التمكين بين الإنجازات و الإكراهات

التمكين بين الإنجازات و الإكراهات.
بقلم: فاطمة الزهراء العريبي.
معظم النساء قبل بداية التمكين تبدو عليهن علامات التوجس في خوض هذه التجربة ، فهي ليست بالأمر الهين بالنسبة لهن إذ تعتبر تجربة جديدة ،وكل جديد يقابل بالرفض في بادىء الأمر.

خصوصا وأن عامل عدم الثقة يكون مسيطرا بقوة في اللقاء الأول ،فمعضمهن يعتبرن أن هذا التكوين سيعري أسرارهن وخصوصياتهن ، وهو تحد نعمل جاهدين على تصحيح مبادئه ومساره لدى هاته الفئة من النساء .

إضافة الى هذا التحدي فإننا نلاحظ في البداية رفض العديد من النساء الحديث بتلقائية عن ذواتهن ، لذلك غالبا ما نجد أن معضمهن ينتخبن قائدة تتولى مهمة الحديث عن تجاربهن نيابة عنهن ،وهذا راجع بالدرجة الأولى حسب اعتقادنا إلى جملة من العوامل الثقافية والاجتماعية التي تحول دون الكشف عن مكنوناتهن ، هذا فضلا على أنهن يحتجن الى احترام الذات الذي لا يتأتى ولا يكتمل الا من خلال احترام الآخرين لهن .

لكن ، سرعان ما تضمحل كل هذه المخاوف بمجرد الانخراط جماعة في ورشة عمل التمكين الذاتي ، فتشرع النساء في بناء علاقات مع أخريات يتشاركن معهن الهموم نفسها ،وآفاق الانتظار ذاتها .

في هذه اللحظة بالذات نعمل على تمهير النسوة على تجاوز كل المخاوف وكل المعتقدات المقيدة التي تقف حجر عثرة في طريق التغيير، وخيرمثال على الانجازات الكبيرة التي وطنها برنامج التمكين في نفوس العديد من النساء؛ هو إقبال معضمهن على إنشاء تعاونيات نسوية، تجسد بحق تدمير كل نظم الخوف والتوجس وترسي دعائم المسؤولية الذاتية.

تم إنشاء تسع تعاونيات جديدة.تمثل مساحة عمل لـ 106 عضو/ة.تؤثر بشكل غير مباشر على 18.875 شخصًا بالاقاليم التي انشأت بها (4 تعاونيات باقليم الحوز،تضم 41 عضوة)، ثلاث تعاونيات حضرية في بوجدور (تعاونيتان نسائيتان يبلغ عدد كل منهما 6 عضوات وتعاونية رجالية تتألف من 5 أعضاء)، تعاونية قروية ببوتغرار اقليم قلعة مكونة (18 عضوة)، تعاونية قروية واحدة في تارودانت (23 عضوة). و ذلك بدعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في اطار برنامج من مزارع لمزارع الذي يهدف الى دعم التعاونيات الفلاحية وذلك باشراك خبراء متطوعين امريكين.

وتجسد هذه التعاونيات الأثر الإيجابي للتدريب حيث تكتسب النساء الثقة والتحفيزومهارات التواصل والقيادة لاتخاد قرارات ومواقف ايجابية. كما يلهمهن التدريب للانخراط في دروس محو الأمية أو الحصول على شواهد عليا لتتمة دراستهن.

و من باب تقييم برنامج التمكين أظهرت نتائج التقييم لورش العمل التي تم إجراؤها أن ما مجموعه 106 فرصة عمل مكتسبة اغلبهم يعيشون بسبب هذه التعاونيات 103 منهم من النساء و 3 رجال.

كما كشفت بعض النسوة ان التعاونية ساعدتهن على تغطية نفقاتهن اليومية بما في ذلك اقتناء ملابس لأنفسهن أولأطفالهن، وساعدن في دفع فواتيرالماء والكهرباء، كما خلقت اوراش العمل أكثرمن تسع فرص عمل للفتيات المراهقات في القطاعين العام والخاص ، وبالتالي فإن إجمالي الوظائف التي تم إنشاؤها بسبب اوراش التكوين هذه هي 115 وضيفة.

بالإضافة إلى ذلك ، عادت سبع فتيات إلى المدارس بسبب مشاركتهن في ورشات التمكين.
علاوة على ذلك، يساعد المشاركون على تمكين أشخاص آخرين؛ فرضا أن كل مشارك يتحدث إلى ما متوسطه 25 شخصًا عن تجربته أثناء الورىشة، فقد تأثر 18.875 شخصًا بشكل مباشر كامتداد لشبكة الأسرة وأفراد المجتمع الذين شاركوا في ورشة عمل التمكين. بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن 10 أشخاص آخرين على الأقل يتأثرون بشكل غير مباشر بهذه الشبكة المتنامية، مما يزيد عدد المستفيدين إلى 188.750 شخصًا.

فاطمة الزهراء العريبي مؤطرة في التمكين الذاتي بمؤسسة الاطلس الكبير وهي منطمة غير ربحية غيرربحية مكرسة للتنمية المستدامة في المغرب.
1
صورة لاحدى ورشات التمكين التي نظمتها مؤسسة الاطلس الكبير لفائدة ساكنة الاطلس الكبير

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here