثر من شهر قال المحلل السياسي رعد كريم إن “أحد الأسباب التي قد تجعل خليفة ابو بكر البغدادي يلجأ الى العراق هو الأرض الهشة أو الأمن الهش في العراق وعدم قدرة الحكومة على حصر خلايا داعش والقضاء عليها بسبب الصراعات السياسية القائمة، وكذلك الوضع الأمني وهيكليته في العراق مثل الداخلية والدفاع، وخضوعها للمحاصصة السياسية”.

أنباء دخول زعيم داعش إلى العراق تبعث برسائل عدة خطيرة قد تشجع التنظيم الإرهابي على ترميم كيانه مرة أخرى، فضلًا عن إعطائها قوى معنوية روحية لعناصره في العراق.

الى ذلك، يرى الخبير الأمني والعسكري أمير السعدي أن “المعلومات حول دخول أو وجود أبو إبراهيم القرشي إلى العراق مرة أخرى هي استعادة لزخم نشاط هذا التنظيم الإرهابي، وإعطاء القوة المعنوية والروحية له”.

وأشار السعدي إلى أن “نقطة خلل كبيرة توجه إلى الولايات المتحدة الأميركية في وقت أنها تمتلك أكبر قاعدة استخبارية وقاعدة بيانات واتصالات مع أنظمة العالم، نراها تبخل على العراق في مراقبة ورصد هذا الإرهابي، وقد أعلنوا عن مكافأة لا تتناسب مع حجم خطر هذا الإرهابي”.

تمثل صحة هذه المعلومات من عدمها دعمًا كبيرًا لداعش والحكومة على حدٍ سواء، فللأول تشكل له حافزًا لتنظيم صفوفه، أما للثانية فقد تعد معلوماتٍ استخباريةً دقيقة تحذرها وتعطيها زمام المبادرة، للقضاء على هذا التنظيم.

الى ذلك، نشرت وزارة الخارجية الأميركية تقريرها السنوي الخاص بالإرهاب لسنة 2019، وأعلنت أنها حققت مع حلفائها خطوات جيدة في مواجهة الإرهاب عالميًا، لكنها أشارت إلى أن الإرهاب مازال خطرًا يهدد العالم. كما ذكر التقرير الأميركي أن نشاط داعش قد ازداد مؤخرًا خصوصا في المناطق المتنازع عليها في العراق.

يتحدث تقرير وزارة الخارجية الأميركية، على غرار تقاريرها السابقة، عن أخطار داعش ورغم الإشارة إلى تراجع في نشاط التنظيم في سنة 2019 مقارنة بسنة 2018، إلا أن هذا النشاط تصاعد في منطقة محددة، وهي المناطق المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، وعزا ذلك إلى “عدم وضوح المسؤولية الأمنية عن تلك المناطق”. كما قال تقرير وزارة الخارجية الأميركية الذي نشر رسميًا مساء الأربعاء إن داعش قد زاد من نشاطه وهو طامع في إعادة تنظيم صفوفه في محافظات الأنبار، نينوى، صلاح الدين، ديالى وكركوك.

ورأت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها أنه بالرغم من الانتصارات التي تحققت على الإرهاب، فإن تهديد الإرهاب للعالم لا يزال قائمًا، وأشار إلى قتل خليفة داعش وإسقاط خلافته ونفوذه الجغرافي، لكنه أردف: “مازال داعش يواصل القتال، ويحث أتباعه على تنفيذ هجمات في جميع أنحاء العالم”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here