للمرة الرابعة.. داعش يستغل انشغال الجيش ويسيطر على قرى في ديالى

بعد هدوء قصير، عاد ماتبقى من خلايا داعش، الى اساليب مهاجمة القرى بمجموعات صغيرة. وحذر مسؤولون، من ان تراجع هجمات التنظيم في الاسابيع الثلاثة الماضية، لا يعني ان داعش لا يتصيد الفرص لتعكير امن المدن.

وكرر التنظيم الاسبوع الماضي، هجوما شنه في جنوب تكريت، بعد نحو شهر من حادث مماثل بنفس المكان.

وفي “سيناريوهات” مشابهة عاد التنظيم، ليهاجم ليلة اول من امس، مناطق في شمالي ديالى، في رابع هجوم من نوعه في غضون اقل من شهرين.

وكشف تقرير وزارة الخارجية الأميركية، مؤخرا، عن استمرار خطر داعش في العراق، على الرغم من تراجعه في 2019 عن السنة التي سبقتها. وقال التقرير إن نشاط التنظيم “تصاعد في منطقة محددة، وهي المناطق المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية”.

وعزا التقرير ذلك إلى “عدم وضوح المسؤولية الأمنية عن تلك المناطق”.

كما اكد التقرير ان داعش طامع في إعادة تنظيم صفوفه في محافظات الأنبار، نينوى، صلاح الدين، ديالى وكركوك. وبحسب التقديرات العراقية، ان اعداد عناصر داعش في البلاد، تتراوح بين 2000 و3000 مسلح، بينهم 500 وجدوا طريقهم الى العراق عبر سوريا.

وشن داعش بين شهري نيسان وأيار الماضيين، نحو 250 هجومًا، وحاول اكثر من مرة السيطرة على مدن وقرى صغيرة.

واطلق ابو ابراهيم القريشي، زعيم “داعش” بدلا عن السابق ابو بكر البغدادي، الذي قتل العام الماضي في غارة امريكية في سوريا، هيكلية جديدة للتنظيم.

وعاد التنظيم في الشهرين الماضيين لعمليات خطف الفلاحين وقتل المتعاونين مع القوات الامنية، كما اعلن اول مرة مسؤوليته عن حرق عدد من المزارع في شرقي ديالى.

هجوم القرى

ليلة السبت على الاحد، هاجم داعش مرتين قرى في شمالي ديالى، محاولا السيطرة على المنطقة لساعات، وتنفيذ اعدامات بين السكان، بحسب مصدر امني هناك.

وغالبا ما يستخدم التنظيم، في عمليات اقتحام القرى والمناطق النائية، اسلوب الاختباء في احد المنازل وقتل اصحابه باسرع وقت، قبل الهروب، في محاولة لترويع بقية السكان.

واكد مصدر امني في ديالى لـ(المدى) ان “داعش هاجم بفرقتين صغيرتين (الواحدة بين عنصرين الى 5 عناصر)، قرية المخيسة التابعة لابي صيدا في المقدادية، شمالي ديالى”.

وتسبب الهجوم في مقتل عنصرين امنيين، بعد اشتباكات مع المسلحين، وجرح اثنين آخرين من القوات، فيما هرب المهاجمون.

وفي شباط الماضي، قالت القوات الامنية انها أخيرا حلت لغز “المخيسة” الذي استمر نحو 10 سنوات، حيث اقتحمت البساتين الكثيفة داخل القرية الصغيرة في شمالي ديالى، ونصبت نقاط تفتيش، فيما وجدت أن الأسباب التي أرعبت السكان كانت بسبب “مجموعة صغيرة من المسلحين”.

القرية التي لا تتعدى منازلها الـ100 منزل، كانت محسوبة على المناطق التي شهدت نشاطا لتنظيم القاعدة في عامي 2006 و2007، واستمرت الحوادث الامنية المريبة داخلها حتى عام 2019.

واشتهر مع مطلع العام الماضي “قناص المخيسة” الذي بدأ بنشر الرعب في القرية، والذي كان يبدأ بالتقاط أهدافه بعد حلول المساء.

وقبل هجوم “المخيسة” الاخير، كان “داعش” قد هاجم قرية الجوامير، التابعة للمقدادية ايضا.

واضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه ان “داعش اشتبك ايضا مع القوات الامنية وقطعات من الحشد دون خسائر، قبل ان يفر”، مبينا ان التنظيم فشل في السيطرة على القريتين.

وفي منتصف حزيران الحالي، هاجمت فرقة صغيرة من داعش، قرية مخياس التابعة لخانقين، وكان هدفها احد منازل السكان المحليين من طائفة “الكاكائيين”.

وقتل المسلحون صاحب المنزل وزوج شقيقته وابن شقيقه، فيما اصابوا رجلا آخر كان في زيارة الى العائلة بجروح.

وحاول المسلحون البقاء في القرية لوقت اطول والانتقال الى منازل اخرى، لكن القوات الامنية كانت قد وصلت إليهم.

وتسببت الاشتباكات في الشارع بقتل 3 عسكريين من شرطة خانقين.

وقتل رجل مدني آخر اثناء الاشتباكات، كما اصيب 3 مدنيين آخرين، الى جانب اصابة عنصرين من سوات، بعدما هاجم المسلحون الشرطة اثناء نقلهم الجرحى.

وظلت بعض الجثث ملقاة على الارض لعدة ساعات دون ان يتم نقلها، بسبب الخوف من وجود قناصين، بحسب المسؤول.

وانتهى الهجوم، بـ”سيناريو” تكرر اكثر من مرة، حيث هرب المهاجمون الى جهة مجهولة، غالب الظن نحو جبال حمرين.

في الشهر الماضي، سيطرت فرقة صغيرة تابعة لداعش على قرية مبارك في خانقين، لأكثر من ساعة قبل ان تعود الى المنطقة التي جاءت منها.

رعد الدهلكي، النائب عن ديالى يقول لـ(المدى)، ان ديالى تتصل بعدة محافظات، كما لها حدود مع المناطق التي تعرف بالمتنازع عليها، وهو مايجعلها عرضة لتكرار الحوادث.

نائب عن المحافظة، يؤكد ان داعش يستغل ازمة كورونا ويبحث عن المناطق الهشة للإخلال بالأمن.

ووصل عدد العمليات العسكرية الكبيرة، بعد اعلان تحرير العراق من داعش نهاية 2017، الى 13 عملية الى جانب عشرات الحملات الصغيرة في حدود بعض المدن.

وبحسب تقارير امنية، فإن القوات العراقية تعمل بنصف طاقتها بسبب انتشار فيروس كورونا، فيما يحاول تنظيم داعش أن ينهض من الهزائم الكارثية التي واجهها في السنوات الأخيرة، ويعيد من جديد بناء قوته القتالية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here