الكاظمي إلى واشنطن بعد تقليم أظافر جماعات الكاتيوشا

حتى فجر اليوم الثاني لعملية “اقتحام الدورة”، كان متظاهرون في ساحة التحرير، يتبادلون وجبات الحراسة، خوفًا من انتقام “ميليشيات”. وعلى قلة عددهم، خرج محتجون مساء الجمعة، في وسط الساحة مؤيدين لاعتقال الحكومة عددا من المسلحين في عملية نوعية جنوب بغداد.

وبحسب المصادر ان العملية الاخيرة، ضد مكاتب تابعة لكتائب حزب الله، حدثت بعد متابعة دقيقة للجهات التي تطلق الصواريخ تجاه منشآت حساسة في بغداد.

وحتى مساء الخميس الماضي، كانت هوية مايعرف بـ”جماعات الكاتيوشا” مجهولة، حيث نفذت تلك الاطراف 40 هجوما في العاصمة في الاشهر الـ7 الماضية. وجماعات “الكاتيوشا” هي تسمية اطلقت على جهات مسلحة غير معروفة، تستخدم هذا الاسلوب في مهاجمة مواقع عراقية واجنبية.

واطلق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، عشية الحادث الاخير، سلسلة من الوعود بعد لقاءات مع فنانين وصحفيين وادباء.

وتوعد خلال تلك اللقاءات التي جرت في يوم واحد، بالحفاظ على “هيبة الدولة”، وتنفيذ حملة واسعة للسيطرة على المنافذ الحدودية، التي قال بانها تحت سيطرة “عصابات”.

قصة المعتقلين

بحسب وثيقة وصلت الى (المدى)، ان الكاظمي طلب من مديرية الاستخبارات العامة وجهاز مكافحة الارهاب بـ”اتصال هاتفي” تشكيل لجنة تحقيقية بالمعتقلين. ولم تذكر الوثيقة عدد المعتقلين، لكن مصادر مطلعة، قالت لـ(المدى) انهم “13 من اصل 75 شخصا كانوا متواجدين في مقرين لحزب الله في منطقة البو عيثة في الدورة”.

واشارت المصادر الامنية الى ان من بين المعتقلين “شخص يحمل الجنسية اللبنانية ويعتقد بانه خبير في اطلاق الصواريخ”. وقالت جهات مقربة من الحشد، في تصريحات ان المعتقلين تم الافراج عنهم، بعد وساطات من احزاب شيعية. ونقلت قناة العهد، التابعة لعصائب اهل الحق، عن مصدر لم تذكره مساء يوم الحادث، ان الكاظمي “اعتذر” للقوى الشيعية عن ماجرى.

لكن الوثيقة الحكومية المسربة، صدرت بعد يوم من عملية الاقتحام، اكدت على التحقيق مع المعتقلين بتهمة “اطلاق صواريخ على المنطقة الخضراء”. واشارت الوثيقة، الى ان اللجنة التحقيقية هي بعضوية جهاز الامن الوطني والمخابرات وامن الحشد، وبرئاسة مكافحة الارهاب ومديرية الاستخبارات.

وخرجت بالمقابل تظاهرات في ساحة التحرير، مساء الجمعة، مؤيدة لخطوات الحكومة في مواجهة “الميليشيات”.

واتهم المحتجون، فصائل مسلحة باستخدام العنف ضد المتظاهرين، تسبب بمقتل نحو 700 شخص واصابة نحو 25 الف آخرين.

وفي فجر امس، بث ناشطون من الساحة، وسط العاصمة، مقاطع فيديو تظهر قيامهم بتنفيذ حراسات على الساحة، بسبب مخاوف من انتقام “ميليشيات” من حركة التأييد. وسمع في تلك الليلة اصوات اطلاق رصاص كثيف قرب منطقة العلاوي ووزارة التخطيط، داخل المنطقة الخضراء، والقريبة من ساحة التحرير، فيما لم تعرف اسبابه.

من هم “الكتائب”؟

وكانت جماعات مسلحة قد اقتحمت المنطقة الخضراء، بعد ساعات من مداهمة “حزب الله”، ووصلت الى الاحتكاك مع عناصر من مكافحة الارهاب داخل المنطقة المحصنة، بحسب بيان حكومي. وتسربت معلومات عن اعفاء قائد الفرقة الرئاسية في المنطقة الخضراء، عقب اختراق المسلحين للمنطقة، وهو اللواء شهاب الخيكاني، وتعيين ضابط المخابرات للواء مهند خلف بدلا عنه.

وكان “حزب الله” قد اتهم الكاظمي حين كان على رأس جهاز المخابرات، بالضلوع في مقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد ابو مهدي المهند، في غارة امريكية مطلع العام الحالي، قرب مطار بغداد.

والحزب نفسه، كان قد سرب العام الماضي، معلومات عن قائد عمليات الانبار السابق محمود الفلاحي، في عملية التخابر مع القوات الامريكية، بعد ان كشف “حزب الله” انه يتجسس على الدولة. وقبل 5 سنوات هددت “الكتائب” بفضح “سياسيين معروفين” بينهم اسامة النجيفي وآخرين، قالت إنها وجدت ارقام هواتفهم في هاتف جثة يعتقد انها لعزت الدوري، نائب الرئيس السابق بعد ان ادعت قتله في حمرين. ويعد الصدام الاخير الذي جرى في منطقة الدورة، جنوب بغداد، مع جهات تابعة للحشد الشعبي هو الثاني من نوعه الذي يستهدف الفصيل ذاته. في حزيران 2018، اشتبكت قوات امنية مع مسلحين تابعة لـ”حزب الله” في شارع فلسطين، على اثر قيام الاخير باطلاق النار على حاجز تفتيش للشرطة.

استئناف الحوار مع واشنطن

قيادي سابق في الحشد الشعبي قال لـ(المدى) ان “اذرع ايران في الحشد الشعبي، احرجت الكاظمي واثرت على مجريات الحوار الامريكي”.

وكانت نحو 10 هجمات قد استهدفت المنطقة الخضراء ومطار بغداد، منذ انطلاق الحوار في 10 حزيران الماضي. واضاف القيادي الذي طلب عدم نشر اسمه، ان “رئيس الوزراء قرر الذهاب الى جولة الحوارات الثانية، وقد عاقب تلك الجهات”. ومن المتوقع ان يخوض الكاظمي بنفسه الجولة الثانية من داخل واشنطن، إذ من المرجح ان يزور الاخير الولايات المتحدة الشهر الماضي، وهو موعد استئناف الحوار. وكانت تسريبات عن الجولة الاولى، اكدت ان الحوار تطرق الى قضية حماية المصالح الاجنبية والقوات الامريكية في البلاد. وتوقع مثال الالوسي، وهو سياسي ونائب سابق، في حوار سابق مع (المدى) ان “تهاجم اطراف مقربة من ايران بكل الوسائل لعرقلة الحوار”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here