الإنسان المتخلف

الإنسان المتخلف، نعيم الهاشمي الخفاجي
هو ضحية الاضطهاد وسياسة الإقصاء والقهر، لذلك استمرار الاضطهاد لفترات طويلة تكون نتيجة ذلك ولادة أجيال من المتخلفين وخاصة إذا كانت الزعامات للطرف المستهدف هي أيضا نتاج للقهر وهم أيضا متخلفون، يمكن حصر التخلف ضمن نطاق ضيق وواضح شعوب المتخلف أو المتخلفين في عقدة النقص وعقدة الدونية، عقدة النقص سببها الحاكم الظالم المستبد أو حتى رب الأسرة في بلدان الشرق الأوسط عندما ينتهك كرامة أبنائه يقتل روح الشجاعة والرجولة وتحل محلها عقدة النقص بحيث يصبح الإنسان المقهور يشعر بالنقص يفقد رجولته وانسانيته واستقلاليته ويشعر هذا الصنف من البشر لا حق له، لا مكانة ولا قيمة إلا إذا قبل الطرف المتسلط أن يتفضل عليه ويكف عنه اذاه، وإذا هذا الشخص الذي يشعر بعقدة النقص يصبح كمحاضر في جامعة أو معلم في مدرسه تراه يرتجف، اما اذا أصبح زعيم سياسي يجلب العار لقومه هذا كلام علماء الاجتماع وليس كلامي، أيضا بعد عقدة النقص توجد عقدة الدونية، يبقى ذليل جربنا قادة مكوننا خرجت خلفهم الملايين من الشباب المؤمن بل سنويا يتجمع في كربلاء الإمام الحسين ع عشرة ملايين زائر لو تم توجيه هذه الحشود لتم اجتثاث الإرهاب وفرض أمر واقع رغم أنوف فلول البعث العجيب قنوات أحزابنا الفضائية تنقل اللطم وتزيع الطعام فقط؟؟ يفترض توجيه هذه الحشود تثقيفها شرح الاخطار السياسية تعرية الأعداء وخلق رأي عام فاضح لهؤلاء القتلة لكن معظم ساسة مكوننا وابواقهم الإعلامية هم من صنف البشر المقهورين العاجزين الذين لازالوا يخافون من السياسي البعثي الطائفي الإرهابي ويحاولون كسب رضاه وعدم اغضابه وايهاب الأموال الكافية والتستر على جرائمه والسبب هؤلاء يشعرون بداخل نفوسهم مقهورين، ويشعرون بعقدة النقص،لذلك يشعرون بعقدة العار عندما يعرفون الإرهابي والقاتل والمفخخ والمشرعن وهم لايجرأون قول اي كلمة للقتلة، اذا أصبح من هذا الصنف من البشر أحدهم كزعيم سياسي ينتقم من أبناء جلدته فقط ولدينا أمثلة كثيرة بواقعنا الحالي المؤلم.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
27.6.2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here