رثاء المرحوم الفريق الاول الركن سعدي طعمة عباس الجبوري رحمه الله

رثاء المرحوم الفريق الاول الركن سعدي طعمة عباس الجبوري رحمه الله

يا ابا العلاء…
يا رفيق صباي وكهولتي وشيخوختي ويا اخي الذي فقدته ولم اره منذ سبعة عشر عاماً، هي استمرارية غربتي وفراق وطني… يا اخي الذي حرمت حتى من مكالمته بالهاتف، كونه السجين البرئ المحكوم ظلماً… نعم البرئ العفيف المظلوم ورب العزة…

عندما استعرضت شريط رفقتنا منذ الصف الاول المتوسط، واستمرارية المسيرة مدة سبعين عاماً، لم اجد ثغرةً او زلة تبرر مظلوميتك بسجنك ولن يجد غيري مهما نبش في تاريخك ولم تكن إدانتك (المزعومة) إلا صورةً للحقد والجهالة. فأنت انت ذلك الضابط الغيور الذي دافع عن شرف المهنة واعطى للجندية حقها في الإنضباط والطاعة المسؤولة بشهادة من انقذتَ حياتهم من الإعدام (وهم كثر) إنطلاقاً من نبلك ونقاوتك وشجاعتك بقول الحق.

لقد كنت تقوم بواجبك القيادي العسكري بكل هدوء ورزانة، بعيداً عن الجعجعة والتظاهر كما هو معروفٌ عنك وكما اكّد ذلك رؤسائك وزملائك…

لم اجدك يوماً تغيرت او تكبّرت او تنكّرت وانت في اعلى المناصب والوزارات، ولا انسى زياراتك مرتين او ثلاث في الاسبوع عندما تعود من وزارة العمل ليلاً وتعرج على داري لنقضي سويعات تبثني فيها لواعج مقاساتك ومعاناتك مع الوضع بشكلٍ عام، سواء كانت سلبية ام ايجابية.

فللّه درك يا سعدي … يا رفيق عمري ومستودع حبي الاخوي الطافح… انا لا املك لك الآن إلا فجيعة روحي وعصارة المي ومدرارية دمعي وبكائي.

ابنائي… علاء ويحيى وبقية افراد العائلة… أُعزّي نفسي قبل ان أُعزّيكم وإعلموا ان اباكم مثواه الجنّة برضوان الله عنه سبحانه وتعالى، فقد ذهب ابوكم التقي النقي إلى ربٍ كريم بعملٍ سليم ونفس مؤمنة صالحة إن شاء الله.

فإلى جنان الخلد يا ابا العلاء … يا رمز الشهامة والطيبات ويا وفي العمر وحبيب الرفقة.

اخوك المفجوع الدكتور كامل كمونة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here